المنافسة الخليجية تعزز قلق شركات الطيران الأميركية

تنفق الناقلات الخليجية الملايين من الدولارات على إعلاناتها التلفزيونية بهدف جذب المسافرين الأميركيين، وآخر مثال كان إعلان طيران الإمارات ببطولة الممثلة الأميركية جنيفير أنيستون.


ويبرز تساؤل حول إصرار الناقلات الخليجية اختراق السوق الأميركية، وأسباب قلق الناقلات الأميركية من نظيرتها الخليجية.


وبعد الحملة التي شنتها شركات الطيران الأميركية على نظيراتها في الخليج، مدعية بأن أكبر ثلاث شركات طيران، تحصل على دعم من حكوماتها وصل إلى 40 مليار دولار خلال عشر سنوات، رد الشركات الخليجية، كان سينمائيا.


أسلوب الاتحاد للطيران كان دراماتيكيا ببطولة نيكول كيدمان التي عينتها سفيرة علامتها التجارية.


أما طيران الإمارات فلجأت للكوميديا بعد أن دفعت لجينيفر أنيستون خمسة ملايين دولار لتكون نجمة إعلانها التلفزيوني الذي فسره البعض بسخرية من الشركات الأميركية، حيث شبهت ممثلة هوليوود الطائرات التي لا تضم خدمات الرفاهية التي تشتهر بها طائرات الإماراتية بالكابوس.


وقالت طيران الإمارات إنها دفعت 20 مليون دولار من أجل بثها في 8 دول من بينها الولايات المتحدة.


وهدف الناقلات الخليجية من هذه الإعلانات واضح وصريح، وهو تلبية الطلب المتزايد للسفر من وإلى أكبر اقتصاد بالعالم، كون قطاع السفر الأميركي يولد إيرادات بنحو تريليوني دولار وفقا لبيانات منظمة السفر الأميركية.


ولكن ما سبب قلق الناقلات الأميركية من الناقلات الخليجية؟ خصوصا بأن الأرباح التشغيلية لـ united airlines مثلا، وصلت إلى ملياري دولار العام الماضي، مقارنة بأرباح طيران الإمارات التي حققت 600 مليون دولار.


ويزداد تواجد الناقلات الخليجية في الولايات المتحدة، حيث وصل عدد رحلات طيران الإمارات والاتحاد للطيران والخطوط الجوية القطرية لعشر مدن أميركية إلى 252 رحلة أسبوعيا في 5 سنوات.


وبحسب تقرير لمجلة Foreign Policy، فإن 36%، من رحلات طيران الإمارات وطيران الاتحاد إلى الولايات المتحدة هم مسافرون من الهند.


أما بالنسبة للخطوط الجوية القطرية، فهذه النسبة وصلت إلى 28%، مما يعني أن دبي وأبوظبي والدوحة أصبحت محطات للترانزيت.


ومما يساعدها أيضا، هو موقعها الجغرافي حيث تبعد الخليج بأربع ساعات عن ثلث سكان العالم، فيما يفصلها عن ثلثي العالم 8 ساعات فقط.


الأمر الذي أيدته وكالة Skytrax لتصنيف الخطوط الجوية، حيث ظهرت كل من طيران الإمارات وطيران الاتحاد والخطوط الجوية القطرية ضمن قائمة الـ10 الأوائل في جوائز شركات الطيران العالمية، إلا أن الشركات الأميركية بالكاد وصلت إلى قائمة أفضل 50.


فهل ستطلق الناقلات الخليجية حلقات جديدة من مسلسل صراعها مع نظرائها الأميركيين؟ لننتظر ونشاهد.