الكويتيون ينفقون مليار دولار خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان

رصدت شبكة الخدمات المصرفية الآلية الكويتية، قفزة قياسية في إنفاق الكويتيين على السلع الرمضانية خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان، والبالغ مليار دولار، منها سحب نقدي بقيمة 470 مليون دولار، وسحب عبر المبيعات بنحو 530 مليون دولار، مقارنة بنحو 450 مليون دولار كحد أقصى للإنفاق الأسبوعي في الأوقات الطبيعية، أي بنسبة زيادة في المشتريات تجاوزت 100%، لا سيما في السلع الغذائية.

 

وبحسب بيانات شبكة الخدمات المصرفية، بلغ إنفاق الكويتيين خلال 24 ساعة قبل يوم واحد من شهر رمضان، نحو 230 مليون دولار، ما يعد مؤشرا على زيادة شره الأسر الكويتية في الإقبال على الشراء خلال هذه الفترة، وفق ما نقلته صحيفة «العربي الجديد».

 

من جهته، قال مدير عام الخدمات المصرفية في البنك التجاري الكويتي سابقا، «علي المديهيم»، إن النمط الاستهلاكي الشره في الكويت يعود إلى عدم تدرب الأسر على الترشيد والاقتصاد وكيفية الاستهلاك السليم، حيث تقوم بشراء احتياجات غير ضرورية بمبالغ كبيرة.

 

وأشار «المديهيم»، إلى أن هناك تقليدا اجتماعيا في الكويت يتمثل في ضرورة أن تشمل المائدة مختلف الأطعمة الضرورية وغير الضرورية، ناصحا بقيام الحكومة بحملة توعوية للمواطنين والجاليات المقيمة، للاقتصاد في الاستهلاك.

 

وأوضح «المديهيم»، أن الشراهة في عمليات الشراء انعكست بالسلب على السوق الكويتي، حيث زادت أسعار بعض السلع الرمضانية بحدود تتراوح بين 60% و80%، مقارنة بشهر رمضان من العام الماضي، ما شكل عبئاً على كاهل المستهلكين.

 

وارتفع معدل التضخم في أسعار المستهلك في الكويت، خلال يناير/كانون الثاني الماضي، ليصل إلى 3.3%، مقابل 3% في ديسمبر/كانون الأول الماضي، حسب «بنك الكويت الوطني» الذي عزا الارتفاع إلى زيادة أسعار كل من المواد الغذائية والمفروشات المنزلية والصحة.

 

بدوره، أكد الخبير المالي «محمد رمضان»، أن التباهي والتفاخر بين بعض الأسر الكويتية، يدفعها إلى شراء أطعمة إضافية على المائدة لا حاجة لها، ما يستنزف الميزانية الشهرية للأسرة، وبالتالي يقوم غالبية المواطنين بالسحب على المكشوف من البطاقات الائتمانية (الفيزا-ماستر كارد).

 

وقال «رمضان» إن المبالغة في شراء السلع الرمضانية إلى حد الإسراف والتبذير أصبحت عادة في غالبية الشعوب العربية، ولكنها تختلف من مجتمع لآخر حسب وضعه الاجتماعي، مشيرا إلى وجود دول آسيوية تنخفض فيها مستويات الشراء في الشهر الفضيل مقارنة بباقي أشهر العام بنسبة 40%، ويعود ذلك إلى توعيتهم بالإنفاق المتوازن خلال هذا الشهر والاكتفاء بأصناف محدودة على الإفطار.

 

وبين أن عملية شراء المستلزمات المنزلية في هذه الدول الآسيوية تتم في حدود الاحتياج اليومي فقط من دون القيام بتخزين السلع الرمضانية، ولذلك يلاحظ الفارق في مستويات الإنفاق الكبيرة بين هذه الدول والمنطقة العربية.

 

وأشار «رمضان» إلى أن أحد أهم أسباب زيادة الإنفاق خلال هذا الشهر، هو شراء مستلزمات عيد الفطر والملابس لجميع أفراد الأسرة.