صدت القوات الحكومية اليوم هجوما للمسلحين الانقلابيين شرقي مدينة الحديدة بعد معارك عنيفة تكبد خلالها الانقلابيون خسائر كبيرة في العتاد والارواح.
وقالت مصادر ميدانية لـ “الاشتراكي نت” ان المسلحين الانقلابيين شنوا في الساعات الأولى من فجر اليوم هجوما في محاولة للتسلل صوب خطوط التماس في شارعي صنعاء والخمسين تزامنت مع قصف مكثف بقذائف الهاون والأسلحة الرشاشة على الأحياء السكنية ومجمع اخوان ثابت الصناعي والتجاري ومنشآت حيوية اخرى.
وحسب ما أفادت المصادر تمكنت القوات الحكومية من صد الهجوم وتدمير عربة بي ام بي كانت تقصف مجمع اخوان ثابت التجاري والصناعي شرقي المدينة.
وشن المسلحون الانقلابيون في وقت متأخر من مساء الأثنين، قصفا بالمدفعية الثقيلة على مواقع القوات الحكومية شرقي مدينة الحديدة غرب البلاد تزامن مع سماع دوي انفجارات عنيفة من أوساط الأحياء السكنية المكتظة بالمدنيين بضواحي المدينة، جراء القصف المدفعي للانقلابيين.
وبحسب ما أفادت المصادر حاول المسلحون الانقلابييون تنفيذ عملية التفاف من عدة اتجاهات للوصول إلى مواقع تسيطر عليها القوات الحكومية، باتجاه منصة 22 مايو غرب مطار الحديدة ومركز سيتي ماكس عند المدخل الشرقي للمدينة.
ويحاول الانقلابيون تحقيق تقدم باتجاه المداخل الشرقية والجنوبية للمدينة لفتح خطوط إمداد جديدة لعناصرها المحاصرة داخل المدينة الا ان محاولاتهم باءت بالفشل.
وفي السياق ذكرت وكالة الانباء الفرنسية ان خمسة قتلى، سقطوا خلال المواجهات التي دارت بين الحوثيين والقوات الحكومة اليمنية بمدينة الحديدة.
وقال مسؤول في القوات الحكومية، لوكالة “فرانس برس”، إنّ المواجهات اندلعت، مساء الأثنين، في الجزء الشرقي من المدينة و”استمرت لساعات”.
ونقلت الوكالة عن طبيب في مستشفى الحديدة الرئيسي القول: أنّ جثث ثلاثة مقاتلين في صفوف الحوثيين لقوا مصرعهم في الاشتباكات نقلت إلى المستشفى، بينما تحدّث طبيب آخر في مستشفى ميداني تابع للقوات الحكومية، عن مقتل عنصرين في هذه القوات، خلال المواجهات ذاتها.
وأشار سكان، لوكالة “رويترز”، إلى أنّ تلك الاشتباكات هي “الأعنف”، منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ في 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وتزامنت الاشتباكات مع إعلان الأمم المتحدة لاتفاق يحدد تفاصيل انسحاب متبادل للقوات من المدينة بموجب الاتفاق المبرم في استوكهولم.
وقال السكان ان المسلحين الانقلابيين والقوات الحكومية تبادلا القصف بالمدفعية وقذائف المورتر والصواريخ، في وقت متأخر أمس الأثنين، ووقت مبكر من صباح اليوم الإثنين، حيث سمعت أصوات انفجارات في أنحاء المدينة.
وقال مصدر عسكري من الحكومة، لـ”رويترز”، إنّ الحوثيين حاولوا المباغتة بالهجوم على قواتهم، مشيراً إلى أنّهم تمكنوا من صدهم.
في المقابل، اتهم تلفزيون “المسيرة” التابع للحوثيين قوات الحكومة، بقصف مواقعهم دون استفزاز من جانبهم.
وطاو القصف المناطق التي عادة ما تنشب فيها المعارك في الحديدة، وهي؛ حي السابع من يوليو الذي يقع على بعد أربعة كيلومترات من الميناء، وعلى الأطراف الجنوبية، حيث يحتشد آلاف الجنود المدعومين من الإمارات.
وكانت أطراف النزاع توصّلت، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، في السويد، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في مدينة الحديدة المطلّة على البحر الأحمر، والتي تضم ميناء حيوياً يعتمد عليه ملايين السكان، ويُعتبر نقطة دخول أغلب المساعدات الإنسانية لليمن وكذلك أغلب الواردات التجارية.
كما نصّ الاتفاق على انسحاب الحوثيين من هذا الميناء ومن ميناءين آخرين في المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، وانسحاب القوات الحكومية من شرق وجنوب المدينة حيث تتواجد، منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. لكن الاشتباكات المتقطّعة لم تتوقّف منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ في 18 ديسمبر /كانون الأول، بينما لم يطبّق اتفاق الانسحاب وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين بخرقه.
والأسبوع الماضي، أفاد المبعوث الدولي مارتن غريفيث، بأنّ الأمم المتحدة تناقش مع أطراف النزاع، خطة جديدة لسحب القوات من مدينة الحديدة، على أن يجري تنفيذها بإشراف اللجنة المشتركة التي يترأسها فريق تابع للأمم المتحدة بقيادة الدنماركي ميشيل لوليسغارد.
وذكرت مصادر مطلعة لـ”رويترز”، أنّه من المتوقع أن يعقد لوليسغارد، اجتماعاً يضم الطرفين هذا الأسبوع، للبدء رسمياً في تطبيق خطوات تم الاتفاق عليها مؤخراً لفض الاشتباك.
وقالت ثلاثة مصادر لـ رويترز إنّ قوات الحوثيين وافقت على الانسحاب لمسافة خمسة كيلومترات من ميناء الصليف في الحديدة الذي يستخدم لاستقبال الحبوب، وميناء رأس عيسى المستخدم للنفط كخطوة أولى.
وأضافت المصادر أنّ قوات التحالف ستنسحب بالتزامن مع ذلك من منطقة الكيلو 7، وحي مدينة صالح، لمسافة كيلومتر واحد كخطوة ثانية.
وسيخلي انسحاب قوات الحكومة الطريق إلى صوامع البحر الأحمر التي تضم نحو 500 ألف طن من الحبوب من برنامج الأغذية العالمي والتي تكفي لإطعام 3.7 ملايين شخص.
وبموجب الاتفاق، سيُعاد فتح الممرات الإنسانية أيضاً.
ومن المفترض أن تشهد المرحلة الثانية انسحاب الطرفين لمسافة 18 كيلومتراً من المدينة، وسحب الأسلحة الثقيلة لمسافة 30 كيلومتراً.