طائرة مسيرة قال الحوثيون إنهم طوروها محلياً (إرشيف)

حقيقة أم مجرد حرب إعلامية.. هل يستطيع الحوثيون قصف الأهداف العسكرية في الإمارات والسعودية؟!

تقرير: المصدر أونلاين 

قالت جماعة المتمردين الحوثيين في اليمن، إن طائراتها المسيرة بدون طيار، نفذت (1526) عملية هجومية واستطلاعية ناجحة ضد قوات الحكومة المعترف بها والتحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن.

 

جاء ذلك في مؤتمر صحفي للمتحدث العسكري باسم الجماعة «يحيى سريع» أعلن فيه يوم أمس السبت، قدرة طائراتهم المسيرة والصواريخ الباليستية على ضرب أكثر من (300) هدف عسكري في السعودية والإمارات.

 

لم تعد تهديدات الحوثيين، بضرب عمق السعودية والإمارات، للإستهلاك الإعلامي فقط، فتقرير لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة، يؤكد تطور قدرة الحوثيين الجوية وقدرة طائراتها على بلوغ أهداف بعيدة عن اليمن، لم تكن لتبلغها قبل منتصف العام الماضي.

 

وقال تقرير خبراء لجنة العقوبات الدولية، في تقريره المرفوع لمجلس الأمن الدولي، أواخر يناير/كانون الثاني الماضي، «إن قوات الحوثيين تظهر قدرة على ابتكار ونشر منظومات أسلحة أكثر تطوراً»، مشيراً إلى «التفوق الجوي والبحري للتحالف (..) على الأقل من الناحية النظرية».

 

وذكر التقرير قيامه في سبتمبر أيلول 2018، بفحص نوع جديد من طائرات الحوثيين المسيرة -سماها فريق الخبراء الطائرة المسيرة (UAV-X-) تمتاز بصفائح ذيلية على شكل Vومحرك أقوى.

 

وأوضح التقرير إن الطائرات من طراز «صماد-2/3»، التي أعلن الحوثيون امتلاكها منتصف العام الماضي، قادرة على ضرب أهداف عسكرية في العاصمة الإماراتية أبو ظبي حيث يتراوح أقصى مدى لها بين 200 1 و 500 1 كيلومتر حسب.

وأضاف التقرير إن هذه الطائرات «تحمل رأسا حربيا به 18 كلغ من المتفجرات الممزوجة مع محامل كريات».

 

وأشار التقرير إلى أن المليشيات الحوثية وخلافاً للأعوام الماضية، بدأت تعتمد حالياً- وبصورة متزايدة- على استيراد مكونات عالية القيمة تدمج بعد ذلك في منظومة أسلحة مجمعة محلياً مثل الطائرات المسيرة من دون طيار طويلة المدى.

وتعمل الطائرة بمحرك صيني الصنع من طراز DLE 170 أو محرك ألماني الصنع من طراز 3W110i B2، ما يتيح لها سرعة قصوى «تتراوح بين 200 و 250 كيلومترا في الساعة».

 

وأعلن الحوثيون في 26 يوليو العام الماضي، تنفيذ طائرات مسيرة بدون طيار من نوع «صماد3» عدة غارات على المطار الدولي في العاصمة الإماراتية أبوظبي.

ونفت السلطات الإماراتية مزاعم المليشيات.

 

ونشر حساب مطار أبوظبي الموثق على تويتر، تغريدة أشار فيها إلى وقوع «حادثة في المطار وتسبّبت بها مركبة نقل للإمدادات قرب مبنى المسافرين»، وإن الحادثة «لم تؤثّر على العمليات التشغيلية» للمطار .

وأكد فريق الخبراء الدوليين إنه حقق- في تسلسل العهدة المتعلقة بمحركين ألمانيين الصنع- من طراز 3W110i B2، جرى فحصهما في أبو ظبي، ويحملان الرقمين التسلسليين 1561517 B و 1561528 B.

وتابع : المحركين من صنع شركة 3W-Modellmotoren Weinhold GmbH في هاناو بألمانيا.

 

وأوضح الفريق أن الوثائق التي حصل عليها تفيد بأن المحركان ينتميان «إلى شحنة من 21 محركا من النوع المذكور، تم تصديرها في حزيران/يونيه 2015 إلى شركة Eurowings Aviation and Consultancy في أثينا». ولم يعتبر الفريق ذلك انتهاكا لحظر الأسلحة المحدد الأهداف المفروض على اليمن.

وتشير المعلومات التي أوردها التقرير إلى امتلاك الحوثيين العشرات من هذه الطائرات، خصوصاً إن محركاتها لا تقتصر على الصناعة الألمانية، فيمكن استخدام محركات صينية لتشغيل الطائرة بعيدة المدى.

 

واتهم التقرير الإمارات العربية المتحدة، والجمهورية الإسلامية الإيرانية، بتمويل شراء معدات للطائرة الحوثية المسيرة «قاصف-1» وآلالة لخلط وقود الصواريخ الباليستية، التي استخدمها الحوثيون في مهاجمة الأراضي السعودية.

وأشار الفريق إلى إنهم واصلوا التحقيق في «تسلسل العهدة فيما يتعلق بالمكونات التي جمعت من طائرات الحوثيين المسيرة، وحطام الصواريخ، من أجل تحسين فهم شبكات الإمداد»، وأن الفريق وجد أفراداً وكيانات من أصول إيرانية مولوا عملية شراء إمدادات الطائرات المسيرة، وآلة خلط وقود الصواريخ للمليشيات الحوثية في اليمن.

 

وأكد التقرير أن عملية تمويل وشراء الطائرات تمت عبر حسابات بنكية في دولة الإمارات العربية المتحدة، الشريك الرئيسي للسعودية في قيادة التحالف العسكري ضد الحوثيين والمساند للحكومة الشرعية في اليمن.

وأضاف التقرير إن مواطنا من أصول إيرانية يدعى «سكور جنرال تريدينغ» عنوانه: في إيران «No 206 North Iranshahr Avenue, 1584636634, Tehran, Islamic Republic of Iran».موّل شراء معدات لطائرات مسيرة للحوثيين من طراز قاصف التي وجدها الفريق في اليمن.

 

وبحسب التقرير فإن حساب الإيراني يحمل رقم 6102XXXXXXX ومسجل في بنك الإمارات الإسلامي.

وأشار الفريق إلى أن الأموال المحولة من المصرف الإماراتي، وصلت إلى جهة الإيداع الأخيرة في إيران، وتم بتلك الأموال إرسال شحنة معدات لطائرات مسيرة من طراز عاصف منذ عام 2015م.

 

وذكر التقرير أن شخصاً أخر من أصول إيرانية «م.غ» مول عبر تحويل أموال من بيكيستو النرويج، في 29 أغسطس آب 2014 شراء معدات لآلة خلط لوقود الصواريخ التي وجدها الفريق في اليمن.

 

ولفت الفريق إلى توجيهه رسائل استفسار للإمارات وايران، لإطلاعهما على الأدلة المتعلقة بالأشخاص الذين مولوا شراء معدات عسكرية للحوثيين، وردت إيران بنفي أي علاقة لها بالأشخاص المذكورين، فيما لم ترد الإمارات العربية المتحدة، على استفسارات الفريق، حتى تاريخ صدور التقرير.