ما هو مصير الثور عندما ينطح المصارع ويقتله أمام الجمهور؟

تقترن عادة مصارعة الثيران في الثقافة الإسبانية المتوارثة منذ قرون طويلة بأجواء احتفالية تغضب أنصار الرفق بالحيوان، الذين طالما ارتفعت أصواتهم بضرورة منع هذه المظاهر التي لم ينجحوا حتى الآن في الحدّ منها إلا بشكل قليل بسبب ترسخ هذه التقاليد والعادات في الثقافة الإسبانية.


مصير غريب ينتظر الثور (لورينزو) وعائلته
هذه الأجواء الاحتفالية لا تكون دائماً كذلك، وهو ما حدث الأحد 10 يوليو/تموز 2016 في بلدة ثرويل الإسبانية، عندما وجّه الثور لورنزو الذي يبلغ وزنه قرابة 529 كيلوغراماً إلى مصارع الثيران الشهير الشاب فيكتور باريو الذي يبلغ من العمر 29 سنة ضربةً على مستوى الصدر أودت بحياته في أول حادثة من نوعها في إسبانيا منذ سنة 1992، حسب ما نقلته جريدة "إلبايس" الإسبانية.

 

ثقافة مصارعة الثيران الإسبانية الضاربة في عمق التاريخ في هذا البلد تحتفظ بتقاليد غريبة، منها أن الثور الذي يقتل مصارعاً للثيران يتوجب على ربّ المزرعة التي أتى منها أن يضحي به وكذلك بكل عائلته، خاصة أمه.

 

وهو ما أغضب أكثر أنصار الرفق بالحيوان الإسبان، حيث أطلقوا على الشبكات الاجتماعية هاشتاغ يدعو لإنقاذ البقرة لورينزا أم الثور لورينزو.

 

جريدة "أ ب س" الإسبانية كشفت عن أن هذه الدعوات جاءت متأخرة، حيث ذكر خوسي ماركايو صاحب مزرعة لوس مانوس التي نشأ فيها الثور لورينزو، أنه قام قبل أيام بالتضحية بالبقرة لأن عمرها كبير.

 

وأشار في نفس الوقت للجريدة إلى أن هذه التقاليد تعتبر أخباراً سيئة لأصحاب مزارع تنشئة الثيران الموجهة للمصارعة بالنظر للمجهود الكبير الذي تحتاجه التضحية بالثور وعائلته، إذ تكلّف صاحب المزرعة من الناحية المالية الكثير، إضافة إلى السمعة السيئة التي تلحق بعد ذلك بالمزرعة ما يصعب عليها تسويق ثيرانها لحلبات المصارعة.


التضحية بالثور القاتل وعائلته

الجريدة الإلكترونية الإسبانية 20 دقيقة (20 minutos) نقلت عن خبراء متخصصين في مجال مصارعة الثيران، أن تقاليد التضحية بالثور القاتل وكل عائلته ورغم أنها تبدو تقاليد بالية وعنيفة إلا أنها مهمة للتأكد من القضاء على فصيلة الثيران القاتلة هذه التي تتميز بتصرفات عنيفة وغير معروفة مسبقاً تجاه المصارعين لحمايتهم.

 

منذ يوم الأحد الماضي والشبكات الاجتماعية الإسبانية تعيش على إيقاع صراع ساخن ما بين مؤيدي ومعارضي مصارعة الثيران، في ضوء واقعة وفاة المصارع الشاب فيكتور باريو.

 

لكن هذا النقاش لا ينتظر منه أن يغير شيئاً من تقاليد مصارعة الثيران التي تعد من صلب الثقافة الإسبانية، حيث أصبحت مصارعة الثيران ماركة مسجلة لإسبانيا تستخدمها في جلب السياح الأجانب.

 

ورغم المجهود الكبير الذي بذله أنصار الرفق بالحيوان الإسبان يؤازرهم زملاؤهم الأوروبيون إلا أنهم لم يتمكنوا من زحزحة المجتمع الإسباني المحافظ عن هذه التقاليد المتوارثة، فقط إقليم كاتالونيا قرر منع مصارعة الثيران منذ سنة 2012 مع الاحتفاظ بالاحتفالات التقليدية للثيران التي تقام في البلدات الكتالونية.