"كيندر" شوكولاتة لذيذة وشهيرة.. وتسبب السرطان أيضاً!

كثيرة هي الأطعمة والمأكولات المغلفة بأشهر أسماء الماركات العالمية، والمزينة بأغلفة جذابة بتصاميم راقية محببة لعيون الصغار والكبار، يصعب على النفس مقاومتها، بالأخص لو كان الأمر يتعلق بالشوكولاتة، إلا أننا قد نتجاهل النداءات حول مضار خطيرة ترتبط بها.

 

"حمى الاستهلاك"، بات مصطلحاً يشير إلى وباء أصاب المجتمعات في معظم دول العالم، ذلك أن الدعاية والإعلانات التي غرقت بها الشوارع والشاشات، ومواقع الإنترنت، والملاعب، وتطبيقات الهواتف الذكية، لم تترك في لاوعينا كثيراً من الخيارات، فبات الشره يدفعنا لشراء كل منتج تقع عليه أعيننا في الأسواق.

 

تقرير خطير لمنظمة "فودواتش" الألمانية المتخصصة، كشف عن مواد معدنية مسرطنة في اثنتين من أشهر ماركات الشوكولاتة في العالم، وهو ما لم تنفه الشركة ذاتها، بل دعت للتعاون بصدده، ما يرفع منسوب الخطورة إلى أعلى درجة.

 

وكشف تقرير "فودواتش" أن ألواح شوكولاتة "كيندر" وشوكولاتة "فيوريتو نوغا ميني" من شركة "لينت".. "ملوثة بما يُعرف بالزيوت المعدنية الأروماتية" التي قد تسبب الإصابة بالسرطان، وطالبت بسحبها من الأسواق، وفق ما نقلت فرانس برس.

 

وأكدت "فودواتش" أن الفحوص التي أجريت في يوليو/ تموز الجاري، أظهرت معدلات أكثر ارتفاعاً من النسب المقبولة للزيوت المعدنية الأروماتية في ألواح "كيندر" وقطع "لينت"، مذكرة بأن الوكالة الأوروبية للسلامة الغذائية (إي إف إي إيه) تعتبر أن هذه المواد "قادرة على التسبب بالإصابة بالسرطان، وعلى التحوّل".

 

ولم تنف مجموعة "فيريرو" التي تنتج شوكولاتة "كيندر" الأمر، وبدلاً من ذلك قالت إن "مجموعة متنوعة من المنتجات المختلفة الأخرى" تحتوي على زيوت معدنية أروماتية (إم أو إيه إتش).

 

ودعت "فيريرو" في بيان لها، جميع الأطراف المعنية لبذل جهود لمكافحة السرطنة في المواد الغذائية، وقالت: "لا بد من أن تبذل جميع الأطراف المعنية جهوداً، أكان في مجال الصناعة الغذائية أو التجارة بالمواد الأولية"، مشيرة إلى أنها تعمل على الحد من المواد المسرطنة في منتجاتها.

 

وحول ما يتسبب تحديداً بالتلوث السرطاني في الشوكولاتة من الماركات المشار إليها، قالت "فودواتش" في تقريرها إن ألواح "كيندر"، وقطع "لينت" المسوقة في ألمانيا، "ملوثة بما يعرف بالزيوت المعدنية الأروماتية"؛ بسبب أغلفة قطع الشوكولاتة.

 

وشددت "فودواتش"، وهي منظمة ألمانية غير حكومية، أُسست عام 2002، على أنّ هذا النوع من الزيوت "قد يتسبب بحالات سرطان ويؤدي إلى اضطرابات جينية. لكن المصنِّعين يرفضون سحب المنتجات المعنية من الأسواق".

 

وأوضحت "فيريرو" من جهتها أنها تطوِّر "حلولاً تقنية للحد قدر المستطاع من انتشار هذه المواد".

 

الاتحاد المهني لصناعة الحلويات في فرنسا (بي دي إس آي) الذي ينتمي إليه كل من "فيريرو" و"لينت"، أكد بدوره أن "مجموعات صناعة الحلويات في ألمانيا بذلت جهوداً كبيرة خلال السنوات الأخيرة للتخفيض من نسب هذه المواد، وتوصلت إلى نتائج جيدة"، وهو ما يبدو أنه غير مطابق للواقع بحسب تقرير المنظمة الألمانية الذي أجرى أبحاثه هذا الشهر يوليو/تموز.

 

الآن قد عرفنا، بسبب تقرير دراسة علمية متخصصة، من منظمة مرموقة ومعتبرة، أن ألواح "كيندر" وقطع "لينت"، وهي منتجات لشركات تسعى بشكل جدي لتوخي الحذر لناحية تأمين غذاء صحي، قد تسبب السرطان بسبب زيوت في أغلفتها، لكن ماذا عن آلاف الأغذية الأخرى التي تملأ رفوف الماركات والمحال، والتي لا تراعي فيها الشركات المصنعة أصلاً أية ضوابط لا تتخذ أي إجراءات صحية تتعلق بسلامتها على النحو الذي يمكن أن يطمئن المستهلكين إلى صحيّة ما يتناولونه.

 

لا شك أن جزءاً من المسؤولية يقع على عاتق الحكومات التي يجدر بها إجراء أبحاث في سلامة المنتجات المحلية والمستوردة، ومراقبة أدوات الدعاية، وجزء آخر على المستهلكين أنفسهم، إن لناحية انتقاء الغذاء الذي يأكلونه، أو لناحية التقليل من استهلاك المنتجات الصناعية، والاعتماد ما يمكن على الغذاء الطبيعي الذي يحتوي في كثير منه على مضادات حيوية للسرطنة.