إيران تعلن هزيمتها أمام العاصفة

كما هو متوقع منذ بدأت عاصفة الحزم أنها ستعصف بالمشروع الإيراني في اليمن 
وقد كان لله الفضل والمنة ثم لإخواننا في الخليج وعلى رأسهم المملكة التي ترفض أقل من النصر، وهذا ما جعل الايرانيين يدركون انهم أمام عاصفة لا سبيل لايقافها أو الانحناء امامها بل الاستسلام لها
ففي آخر مقال للقيادي الحوثي "محمد العماد"رئيس تحرير صحيفة "الهوية "
يعترف أن إيران طلبت من الحوثيين والمؤتمر تسليم صنعاء للتحالف حتى يتم تطبيع الأوضاع تدريجيا وتشكيل حكومة 
اقول ان هذا الطلب لم يأت من فراغ بل لأن الايرانيين يعرفون وهم اقدر الناس لعبا في الملفات السياسية من غيرهم في المنطقة أن اللعب مع السعودية في اليمن سيكون بلا شك خسرانا لهم عاجلا أم آجلا 
لأن السعودية لن تقبل بأقل من النصر على المشروع الإيراني لأن المسألة مسألة مصير 
وفعلا بدأ هذا النصر يتشكل بتشكيل جيش وطني صار اليوم على أبواب صنعاء والحديدة وتعز وهو مالم يكن قبل عام من الآن 
والإحباط الإيراني الذي جعلهم يعلنون الهزيمة يعود أيضا إلى البعد الجغرافي بينهم وبين اليمن وقطع شرايين التغذية من إيران إلى حلفائهم تمثل بشدة الحصار البحري ،وتحرير الحدود البحرية من "ميدي" في حجة إلى "اللحية" في الحديدة، ونحن نعرف أهمية ميناء "ميدي" بالنسبة للحوثيين في مناطق شمال الشمال والتي تمثل مركز القيادة والسيطرة 
وكذلك فايران تريد أن تتفرغ للملف السوري والذي صار أكثر تعقيدا لها بعد أن أعلنت السعودية وتركيا أنهما تستعدان للتدخل البري وربما تريد أن تسعى لمقايضة الملف السوري باليمني كما يخطط الغرب لذلك 
لأن الضغوط الغربية على المملكة فشلت في ثنيها عن الحسم في اليمن فقد خيروها بين حل سياسي يكون بصيغة غربية تضمن بقاء الحوثيين معطلين ك"حزب الله" في لبنان" (كي يظل اليمن في حالة عدم استقرار ويحتاج دائما للتدخل الخارجي كما هو حاصل في لبنان ) أو حرب مفتوحة تستنزف الكل ،لكن المملكة ومعها المقاومة والقيادة الشرعية قرروا قرارا آخر وهو اجتثاث المشروع الإيراني في اليمن، لان السعودية اليوم ليست السعودية بالأمس فقيادتها لتحالفين عربي وإسلامي يجعلها أكثر تحكما في ملفات المنطقة من إيران، وإيران بدأت تدرك ذلك لأنها تجيد التحكم بالملفات عندما يترك لها الملعب السياسي دون منافسة 


ان إعلان إيران هزيمتها في اليمن هو بداية لحصاد العاصفة التي ستقتلع هذا المشروع الخبيث من جذوره إن استمرت بقوتها الحالية 
"وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ"

نسعد بمشاركتك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص