القيادة العسكرية مع الحكومة بسيئون

لا أحزمة ولا نُخب، لا مليشيات.. هذه "سيئون" التي نعرف!

مع اختيار مدينة سيئون مركز وادي حضرموت لاحتضان جلسات البرلمان اليمني التي انطلقت يوم أمس السبت، برزت معها تساؤلات عن الوضع السياسي والميداني الذي تشهده المدينة خاصة أن الشرعية  لم تتمكن من عقد الجلسات بمدينة عدن.

 

يعتبر وادي حضرموت (شرق اليمن) المنطقة الجغرافية المحظوظة من المناطق المحررة من المحافظات الجنوبي والشرقية التي لا يوجد فيها تشكيلات من تشكيلات النخبة أو من الحزام الأمني التابعة للإمارات، حيث تخضع جميع القوات العسكرية والأمنية فيها للشرعية اليمنية.

 

احتفظت المملكة العربية السعودية بالتواجد بوادي حضرموت وهو ما لم يسمح للإمارات بالسيطرة وتشكيل أي قوات ومليشيا خارج إطار الدولة مثلما حدث بساحل حضرموت كون وادي حضرموت تربطه حدود شاسعة جدا مع السعودية.
منذ العام 2011 وما صاحبه من تطورات متسارعة بعد ثورة 11 فبراير، التي أطاحت بنظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بقيت الدولة بمعظم مؤسساتها تمارس مهامها بصورة طبيعية في مديريات وادي حضرموت.

 

وبدخول البلاد في مرحلة الحرب وانقلاب الحوثيين في صنعاء وتدخل التحالف العربي في اليمن بقيت مديريات وادي حضرموت بعيدة عن سيطرة المليشيا الحوثية التي أوقف زحفها بمحافظتي مأرب وشبوة المحاذيتين لوادي حضرموت.

 

الدولة قائمة

 

في وادي حضرموت وعاصمته مدينة سيئون بشكل خاص تتواجد الدولة بكامل مؤسساتها العسكرية والأمنية والتنفيذية والإدارية دون تأثر يذكر بالحرب التي تشهدها معظم المحافظات اليمنية أو بفوضى المليشيات والتشكيلات المسلحة خارج الشرعية اليمنية.

فالمنطقة العسكرية الأولى والتي تنتشر قواتها على كامل مديريات وادي حضرموت بقيت تحت ظل الشرعية إضافة لمساهمتها بشكل فعال في حفظ الأمن العام بمدن وادي حضرموت بعد استهداف عناصر "القاعدة" المقرات الأمنية.

 

وتتخذ قوات التحالف ممثلة بالسعودية من المنطقة العسكرية الأولى بسيئون مقراً لها حيث ساهمت في تجنيد كتيبة المهام الخاصة "كتيبة الحضارم" ضمن قوام المنطقة الأولى. 
كما ظل منفذ الوديعة الحدودي مع السعودية يعمل بوتيرة عالية بعد توقف العمل بجميع المنافذ الأخرى مع السعودية نتيجة سيطرة المليشيا الحوثية عليها.

مطار سيئون الدولي هو الآخر، ظل يعمل بصورة طبيعية حتى بات الشريان الجوي الوحيد لليمنيين بعد توقف وتعطل جميع المطارات بسبب الحرب.
واستقبلت سيئون آلاف النازحين من المحافظات الشمالية الذين نزحوا بسبب الحرب واندمجوا بصورة كبيرة في أحياء وتجمعات وادي حضرموت دون مشاكل تذكر برغم التحريض الممنهج الذي يمارسه المجلس الانتقالي الجنوبي.

 

استهداف ممنهج

 

ينظر معظم المراقبين بحضرموت إلى أن الاختلالات الأمنية التي شهدتها مديريلت وادي حضرموت مفتعلة من قبل أطراف عدة تسعى للسيطرة على المنطقة الأقرب للسعودية وأكثر مناطق اليمن إنتاجاً للنفط. 

حتى اليوم، تشن قيادات ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا حملات إعلامية واسعة ضد المنطقة العسكرية الأولى والتي ينتمي معظم منتسبيها للمحافظات الشمالية مطالبين بإحلال قوات النخبة الحضرمية المدعومة إماراتياً بدلاً عنها.

 

وحاول المجلس الانتقالي إثارة الفوضى بوادي حضرموت قبل وأثناء استضافة سيئون لدورة انعقاد مجلس النواب عبر دعوات لتظاهرات وأعمال فوضى وقطع الطرقات ومحاولة لاقتحام المجمع الحكوميغير أن الشارع الحضرمي خيب آمالهم برغم استغلال الوضع المعيشي وبعض الحوادث الأمنية.
ويرجع مراقبون فشل كل هذه المحاولات إلى موقف سعودي رافض لأي تواجد لمليشيا أو قوات  لا تتبع الحكومة الشرعية نظراً لكون وادي حضرموت منطقة حدودية مترامية الأطراف مع السعودية.

 

الوضع الأمني

 

برغم وجود حوادث أمنية بعدة مديريات بوادي حضرموت إلا أن سيئون حظيت باستقرار أمني كبير كون الطابع المدني هو الغالب على سكانها.
تعاني عدد من مديريات وادي حضرموت من حوادث أمنية متعددة الأسباب منها الثارات القبلية والمخدرات وأسباب أخرى في حين تمثل بعضها حوادث تقف خلفها دوافع إرهابية وفقا للأجهزة الأمنية والعسكرية.

 

يرجع المسؤولون المحليون والأمنيون أسباب الضعف الأمني في عدد من المناطق إلى انعدام الدعم لأجهزة الأمن من حيث البنية التحتية أو عدم انتظام صرف الرواتب.
فيما تبقى التساؤلات عن المستفيد من منع الدعم عن الأجهزة الأمنية بوادي حضرموت مقارنة بالدعم اللامحدود لأجهزة الأمن بساحل حضرموت والذي يقع تحت السيطرة الإماراتية.