صلاح القاعدي

نجل صحفي معتقل يفاجئ مسلحين حوثيين بحنكة: "ليش حبستوا بابا؟! "

لم يكف الطفل أوس (4 أعوام)، عن السؤال عن والده صلاح محمد القاعدي، المعتقل في سجن جماعة الحوثي بصنعاء، منذ 28 أغسطس 2015، رغم عدم الإدراك ماذا يعني الاعتقال في قاموس طفولته. ما يدركه حقاً، هو حرمانه من رؤية والده الذي عرفه من خلال زيارته الأولى له.
ولم يكتفِ الطفل أوس بسؤال أمه، بل سأل أحد الجنود بأحد الممرات المؤدية إلى أماكن الزيارة، لدى زيارته والده: “ليش حبستوا بابا؟”، لكن الجندي طأطأ برأسه إلى الأسفل، دون أن يرد عليه.
واقتيد الصحفي صلاح القاعدي، إلى قسم شرطة الجديري بصنعاء، لدى تواجده في مكتب عقارات، بحسب زوجته فاطمة.

الصحفي صلاح القاعدي المعتقل في سجون جماعة الحوثي بصنعاء

وتقول زوجته لـ”المشاهد”: “تحرك ابن عمه عقب اختطافه، وعرفنا مكانه بنفس اليوم. لجأنا لقيادات حوثية، لكنهم كانوا يوعدوننا بإخراجه كذباً”، مضيفة أن شخصاً في سجن الجديري طلب منهم 50 ألف ريال يمني، وأعطوه، ووعد بإخراجه بنفس اليوم، ولم يخرج.
تم تعذيب القاعدي بعد اختطافه بشهر، من خلال ضربه في الرأس والوجه، حتى فقد سمع أذنه اليسرى، فضلاً عن ترهيبه بالكلاب البوليسية، كما تقول زوجته.
وبعد شهرين من اختطافه، تم نقل القاعدي من سجن الجديري إلى السجن الاحتياطي في منطقة هبرة بصنعاء، تعرض خلالها للتعذيب، مثل دق رأسه بالبنادق، وضرب رأسه في الجدار، بحسب زوجته، مشيرة إلى أنه بعد 4 أشهر من وجوده في سجن هبرة، تم السماح لأسرته بالزيارة، لكن زوجته كانت تتعرض للشتم والسب أثناء الزيارة.
وبعد 7 أشهر من وجوده في ذاك السجن، وإضرابه عن الطعام، تم نقله إلى سجن الأمن السياسي، وسط صنعاء، الذي ظل مخفياً فيه لمدة 5 أشهر، بعدها سُمح لأسرته بزيارته، كما تقول زوجته.
ويعاني القاعدي من الأمراض الجلدية والجسدية والنفسية جراء التعذيب الذي تعرض له في أماكن احتجازه، ومنها سجن الأمن السياسي، إذ عذب فيه حتى أغمي عليه، حرم فيه من الطعام، ومورس معه الترهيب، بحسب زوجته: “كلما أزوره لا أجده بنفسية طبيعية”.
وتضيف فاطمة: “أتصنع القوة أمامه عند زيارته، وما إن أخرج من مكان الزيارة، حتى أنهار. ابني أوس في أول لقاء له بوالده، وأول ما بدأ يتكلم، أعطاه والده شوكولاتة من خلف الشباك، فطلب منه أوس أن يفتحها، فانهار والده لعدم قدرته على تلبية طلب طفله”.
وتعيش أسرة القاعدي ظروفاً مأساوية، فصلاح ابن لأب مشلول وأم أفقدها وجع البعد وخوفها على ولدها بصرها، كما تقول زوجة القاعدي التي أكدت أن منظمتي هود ومواطنة وقفتا إلى جانبهم في البداية، بعدها نساهم الجميع.

المشاهد نت