حريق في خزان وقود مستشفى المظفر وسط تعز

الحملة الأمنية بتعز توقف "إطلاق النار" بعد تقدمها في مناطق تمركز المسلحين.. وفي انتظار تسليم المطلوبين

قال مصدر أمني في مدينة تعز (جنوب غربي البلاد) اليوم السبت، إن قوات الحملة الأمنية تقدمت في المدينة القديمة معقل تمركز مسلحين خارجين عن القانون ينضوون ضمن ما يعرف بـ"كتائب أبو العباس" وسيطرت على أجزاء كبيرة من المدينة وشارع الدائري، في ظل المعارك المستمرة بين الجانبين.

 

وذكر المصدر في إدارة الأمن لـ"المصدر أونلاين"، مفضّلاً عدم الكشف عن هويته كونه غير مخول بالحديث للإعلام، إن معارك عنيفة دارت خلال اليومين الماضيين بين الطرفين بالأسلحة الثقيلة واستخدمت فيها مدافع الهاون وصواريخ حرارية.

 

وقال إن مسلحي "أبو العباس" يتمركزون في منازل المدنيين وأن خمسة مدنيين سقطوا قتلى وجرحى سقطوا برصاص قناصيهم، فيما يحاصرون بعض المدنيين لإلصاق التهمة بقوات الأمن.

 

وذكر بأن القصف بالمدفعية والصواريخ الحرارية من قِبل الكتائب تسبب في اندلاع حرائق في عدة مواقع بالمدينة، من بينها اشتعال النيران في مخازن الوقود المخصصة لمولدات الكهرباء في مستشفى المظفر، مما أدى إلى احتراق بعض المرضى منهم أطفال.

 

وأشار إلى إن المعارك تسببت في سقوط عدد من القتلى والجرحى المدنيين، دون أن تتوفر حصيلة محددة على الفور، بالإضافة إلى نزوح الأهالي من منازلهم في المدينة القديمة التي يتحصن بها عناصر "الكتائب".

 

وأضاف "حتى منتصف الليلة الماضية استشهد سبعة من جنود الحملة الأمنية وأُصيب العشرات، ومن المؤكد إن الحصيلة ارتفعت خلال الساعات الماضية نظراً لضراوة المعارك، هذا إضافة إلى سقوط العشرات من قتلى الكتائب".

 

وأكد المصدر على إن الحملة الأمنية مستمرة في مهمتها، وهي فرض وجودها في كامل المدينة والقاء القبض على المطلوبين أمنياً، مرجحاً أن تستكمل الحملة الأمنية مهامها خلال الساعات الماضية في ظل رفض الكتائب تسليم المطلوبين.

وأوضح بأن الكتائب تريد تحويل المواجهات إلى صراع بين جماعات، في الوقت الذي نؤكد على إن المعارك اندلعت بعد تصدي عناصر الكتائب لقوات الحملة الأمنية الخميس الماضي.

 

في السياق، أكد بلاغ صحفي صادر عن المركز الإعلامي خلال هذه اللحظات (الساعة 3 مساءً) انسحاب الحملة الأمنية "من المواقع التي طهرتها مقابل تنفيذ المطالب الثلاث للمحافظ نبيل شمسان".

ووفق البلاغ فإن "الحملة انسحبت من تلك المواقع التزاماً منها بوقف إطلاق النار تنفيذا لتوجيهات المحافظ، بانتظار تنفيذ المطالب الثلاث في توجيهات المحافظ والتي منها تسليم العناصر المطلوبة".

 

وأضاف بأن الحملة أوقفت إطلاق النار بناءً على توجيهات المحافظ الذي شكل لجنة للإشراف على استلام المطلوبين وتنفيذ المطالب الثلاث التي حددتها اللجنة الأمنية برئاسة المحافظ، بتسليم العناصر المطلوبة ورفع المسلحين من المدينة وإزالة النقاط المستحدثة.

وأفاد بأنه "استمرت العناصر الخارجة عن القانون في استهداف أطقم الحملة الأمنية والمدنيين، رغم التزام الحملة بوقف إطلاق النار الأمر الذي تسبب بوقوع ضحايا مدنيين".

 

من جهة، قال بيان صادر عن "كتائب أبو العباس" إن جنود الحملة الأمنية شنوا هجوما على حي المغارة وقتلوا أحد العناصر، وداهموا منزل قريب الرائد محمد نجيب رشدي رئيس عمليات الكتائب ومنزل جده، في الوقت الذي كان يجري الحديث عن تهدئة.

وأضاف البيان "أننا في كتائب أبو العباس ليس لنا أي قبول شكلي أو موضعي، مع أننا ضمن أوائل من قاتلوا دفاعاً عن مدينة تعز وجنباً إلى جنب مع مختلف الفصائل، ومع أن أفرادنا وعناصرنا جميعهم ينتمون إلى تعز، وهم جزء أصيل من مكونها الاجتماعي والمدني".

 

وكان رئيس عمليات الكتائب محمد نجيب قد بث عدد من التسجيلات المرئية على صفحته بموقع "فيسبوك"، توعد في إحداها بإحراق مدينة تعز، في الوقت الذي كان عدد من عناصر الكتائب يجلبون عدداً من الصواريخ الحرارية.