وجه محافظ محافظة تعز، نبيل شمسان، مساء الخميس، بتعليق عمل الحملة الأمنية بعد أقل من 24 ساعة على إطلاقها لملاحقة مطلوبين على ذمة أحدث عملية اغتيال استهدفت ضابط في الجيش الوطني.
ونص التوجيه - حصل "الحرف 28" نسخة منه- على تعليق الحملة الأمنية مقابل " أن يقوم قائد الكتيبة الخامسة (أبو العباس) بتسليم المطلوبين أمنياً، ورفع المسلحين والنقاط المستحدثة بالمدينة ورفع نقطة البيرين" حيث كانت مجاميعه قد قامت بقطع الخط الرابط بين عدن وتعز أمام المسافرين صباح اليوم.
والزمت الوثيقة ابو العباس بالجلوس مع اللجنة المشكلة من اللجنة الامنية" لتنفيذ قرارات اللجنة".
وأطلقت السلطة المحلية مساء أمس الاربعاء حملة أمنية لملاحقة مطلوبين في واقعة اغتيال الضابط عيدالله مقبل المخلافي، قائد احدى سرايا اللواء 22 ومرافقه قبل 3 ايام.
ويتهم يوسف الحياني المقرب من ابو العباس قائد مجاميع ترفض الاندماج في الجيش ومدعومة من الامارات، بالوقوف خلف العملية وينتمي المنفذون للكتائب.
ولجأت العناصر المطلوبة في واقعة اغتيال المخلافي الى المدينة القديمة حيث توجهت الحملة الأمنية فاعترضها مسلحو السلفي المدعوم من الامارات ابو العباس واشتبكوا مع الحملة ما ادى الى سقوط قتيل من افراد الامن وإصابة آخر، في تكرار للأمر عندما اعترض ابو العباس حملة سابقة العام الماضي كانت تلاحق مطلوبين امنيا ومتورطون بجرائم اغتيالات.
وتقول معلومات الحرف 28 ان الحياني قام بتوزيع اسلحة قبل شهرين في المدينة القديمة وقرى صبر، بدعم من أبو العباس وبالتنسيق مع طارق عفاش، باسم المؤتمر الشعبي العام، وهو ما دفع فرع مؤتمر تعز برئاسة الوكيل عارف جامل، لادانة توزيع الاسلحة خارج مؤسسة الجيش الشرعية، معلنا عدم مسؤولية المؤتمر الموالي للرئيس هادي عن اي سلوك من هذا القبيل.
وشكل محافظ تعز لجنة للإشراف على تنفيذ التوجيهات بشأن تعليق الحملة، والقرارات الامنية السابقة.
وتألفت اللجنة من كلا من : اللواء محمد عبدالله ابراهيم المحمودي الوكيل المساعد لقطاع الأمن، واللواء الركن عبدالكريم الصبري وكيل المحافظة لشؤون الدفاع والامن والعميد عدنان رزيق رئيس عمليات المحور .
وأشار التوجيه الى استمرار الحملة الامنية في ملاحقة وضبط بقية المطلوبين أمنياً في جميع القضايا وبأي منطقة كانت بالمحافظة.
في السياق، أعلنت شرطة تعز أن الحملة الأمنية تمكنت من بسط سيطرتها على أحياء صينة والنسيرية ووادي المعسل وفتح الطرقات بعد قطعها من قبل عناصر خارجة عن القانون، وانتشارها في الأحياء السكنية.
وقالت الشرطة في بيان لها مساء اليوم، إن "العناصر المسلحة بممارساتها الإجرامية تسببت بترهيب المواطنين وتعريض حياتهم للخطر كما أقدمت على إغلاق المحال التجارية بالقوة وانتشرت قرب منازل المواطنين وأطلقت النار على أخرى، في تهديد مباشر لحياة المدنيين".
ووفقاُ للبيان تسببت العناصر الخارجة عن القانون بمقتل رجل وامرأة وأصيب آخرون، فيما قتل أحد أفراد الأمن وأصيب عشرة من أفراد الحملة الأمنية.
وتقول مصادر خاصة إن التحالف طلب وقف الحملة، وأرسل طائرات حلقت بكثافة في سماء المدينة مساءا على علو منخفض، كتلويح باستخدام القوة، ما يشير الى ضلوع التحالف في دعم فوضى طويلة الأمد في المدينة وتمويل الاضطرابات وتقديم الدعم للمليشيات التي تورطت في عديد جرائم اغتيالات، لعناصر الجيش وموظف الصليب الاحمر حنا لحود.
ورغم رفض ابو العباس الاندماج الكامل في الجيش، حيث يتبع اسميا اللواء 35 ولا يأتمر لقائده بحسب تأكيدات الأخير، وتصنيفه في قائمة الارهاب الأمريكية، لكن التحالف يخصه بدعم سخي حتى يكاد يكون المستأثر بمختلف انواع الدعم في العتاد مقابل ألوية الجيش وقيادة المحور وفقا لمصادر متطابقة.
ويثير هذا الحرص من قبل التحالف على هذه المجاميع الشكوك، بشأن نواياه حيال تعز، فقد دفع بشحنات أسلحة، وقع العديد منها بيد عناصر للقاعدة وداعش بحسب قناة بي بي سي البريطانية.
وتلقت التنظيمات المتطرفة ضربة كبيرة عقب نجاح حملة امنية مسنودة بالجيش العام الماضي في استعادة مربعات المدينة الشرقية واجزاء من الجنوبية، وتوقفت بضغوط للتحالف، اسفرت عن ابقاء بعض المربعات تحت سيطرة كتائب ابي العباس، لتعود جرائم الاغتيالات مجددا بعد يوم واحد من وصول المحافظ الجديد نبيل شمسان، والمتهمون افراد في الكتائب.