ماتت أم صديقي فارس الحكيم يا عبدالملك الحوثي

ماتت أم صديقي فارس الحكيم، يا عبدالملك الحوثي
------
فارس الحكيم يخبرنا:
ماتت أمي
----
أمي شهيدة قتلها الحوثي
كما قتل الكثير من أبناء تعز بالصواريخ والقاذفات والحصار.
منذ سنوات كانت تعاني من أمراض عدّة وكانت حالتها تحتاج الى متابعة ورعاية خاصة.

جاءت الحرب التي شنها الحوثي على اليمن وعلى تعز خاصة،استهدف الحوثي المستشفيات والمراكز الصحية،لم يبقَ في الخدمة سوى القليل جداً،لم يعد من يسأل عن الكفاءة والجاهزية بقدر ما يلوذ بأقرب جدار لمستشفى غالباً عبثت به فوهات المدافع،الحوثي قتل الطبيب والمريض والمسعف،استهدف كل ذرة حياة في تعز،وخنق الناس بالحصار ،منع عنهم الماء والدواء والكهرباء وكل أساسيات الحياة،حوّل تعز الى خرابة كبيرة غير صالحة لحياة الحيوانات فضلاً عن الأوادم.

أمي التي لم تعرف غير تعز،أصرّت أن تبقى فيها مهما كانت المخاطر" عشتُ هنا وسأموتُ هنا"..كانت ترددها كثيراً،وكان اصراري عليها بمغادرة تعز تبوء في كل مرة بالفشل ،قطع الحوثي الطرق وزرع مداخل المدينة بالألغام والمتفجرات،وأصبح من الصعوبة الوصول الى مشفى والاصعب منه أن تجد الطبيب والدواء،في طريقها الى المستشفى بين هضاب وتلال وعرة أسلمت الروح في منتصف الطريق،كانت سكرات موتها عبارة عن غفوات نائم،تغفو غفوات قصيرة بصمت وسكينة لتصحو قليلاً وهي تردد الشهادتين،كان اسم" الله" هو اخر كلامها من الدنيا،ماتت ولسانها يلهج به كما كانت دائماً في حياتها.
غادرت أمي الحياة.

لم أكن أجرؤ على تخيُّل هذه الحقيقة.
ودَّعتني اخر مرة وكأنها تشعر بأنه اخر وداع،لحظتها شعرت بالعاصفة تجتاح قلبي،منذ١٦ سنة وأنا أودعها لكن لم أشعر من قبل بمثل ذلك الشعور الغريب،مع ذلك خمنتُ كل شيء إلا الموت.
هاتفتها اخر مرة بكلمات قليلة،كان صوتها مهدوداً وخشيتُ أنْ أرهقها أكثر،ودعتني وهي تدعو لي،ليتني كنت اعلم انه اخر دعاء حتى اطلب المزيد.

فقدت أمي وفقدت اللهفة الصادقة التي تظلل عينيها،من سيدعو لي هذه المرة في ليالي رمضان وفي العشر الاواخر وفي كل مرة اهاتفها فيها او اجلس اليها،امي لا تملك غير الدعاء،وأنا الان أملك كلَّ شيء الا الدعاء.

كل من سيتكلم عن امه سيقول الكثير،لكن امي كانت استثناء بين كل النساء-رحمكِ الله يا امي-
اسال من الله ان يرحمها ويغفر لها ويجعل قبرها روضة من رياض الجنة وان يرزقها الفردوس الاعلى من الجنة،كما أسأله تعالى ان يعينني على برها والوفاء لها الى ان يجمعنا الله.

من صفحته على الفيس

نسعد بمشاركتك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص