سارعت الأم القادمة من مدينة تعز، إلهام الحمادي، لاحتضان طفليها اللذين تلتقيهما لأول مرة بعد خمس سنوات من الاختطاف والإخفاء القسري في محافظة مأرب، على خلفية نزاع وخلاف بين عائلتين على ملكية أرض عقارية في محافظة الحديدة (غرب اليمن).
أجهشت الأم والطفلان اللذان صارا شباباً بالبكاء، وانهمرت الدموع من الحاضرين من آل هذال و آل مطهر، في لحظة عاطفية، اختلطت فيها مشاعر الحب والامتنان، مع مشاعر الذهول والفرح بنجاح المساعي النسائية لإنهاء فراق أم عن طفليها.
تعود القضية إلى نزاع وخلاف بين عائلة آل هذال وعائلة أحمد مطهر، على أرض في ضواحي مدينة الحديدة، تطورت لاشتباكات مسلحة وسقوط دماء من الطرفين، قبل أن يتحول الخلاف إلى عملية اقتياد للطفلين (فتحي مطهر 11عاماً، فؤاد 14 مطهر عاماً) من صنعاء وإخفائهما قسرياً في مأرب.
رئيسة منظمة سام للتنمية ليلى الثور، اعتبرت نجاح هذه المساعي النسائية إكرام للمرأة من القبائل في مارب، حيث أعاد قبائل "آل هذال" الطفلين لوالدتهما تقديراً لحالتها وتكريماً للنساء اللاتي بذلن مساعي للإُراج عن الطفلين المخطوفين.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقد اليوم الأحد، بمدينة مأرب، بحضور قيادات مدنية وقبلية وطرفي النزاع من آل هذال وآل مطهر.
وأوضحت الثور «إن القضية الخلافية بين آل هذال وآل مطهر، تسببت في أوجاع غائرة وموجعة منذ بدايته قبل سنوات، نتيجة لعدة اسباب، منها عدم تناسب الحلول التي طرحة مع حجم ونوع الخلاف منذ البداية بين الأسرتين اليمنيتين».
وأشارت إلى إن حضورها مع والدة الطفلين إلى منطقة القبيلة، وتكريم آل هذال بإعادة الطفلين لولدتهما، واعطائهما مليون ريال وسيارة، نموذج للتدليل على إمكانية حل الخلافات والنزاعات بالطرق الودية، بعد أن تسببت الجهود السابقة في تأجيج النزاع، إضافة إلى غياب القضاء الذي كان السبب الرئيسي في تصاعد الخلاف.
ودعت الثور إلى الاستفادة من المبادرة من الشيخ ناجي بن هذال، لحل المشكلة الأساسية التي سببت الكثير من الأوجاع وسقوط قتلى وجرحى من الطرفين، مؤكدة أن فشل القضاء يودي دوماً إلى تحويل الخلافات إلى نزاع وصراع مسلح عوضاً عن العمل على تقريب المختلفين وحل المشكلة.
وكانت عدة جهود سابقة بذلها محافظ تعز السابق، وقيادات محلية وأمنية في مأرب وتعز لحل الخلاف والتوسط بين العائلتين، وصلت إلى طريق مسدود، فيما نجحت الأم والناشطة ليلى الثور في حلها بعد زيارة القبلية ومناشدتها بداعي القبيلة.