تجنيد الأطفال في اليمن.. قشة الغريق الحوثي

قشة الغريق هي التفسير الحالي الوحيد لممارسات جماعة الحوثي وتخبطها في استخدام وسائل ممنوعة ومحرمة دولياً في انقلابها ضد الشرعية وحربها على الشعب اليمني، ليتسنى لها القدرة على المضي في تمردها إرضاء لقادة طهران، وإصرارها على معاندة المجتمع الدولي ومقارعة الحق، جعلها تنساق نحو طرق انحرفت عن النهج البشري والروح الإنسانية هذا ما أكده تقرير لمركز المزماة الإماراتي للدراسات والبحوث والتى تسلمت "الرياض" نسخة منه.

 

حيث أكد التقرير انه بعد رفض المجتمع لجماعة الحوثي، ودعوة الأمم المتحدة لها بالعودة إلى الشرعية وتسليم أسلحتها للحكومة اليمنية، حاولت المراوغة بالوقت عن طريق محادثات السلام التي جرت في الكويت، ليتبين فيما بعد أن هدفها من الجلوس على طاولة المفاوضات هو إطالة الوقت، وليس لديها أي نية للانصياع إلى الحل السياسي السلمي، وقرارها متوقف بيد قادة الملالي في طهران، والذين رفضوا أن تعالج الأزمة اليمنية بالحل السلمي حتى تستمر الفوضى في المنطقة، وهو الهدف الذي تسعى إليه إيران من خلال تدخلاتها السافرة في الدول العربية.

 

واضاف التقرير ان أكبر نقاط ضعف جماعة الحوثي في تمردها هو فقدانها لشرعية ما تقوم بها، وسقوطها أخلاقياً وسياسياً في نظر الشعب اليمني والمجتمع الدولي زادها ضعفاً وقربها من السقوط الميداني، ما جعلها تتخذ أساليب وتتبع طرقاً خارجة عن الأخلاق والأعراف الدولية، وتتمسك بأي قشة خوفاً من الغرق

 

واستباحة لبراءة الأطفال، واستغلالهم بشعارات دينية، بدأت ميليشيات الحوثي وصالح تنشط في عملية تجنيد الأطفال بشكل كبير في الآونة الأخيرة في العاصمة صنعاء وباقي المناطق التي تسيطر عليها، لتجنيدهم وتدريبهم داخل معسكرات تحت مسميات دينية مثل مراكز التحفيظ والمسيرة القرآنية، لخداعهم واستغلالهم بأبشع الطرق.

 

واضاف التقرير ان مصادر حقوقية في صنعاء ذكرت أن ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح جندت نحو 8 آلاف طفل منذ منتصف العام الماضي، وزجت بهم في معاركها ضد الشرعية، واستخدمتهم في كثير من المناطق كدروع بشرية، ما يعد انتهاكاً صارخاً للقوانين والأعراف الدولية.

 

وفي تقرير سابق لها، اتهمت الأمم المتحدة جماعة الحوثي بممارسة تجنيد واسع للأطفال اليمنيين والدفع بهم لجبهات القتال، وأشارت إلى زيادة تجنيد الأطفال بنحو 5 أضعاف مقارنة بعام 2014، وأكدت تقارير صادرة عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” أن جماعة الحوثي متورطة في جرائم خطيرة بحق الأطفال اليمنيين، أبرزها تجنيد الأطفال، وإدخالهم معسكرات التدريب، ومن ثم استخدامهم كدروع بشرية في الصفوف الأولى للقتال.

 

واكد التقرير ان ما جعل هذه الجماعات المتمردة تلجأ إلى تجنيد الأطفال هو خسائرها الكبيرة وهزائمها المتلاحقة والاستنزاف الكبير في عدد مقاتليها بجبهات تعز والبيضاء ومأرب والجوف ونهم وعلى الحدود اليمنية السعودية، وقد ساعدها في ذلك، تفشي الفقر والتشرد والتفكك الأسري والأمية والجهل، والتعبئة العقائدية والتحريض الطائفي، وكلها أسباب رئيسة تساعد في إقناع الأطفال وذويهم على الالتحاق بجبهات القتال.

 

وقال التقرير: إن ما تقوم به جماعة الحوثي من عمليات تجنيد للأطفال باليمن، واستباحة براءتهم باستمالة عقولهم من منظور عقائدي أو أجبارهم بالقوة، ومن ثم الدفع بهم دون أدنى وازع ديني وأخلاقي إلى جبهات القتال، تعد واحدة من الجرائم التي ترتكبها هذه الجماعة الإرهابية في حق الشعب اليمني.