بعد رحلة طويلة من المثابرة والتحصيل العلمي تمتد على مسافة زمنية تربو على ثلاثة عقود، نال فهد العزعزي شهادة الدكتوراه من الصين في علم الحاسوب، وحين عاد إلى بلده كانت تنتظره رصاصة طائشة على ناصية الشارع.
بداية الأسبوع الجاري وتحديداً يوم السبت 23 مارس كان الدكتور فهد العزعزي يتنقل داخل مدينة صنعاء على متن باص مع صديقه مستشار العريقي وهو أيضاً تربوي يعمل مدرساً في ثانوية جمال عبدالناصر، وقبل أن تنتهي رحلة الباص كان العبث والفوضى يستعد لإنهاء رحلة حياتهما معاً.
يقول شهود عيان لـ"المصدر أونلاين" إن رصاصة طائشة انطلقت من بندقية كانت بيد أحد الشباب على الرصيف المقابل للشارع في حي الصافية وسط صنعاء، وأصابت الدكتور فهد العزعزي وصديقه مستشار العريقي قتلت الأول على الفور وألحقت بصديقه إصابة قاتلة ألحقته به بعد ثلاثة أيام من الرقود في غرفة الإنعاش.
كان الدكتور العزعزي ورفيقه متجهين نحو التحرير في قلب صنعاء، إلا أن رصاصة واحدة كانت كفيلة بنقلهما إلى العالم الآخر، ليتركا وراءهما عائلتين مفجوعتين.
تقول رواية يتناقلها سكان الحي أن الشاب كان يعبث بالبندقية على ناصية الشارع وأثناء مرور الباص الذي كان يقل العريقي والعزعزي ضغطت يده على الزناد دون قصد ودون سابق معرفة بالمجني عليهما. وأن الشاب ويدعى (الخولاني) سلم نفسه بعد الحادثة إلى الجهات الأمنية في صنعاء.
هل كان الدكتور فهد العزعزي، الذي لم يمضِ وقت طويل على عودته من الصين، يفكر أن رصاصة طاذشة بانتظاره لتنهي طموحه وتسدل الستار على رحلة حياته.
طلاب الحاسوب في قاعات جامعة الحديدة لن ينتظروا عودته من صنعاء مجدداً، وفيما شكك مغردون على وسائل التواصل الإجتماعي في احتمالية كون الحادث متعمد فإن الرواية الأقرب تقول إن الحادثة هي محصلة لفوضى عمقتها الحرب وضاعفت من انتشار السلاح وتوسيع دائرة ثقافة القتل.