بعد روسيا .. لهذه الأسباب فرَّ حزب الله من سوريا

في أقل من 24 ساعة من انسحاب قوات الدب الروسي من مواقع القتال في سوريا، نشرت وسائل إعلام أنباء عن انسحاب ميليشيات حزب الله من سوريا، ما يثير تساؤلات عن مغزى الحديث عن الانسحاب من سوريا في هذا التوقيت.


وانسحاب حزب الله في التوقيت وارد لعدة أسباب أهمها الفراغ الحالي الذي كانت تشغله القوات الروسية بعد انسحاب معظمهما، وما تشكله من غطاء جوي تسبب في تقدم قوات النظام السوري والداعمين له، على المعارضة السوريه،كما أن المخططات العسكرية التي كان من المقرر ان تنفذ بغطاء جوي روسي أصبح من الخطر تنفيذها الآن.


وكانت مواقع لبنانية قد نشرت خبرا مؤخرا يوضح بأن حزب الله اللبناني بدأ بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار بسحب المئات من عناصره في سوريا.


وكشف موقع جنوبية اللبناني الذي انفرد بالنشر أن هذا الانسحاب "يأتي تنفيذا لاتفاق روسي أميركي، يقضي بدعم العملية السياسية جديا في سوريا، ومن ضمن ذلك انسحاب حزب الله وتثبيت الهدنة، وجاء تتويج ذلك بإعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء أمس "بدء سحب أجزاء كبيرة من القوات الروسية في سوريا".


لكن الحزب نفى ذلك وقال أن أبواق المجموعات المسلحة نشرت، إثر إعلان موسكو سحب القوات الجوية الروسية من سوريا، أنباء باطلة حول انسحاب وحدات مقاتلي حزب الله.


وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعلن أمس عن بدء سحب المجموعات الروسية، نظرا "لإنهائها تنفيذ مهماتها"، وشدد -خلال اجتماع مع وزيري الدفاع والخارجية في الكرملين- على ضرورة تكثيف الدور الروسي في العملية السياسية لإنهاء الصراع في سوريا.


وأشار الحزب في بيان له إلى أن ورود هذه الأنباء تزامن مع نشر وسائل إعلام معلومات حول بدء مسلحي تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي هجوما واسعا في مختلف المحافظات السورية.


ولم يذكر حزب الله في بيانه الوقت الذي سيبدأ فيه بالانسحاب من سوريا، فيما توقع خبراء أن هناك أسباب ستدفع الحزب للانسحاب الحتمي من الحرب السورية.


من هذه الأسباب الضغط الشعبي الكبير في الداخل اللبناني على عناصر حزب الله والحصار الذي فرضه الخليج على لبنان بسبب تصرفات حزب الله، كما أن الدعم الإيراني تجمّد بالنسبة للحزب كما تفيد مصادر مقربة منه وهو ما جعل الحزب في حالة صعبة للغاية.


وكان الرئيس اللبناني السابق، ميشال سليمان، دعا فور صدور القرار الروسي، ميليشيات حزب الله، إلى الانسحاب كما فعل الروس، قائلا عبر صفحته في تويتر"أمام إعلان موسكو سحب قوتها الرئيسية من سوريا بات تطبيق "إعلان بعبدا" عبر انسحاب حزب الله أمراً ضروريا".


بدوره قال عادل الحلواني مدير مكتب الائتلاف السوري المعارض بالقاهرة، إن السبب الحقيقي الذي يدفع ميليشيات حزب الله للانسحاب من سوريا هو تيقنها من اقتراب سقوط بشار الأسد، مشيراً إلى أن أنباء انسحاب الحزب لا يمكن أن تكون غير صحيحه وعلى الأقل فهى بالون اختبار من حزب الله لجس النبض لكن هى نيه موجوده لديه.


وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن وجود حزب الله الآن في سوريا لن يفيد النظام خاصة بعد قرار موسكو بسحب أجزاء كبيرة من قواتها في سوريا بزعم دعم العملية السياسية التي بدأت مباحثاتها في جنيف ضمن الاتفاق الروسي الأمريكي.


وأوضح أن ثوار سوريا يعلمون تماما أن انسحاب الداعمين لنظام الأسد لم يكن اعتباطا، وقد يكون تكتيك خاصة أن الروس ربما يكونوا تركوا ترسانه من الأسلحة للنظام، لكن على أي حال الثوار جاهزين للتعامل معها، مشيراً إلى أن سوريا عانت طوال 5 سنوات من الحرب وتحولت لميدان لصراع دولى بين روسيا وأمريكا وحلفائهما غير آبهين بالأبرياء من المدنيين.


فيما رأت رابحة علام المتخصصة في الشأن السوري، أن أهم الأسباب التي تدفع حزب الله للانسحاب من سوريا هو حدوث خلاف بين طهران والنظام السوري وهذا حدث بالفعل في السابق بسبب رؤية إيران حول عمق التدخل الروسي لكن سرعان ما انتهى الخلاف ولم يسفر عن أي قرارات .


وأضافت في تصريحات لـ"مصر العربية" أن حزب الله يعتبر نفسه في سوريا شريك أساسي في الحرب وليس حليف، لذلك قرار انسحابه بشكل مفاجئ قد غريب في هذا التوقيت الذي انسحبت فيه روسيا، وتوقعت عدم صحة الانسحاب وقد يكون مجرد اعادة توزيع للجنود .


وأوضحت أن روسيا وهى الحليفه للنظام الروسي لم تنسحب بشكل كامل، فكيف لحزب الله وهو الشريك في الصراع السوري الانسحاب، وأشارت أنه من الصعب أن يتخذ الحزب قرار في عشية وضحاها للخروج من اللعبة بهذه السهولة.


وقال تيسير النجار المحلل السياسي السوري، إن جميع القوات التى جاءت لسوريا ليس لديها العقيدة القتالية التي تحارب من أجل الأرض مثل أصحاب الأرض نفسهم، لذلك كانت تحتاج لقوه عسكرية كبيرة مثل روسيا لتحمي مقاتلي النظام والآن لم يعد لهم غطاء فمن الطبيعي أن يتم التفكير في التراجع عن المواجهة إن لم يكن الانسحاب.


وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن حزب الله وكل الميليشيات الطائفية الإيرانية والعراقية والأفغانية المتواجدة في سورياكان لديهم خسائر فادحة ثم جاءت النجدة من روسيا من خلال التغطية الجوية المناسبة التي جعلتهم يتقدمون، لكن الانسحاب الروسي المفاجئ غير كثيرا من اللعبة وتسبب في رعب القوات الداعمة للنظام .


وأوضح أن الدب الروسي منذ دخوله المستنقع السوري دفع الكثير وتعرض لخسائر فادحة أثرت على اقتصاده من أجل تقوية حليفهم بشار الأسد ومع ذلك لم يستطيعوا فعل ذلك فاتجهو للتفاوض مع المعارضة، وأشار إلى أنه في حال إصرار حزب الله على الاستمرار فستكون هى السبب الذي يرغمه للهروب وليس الانسحاب خاصة أنه ارتكب جرائم كثيرة منذ 4 سنوات بحق المعارضة التي توعدت الذي صنف مؤخرا كمنظمة إرهابية.