كورونا

استهجان واسع لطريقة إعلان الحوثيين عن أول إصابة بكورونا.. عمل عنصري يفضح هذه الجماعة

فجر إعلان الحوثيين تسجيل أول إصابة ووفاة بفيروس كورونا ونسبها لمهاجر من الصومال، في صنعاء الخاضعة لسيطرتهم، موجة من ردود الفعل الغاضبة والمستنكرة والمشككة في حقيقة الإعلان وأبعاده والدوافع من خلفه.

واعتبر سياسيون وكتاب ونشطاء إعلان الحوثيين تسجيل أول إصابة بكورونا، في "مهاجر صومالي"، يندرج في إطار العنصرية والتمييز التي دأبت عليه المليشيات منذ سيطرتها على صنعاء والمدن اليمنية عام 2014م.

وقال حافظ البكاري، إن جماعة الحوثي وقعت في حيرة من أمرها في هوية أول حالة ستعلن عنها، مضيفاً "حتى وجودها في ما اسموه مهاجر صومالي..الفيروس عابر للهويات والاعراق والحدود لكن العنصرية المريضة هي هوية بذاتها".

وأشارت أفراح الزوبة، إلى المرض العنصري الذي يحكم سياسة المليشيات، مضيفة "هم هكذا في طبيعة تفكيرهم ودوافع حركتهم..كم أنا حزينة لهذا الإعلان العنصري.. والمشوش لتفكير الناس في وقت يحتاجوا لمعلومات صحيحة".

واعتبرت ميساء شجاع الدين، ما أقدم عليه الحوثيين أنه يندرج في إطار الانتهاكات والممارسات التي "دأبت الجماعة وتواصل ارتكابها بحق اليمنيين وغيرهم من المقيمين في مناطق سيطرتهم".

وقالت المغردة فاطمة الجبري، إن إعلان الحوثيين اكتشاف أول حالة إصابة بكورونا في شخص ميت كأنهم يريديون القول إنه "يعني خلاص ما فيش كورونا في صنعاء".

وكتب وزير الثقافة السابق خالد الرويشان على تويتر قائلاً "لا يليق الإعلان ولو بالإيحاء عن جنسية المتوفى بكورونا كما حدث في صنعاء قبل ساعات".

واستغرب الرويشان من الإعلان "أن المتوفى مقيم صومالي بينما لم تعلن أي دولة في العالم رسميا عن جنسية المصابين على أرضها"، مضيفاً "حتى كورونا اليمني عنصري يكره الصومالي ويحب اليمني، تفكير كارثي".

واعتبر رئيس مركز ابعاد للدراسات عبدالسلام محمد، هذا الاعلان "عمل حربي لا علاقة له بالشفافية"، مرجحاً أن للحوثيين أهداف من وراء الإعلان منها "تحميل المهاجرين الأفارقة الوباء كمحاولة عنصرية تنسي عنصريتهم، والتهرب من المسؤولية الأخلاقية لسلطة الأمر الواقع، وتخويف اليمنيين من الخارج وإكمال تطبيق نظام الرهائن".

وذهب نشطاء آخرون إلى القول أن إعلان الجماعة، محاولة للتخلص من الضغوط المجتمعية وحالة الهلع والخوف المنشترة في مناطق سيطرتهم في ظل الأنباء المؤكدة عن عشرات الحالات المسجلة بكورونا وتستر الحوثيين على إعلانها.

وقال فاروق سعيد، إن "فيروس كورونا موجود في صنعاء منذ عودة مبتعثيهم من طهران اثناء بدء الجائحة في ايران". مضيفاً على تويتر "الحوثة هم من تسببوا بإدخاله وهذا هو السبب وراء تكتمهم، وحكاية الصومالي مجرد تمويه وضحك على الناس للهروب من ادانتهم في تفشي الفيروس وتداعياته".

وأشار همدان العليي، إلى تسجيل ثمان وفيات في صنعاء بنفس أعراض كورونا في يوم إعلان الحوثيين، مشككاً في هوية المتوفي.

وقال آخر، إن "هذا مؤشر خطير و تحريض مباشر ضد اشقائنا الصوماليين والافارقة المقيمين في مناطق سيطرة المليشيا وإهانه لهم وهو غير مستغرب من حركة عنصرية تنظر لما حولها بفروق العرق واللون".

وقالت سامية الأغبري، "الناس يموتوا في مستشفيات صنعاء منها الكويت وزايد ،وفي بيوتهم من مرض كورونا وجماعة الحوثي المجرمة قالت حالة واحدة فقط لمهاجر صومالي.. العنوا".

وقال نبيل سبيع، إن إعلان الحوثيين جاء بعد أن تم تسجيل عدة حالات، مضيفاً "وزادوا الطين بالله بأن أعلنوا أيضاً أن هذه الحالة صومالي!".

وأوضح سبيع إن المعلومات المتداولة منذ فترة، تتحدث عن عشرات الإصابات في صنعاء "ليمنيين طبعا وليس لصوماليين، لكن الحوثيين رموها على صومالي" .

وأضاف سبيع أن الحوثيين يعلمون أنهم كاذبون، "وهذا التعتيم والتضليل الحوثي الواضح لن يوقف كورونا، بل سيمنحه فرصة الإستمرار في حصد أرواح اليمنيين في ظل اطمئنان الجميع. نخشى أن يستمر التعتيم والتضليل الحوثي حول انتشار كورونا في صنعاء وبقية المناطق الشمالية التي يسيطر عليها الحوثي، لأن هذا يعني انتشار كورونا بدون رقابة ولا انتباه من المواطنين أنفسهم.

وعبر سبيع عن خشيته من "تبعات التحريض الحوثي على أخوتنا الصوماليين في صنعاء وبقية المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثي، وهو تحريض غير أخلاقي يتحمل الحوثيون مسؤوليته".

وأشار عبدالغني الماوري، إلى أن إعلان "هوية المصاب أو من أين جاء ليس عنصرية، يظل ذلك في إطار المعلومات العادية" وقال إن "العنصرية تكمن في عدم الاعتراف بوجود عشرات الحالات من المصابين اليمنيين، والإشارة الى المصاب الصومالي".

بدوره استغرب المغرد الحوثي زيد البعوه، من زعل البعض "لماذا الحالة التي تم الإعلان عنها صومالية وليست يمنية؟ لماذا يا وزير الصحة لا تعلن عن حالات مصابة بفيروس كورونا في صنعاء؟".

وأضاف في تويتر ، :عندما تم الإعلان عن حالة إصابة لمهاجر صومالي امتعض الحاقدين والمرضى لأنهم يريدون ان يصاب اليمنيين وان ينتشر الفيروس بين اوساطهم".

وينكر الحوثيون وجود أي إصابة بكورونا في مناطق سيطرتهم، رغم الكشف من مصادر متعددة طبية ومواطنين عن وجود عشرات الإصابات، كما أن الجماعة تقوم حالياً بحملات لإغلاق شوارع وحجر التجوال في عدة مديريات بصنعاء وإغلاق المساجد.

وقال الدكتور اسماعيل الوزير، المحسوب على الحوثيين في صنعاء، إن الإعلان عن حالات الإصابة من اختصاص الوزير المتوكل، مضيفاً في تغريدة قبل إعلان الجماعة أول حالة "فلماذا التأخر في الاعلان رغم ان الأطباء في المستشفيات يؤكدون وجود إصابات".

وفي وقت متأخر أمس، كتب أحد العاملين بأحد المستشفيات قائلا ان الوضع خرج عن السيطرة بسبب تفشي فيروس كورونا في صنعاء.

وكانت منظمة الصحة العالمية، تحدثت عن تفشي فيروس كورونا بشكل نشيط وواسع في كامل المناطق اليمنية، وطالب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن والصحة العالمية السلطات بمصارحة الشعب وكشف نتائج التفشي بشفافية كي يتمكن الناس من حماية انفسهم، مؤكدين أن عدم احتواء الفيروس بسرعة وبطرق سليمة سيؤثر على حياة نصف سكان اليمن.