دمار غير مسبوق في منازل عدد من المواطنين في إحدى البلدات بمحافظة إب (وسط البلاد)، إثر اقتحامها من قِبل مسلحين قبليين قدموا من مناطق خولان بمحافظة صنعاء وسط تساؤلات أبناء المحافظة عن كيفية مرورهم عبر عشرات النقاط التابعة لمليشيا الحوثي والمنتشرة على طريق صنعاء ذمار إب.
واقتحم المسلحون القبليون بقيادة الزعيمين القبليين خالد وملاطف القيري قرية النقاش بمديرية حبيش شمال محافظة إب وأطلقوا النار على منازل المواطنين وروّعوا الأهالي خصوصاً الأطفال والنساء والشيوخ وخطفوا عدداً من أبناء القرية بينهم مسنين واقتادوهم إلى جهة مجهولة.
ولم يكتف المسلحون القبليون باختطاف مواطنين بل نهبوا منازل الأهالي وحرقوا خمسة منازل بشكل كلي، ومنازل أخرى بشكل جزئي في مشهد مروع لم يسبق للأهالي "أن عشناه أو سمعنا به" حد قولهم.
ونهب المسلحون جنابي ثمينة وذهب النساء ووثائق أراضي (بصائر وبراهين)، وعبثوا بمحتويات المنازل، بما فيها غرف النوم، في مشهد بعيد عن أعراف وقيم المجتمع اليمني، فضلاً عن منع اللوائح والقوانين لتلك الممارسات.
كما قتلوا عدداً من الأبقار والأغنام وأحرقوا بعضها، ودمروا بئر القرية، مما جعل الأهالي بلا مشروع مياه، مما دفع بعضهم إلى النزوح من المنطقة.
وتحدثت مصادر محلية بأن مصير عدد من المختطفين من أبناء المنطقة، ما يزال مجهولاً وسط معلومات تفيد عن نوايا المسلحين القبليين بإعدام بعضهم في مناطق خولان الطيال.
ودفع الموقف أهالي القرية لمقاومة المسلحين وتبادلوا معهم إطلاق النار، لتتدخل بعد ذلك قوات الأمن الخاضعة لسيطرة المليشيا الحوثية لوقف الاشتباكات، ونقلت أكثر من خمسين مسلح إلى إدارة أمن محافظة إب، وأودعتهم السجن، غير أن تدخل مشرف الحوثيين في إب صالح حاجب أثمر في الإفراج عنهم بعد ساعات.
وتحدث مواطنون عن الحادث، ووصفوه لـ"المصدر أونلاين" بـ"الهمجي والمروع وتسببت لهم بخسائر مادية كبيرة تقدر بعشرات الملايين"، مطالبين بمحاسبة الجناة وإعادة الاعتبار لهم، وتعويضهم جراء الخسائر التي تعرضوا لها.
وأظهرت صور نشرها أهالي القرية تظهر حجم الدمار الواسع.
وأثارت الحادثة غضب شعبي كبير في إب، نتيجة التعامل الذي يجري مع أبناء المحافظة كمواطنين من الدرجة الثالثة حد قول عدد من الناشطين والحقوقيين بالمحافظة. وقوبلت القضية استياء وسخط شعبي غير مسبوق.
ووصف نشطاء في المحافظة الحادثة بأنها "غزوة حبيش".
وقال الناشط عبدالرحمن البيضاني في تدوينة على صفحته بموقع "فيسبوك"، إنه "بسبب قضية قتل نزل مسلحون من قبائل خولان إلى إب وأحرقوا بيوت وممتلكات من لهم علاقة بالقضية وحتى من لا علاقة لهم بذلك".
وأضاف "ليست هذه المرة الأولى التي يستعرض فيها قبائل الهضبة عضلاتهم على أبناء إب، فقد تكرر هذا المشهد المخزي مرات عدة حيث لا دولة تردعهم ولا حياء يمنعهم ولا ضمير يقف بينهم وبين العبث بكرامة الناس وممتلكاتهم".
وقالت مصادر مطلعة لـ"المصدر أونلاين"، إن وساطات محلية وقبلية تحاول التدخل والسعي لاحتواء الأزمة، وتضغط على الأهالي بقبول حكم زعماء قبائل خولان".
وأضافت بأنه جرى التحكيم من قبائل حبيش لقبائل خولان، فيما يرفض المسلحون القبليون الوساطات الساعية للحل، ويطالبون بتسليمهم المتهم بجريمة القتل لإعدامه في منطقة خولان.
ويعود الحادث إلى مقتل أحد الأشخاص يدعى رشيد ملاطف القيري المنتمي لقبائل خولان على يد آخر من بيت الأرحبي في حبيش، إثر خلاف حول ملكية أرض في المنطقة، الأربعاء الماضي، وفق ما يقول مصدر في المنطقة لـ"المصدر أونلاين".
وكان الأهالي من ذوي القتيل يستعدون تسليم القاتل إلى إدارة الأمن التابعة للحوثيين في المنطقة، قبل أن يتدخل المسلحون القبليون بالهجوم على المنطقة بالرشاشات المتوسطة والخفيفة.
وحتى اللحظة لم يصدر عن الأمن في إب أو المسلحين القبليين أي تعليق حول الحادث.