خريطة حجور

جبهة "حجور" الاختبار الأخير للشرعية والتحالف.. 13 نقطة توضح لك أهمية هذه المعركة (خريطة)

تتمتع مديرية "كُشَرْ" التي تسكنها قبائل حجور بأهمية جغرافية بالغة دفعت الحوثي لمحاولة السيطرة عليها عند أول توسع عسكري له خارج صعدة في 2011، ولكنه واجه فيها مقاومة كبيرة انتهت بهزيمته وانسحابه منها.
 

تقع كشر على بعد 165 كم من مدينة حجة، وتحدها من الشرق مديريتا "قفلة عذر" و"صوير" في عمران، ومن الغرب مديريتا "خيران المحرق" و"مستبا"، ومن الجنوب "الجميمة" و"أفلح الشام"، ومن الشمال مديريتا "وشحة" و"قارة".
 

أما مساحتها فتبلغ 344كم، ويصل ارتفاع جبالها عن سطح البحر 2500م، كما أن عدد سكانها يتجاوز 75 ألف نسمة حسب آخر إحصاء سكاني في 2004.
 

ديمغرافيا لا تقل عن أهميتها جغرافيا، إذ يعتبرها الحوثي بيئة معادية لمعتقداته ومذهبه الفكري، ويسعى بالترغيب والترهيب إلى استبدال قناعاتهم بقناعات جماعته وفكرها الدّموي، وإلى تطويع القبائل وكسر شوكتها ليسهل له اقتياد مقاتليها إلى حروب داخلية وخارجية، وبرغم استقطاب الميليشيا لبعض المخدوعين، إلا أن غالبية قبائل حجور رفضت وترفض كل محاولات الحوثي في استمالتها.
 

فيما يلي نوضح أهم النقاط التي تجعل معركة حجور ذات أهمية كبيرة.

أولا: أهميتها الجغرافية والاجتماعية:

1- الطريق الإسفلتي الذي يربط بين "حرض" و"حجور" وصولاً إلى حوث وحرف سفيان في عمران.

يواجه الحوثي منذ بداية الانقلاب مشاكل وصعوبات في تأمين هذا الطريق، غير أن التطورات العسكرية الأخيرة التي أدت إلى تقدم الجيش باتجاه مثلث "عاهم"، جعلت الحوثي يستميت من أجل تأمين الطريق كشريان أخير لدعم وإسناد جبهاته في حيران ومثلت "عاهم"، ولقد بدأت الخلافات مع حجور تحت مبرر تأمين الطريق ومنع التقطعات التي كان هو المتضرر منها نتيجة اختطافه لأبناء المنطقة وقيام أهاليهم باختطاف أتباع الحوثي من الطريق ومصادرة عدة أطقم عسكرية خلال الثلاث السنوات الماضية.

2- تعتبر الجغرافيا الجبلية بتضاريسها الوعرة بيئة ملائمة للعصابات الحوثية التي تصمد في الجبال أكثر منها في المناطق المكشوفة التي لا تساعدها على حفر الخنادق والتخفي.

3- تطل جبال حجور على المدن التهامية في اليمن وخصوصا عبس وحرض وعلى جيزان في السعودية، من أجل ذلك يسعى الحوثيون للسيطرة عليها تحسبا لهجوم الجيش الوطني على مستبا التي حولها الحوثي إلى معسكر ومخزن للذخيرة والسلاح، وأملا في أن تصبح منصة لإطلاق الصواريخ من أجل تخفيف الضغط على صعدة وصرف النظر عنها.

4- ينظر الحوثي إلى تلك المناطق كخطر يهدد مشروعه المذهبي بسبب تركيبتها الديمغرافية والاجتماعية التي تتقاطع مع فكر ومعتقدات جماعة الحوثي بعكس مديريات أخرى في حجة يتمتع الحوثي فيها بثقل مذهبي كبير كالمحابشة مثلا.

5- قبائل حجور بطبيعتها قبائل مقاتلة وذات بأس حتى فيما بينها، ولعل هذا أحد أسباب صبر الحوثي عليها وتأجيل انتقامه منها على أمل استقطابها وشراء الولاءات لتصبح رافداً له بالمقاتلين وموقعاً عسكرياً هاماً تتمركز فيه المدفعية الثقيلة والدبابات و الصورايخ.

ثانياً: الأهمية العسكرية لفك الحصار عن حجور والتحام الجيش الوطني بقبائلها:

1- فتح أربع جبهات جديدة شرقاً في عمران باتجاه صنعاء وغرباً في عبس باتجاه الحديدة وشمالاً في وشحة باتجاه صعدة وجنوباً في المحابشة باتجاه مدينة حجة.

2- السيطرة النارية على المديريات التهامية الغربية وتأمين تقدم الجيش فيها خصوصاً في خيران المحرق وأسلم وهو ما سيؤدي إلى تحريرها بأسرع وقت وأقل خسائر.

3 - تأثير حرب حجور على القبائل المجاورة التي ستشعر بالعار وتدفعها الحمية إلى التمرد على سلطة الميليشا.

4 - خسارة الحوثي لهذه المعركة ستؤدي إلى كسر حاجز الخوف لدى الناس وتراجع سطوته التي يعززها بالقوة وإذلال المواطنين وستساعد على سهولة التواصل مع القبائل في عمران من أجل فتح الطريق أمام الجيش الوطني وتجنب أي دمار قد يلحق بمناطقهم نتيجة سماحهم بتمترس الحوثيين فيها.

ثالثاً: مخاطر تأخير فك الحصار عن حجور:
 

1- إذا استطاع الحوثي دخول المنطقة التي ظلت خارج سلطته كل هذه الفترة فسوف يؤدي ذلك إلى إخماد أي أمل في مقاومة القبائل الأخرى وتمردها تفادياً لمصير قبائل حجور.
 

2- سيؤدي ذلك إلى خسارة أهم بيئة حاضنة للشرعية وأهم مصدر بشري للمقاتلين.

3- يستغل الحوثي انكسار أبناء المنطقة ويجبرهم على رفد جبهاته بالمقاتلين خصوصاً في حرض وحيران والحديدة.

4- ستسعى الميليشيا لتحويل جبال حجور إلى منصة لإطلاق الصواريخ وتحتمي بالمواطنين من القصف الجوي لأي هدف محتمل هناك، وهو ما يريده الحوثي للمزايدة بالملف الإنساني ودماء الأبرياء.