لو أن صديقاً أهداك ألف قصيدة كتبها لك خلال عشرين عاما من صداقتكما! .. كتبها بضوء قلبه ومداد روحه الملائكية المرفرفة .. ماذا عليك أن تفعل؟ هل تقدر أن تردّ هذا الدّين الضخم؟
أهداني ألف قصيدةٍ وقصيدة على الأقل منذ عشرين عاما حتى اليوم!
يا إلهي كيف لي أن أردّ هذا الدّين الهائل الباذخ الضوء والمحبة والصداقة والوفاء؟
هو فنانٌ كبير وإنسانٌ كبيرٌ أيضا .. سماءٌ من المحبة الصافية النقيّة!
لحّنَ وغنّى بعض ما كتبت حتى لو كانت قصيدة نثرية!
شاعرٌ مُجيد وفنانٌ بديع وخطّاطٌ ماهر ومُلحّنٌ نادر .. حتى أنه من عشقه لأم كلثوم لحّن قصيدة رباعيات الخيام لحناً جديدا ..! حين يُفتَن بنصٍّ يُلحّنه! ولذلك لحّن للدكتور المقالح والبردوني .. والمتنبي!
كتب لي وأهداني خلال عشرين عاماً ديواناً ضخماً أحتفظ به منقوشاً على جدار القلب ورفّ العين.
أرسل لي قبل أيام تهنئة بالعيد على الخاص الذي لم أفتحه خلال أيام العيد الدائخة النائمة!
واكتشفت التهنئة متأخرا ..ولا أعرف كيف أعتذر! شعرت أن صديقي الفنان الحساس والشاعر النبراس عاتبٌ عاتب .. وله الحق كل الحق في أن يعتب .. كيف لا وإحساس الدنيا كلها مزروع في شغاف قلبه النبيل الجميل.
وقرأتُ تهنئته .. لم تكن مجرد تهنئة! كانت معزوفة سماوية طارت بي!
تأمّلوا نوتة البهاء والجمال والكمال
تأمّلوا هنا اليمن الذي نعرف ونحب!
تأمّلوا هذه الشخصية اليمانية النادرة .. نشوان الحجري
تأمّلوا شخصية إب لؤلؤة البلاد .. تأمّلوا صهبان والسياني .. وقرية مَرِيتْ ..قرية الشاعر والفنان المبدع والنادر نشوان عبدالله الحجري.
وسأسمح لنفسي أن أنشر هنا بطاقة تهنئته لي نسَختها من الخاص .
والدي العزيز .. وأستاذي الأعز والأغلى...
إسمح لي أن أتطفل عليك بطلب بسيط وهو أن تتلطف عليّ بقراءة هذه الأبيات المتواضعة والتي كتبتها بمناسبة عيد الفطر المبارك أعاده الله علينا وعليكم بالخير والبركة والسلامة والإسلام... وكل عام وانتم بالف خير...
العيد أنت بهاؤه وسناهُ...
والعطرُ أنتَ أريجهُ وشذاهُ
أشتاقُ قربكَ كل طرفة مقلة...
يا خيرَ منْ ترجو النفوسُ لقاهُ
يا كلَّ ما يرجو الفؤادُ وكلَّ ما...
تهوى العيونُ وِصالهُ لتراهُ
ما مرَّ يومٌ دونَ ذكركَ في الورى...
إلا وكنتَ نَميرَهُ وطِلاهُ
إنْ فرقتْ مابيننا دنيا الأسى...
ستَظلُّ للقلبِ المشوق مُناهُ
يا خالدَ الذكرى حضورُك خالدٌ...
في خافقي بل أنتَ كل هواهُ
يا عيدُ بَلّغْ ما استطعتَ لواعجي...
للخالدِ الأسنى إلى ...ملقاهُ
واسكبْ عطورك في الرفوف ونُثَّها...
أشواقَ قلبي الطفلِ في مَزواهُ.
جوهرة البلاد ونشوتها.. سلاماً!
الساعة 11:36 صباحاً - 2019/06/15
نسعد بمشاركتك
إضافة تعليق