دعت مجموعة الأزمات الدولية، الأحد 14 أبريل/نيسان 2019، في تقرير الولايات المتّحدة إلى مساعدة السعودية على الخروج من حرب اليمن.
وحثت «الأزمات الدولية» أمريكا على تعيين مبعوث يتولّى هذا الملف، وتعليق صادرات السلاح إلى السعودية، إلى حين وقف المملكة تدخّلها العسكري الذي بدأ قبل أربع سنوات ضدّ الحوثيّين في اليمن، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
ترى «الأزمات الدولية» أن على الرياض البحث عن مخرج حتى لو كان يصب شيئاً ما في مصلحة الحوثيين
وأكدت المجموعة، في بيانها، أنّه يجب على التحالف العسكري الذي تقوده الرياض في اليمن أن «يتوقّف عن التفكير في كيفية تحقيق انتصار ما على الورق، وأن يلتزم بدلاً من ذلك التزاماً تاماً في البحث عن مخرج سياسي، حتى لو كان ذلك يعني إعطاء الحوثيين على المدى القصير وزناً أكبر مما يرغب به».
وأضاف التقرير أنّه «ينبغي على الولايات المتّحدة أن تقود الطريق من خلال إيجاد مخرج خاص بها».
الخطوة تأتي لتزيد الضغط على ترامب والرياض في آن واحد
ويأتي هذا التقرير ليزيد الضغط على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل خاص، وذلك بعد أن وافق الكونغرس الأمريكي على اقتراح قانون يُنهي الدعم العسكري الأمريكي للمملكة في حرب اليمن.
كما أتت هذه الخطوة في الوقت الذي صعّد فيه المشرّعون الأمريكيون من معارضتهم للرياض بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية المملكة في إسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول الفائت.
وكان ترامب هدّد باستخدام الفيتو الرئاسي لوأد اقتراح القانون هذا، لكنّه لم يفعل ذلك بعد.
مسألة هزيمة الحوثيين ليست هي الهدف الآن، فهذا سؤال تمت الإجابة عليه بحسب مشرّع أمريكي
والأحد قال السيناتور الديمقراطي كريس مورفي، وهو أحد أبرز منتقدي حرب اليمن، إنّه حتّى وإن استخدم ترامب الفيتو الرئاسي ضد اقتراح القانون هذا، فإنّ الكونغرس بإمكانه دوماً أن يمارس دور «الشرطي السيئ» في الضغط على المملكة لتغيير سلوكها في اليمن.
وقال مورفي في مؤتمر صحفي تعليقاً على تقرير مجموعة الأزمات الدولية إنّ «هذه ليست مسألة تتعلّق بما إذا كان التحالف سيهزم الحوثيين أم لا، لقد تمّت الإجابة على هذا السؤال».
السناتور الديمقراطي يرى أيضاً أن الحوثيين سيكون لهم دور كبير ومهم في اليمن
وأضاف أنّ «الحوثيين سيكون لهم دور كبير وهام في الحكم المستقبلي لليمن، لذلك فإن المسألة تتعلق بتقرير كيف سيعيش السعوديون مع هذا الأمر بطريقة لا تهدّد مصالحهم الأمنية على المدى الطويل».
وأحد الأسباب التي دعت ترامب لدعم الرياض في حرب اليمن هو سعيه للتصدّي لنفوذ إيران التي تدعم الحوثيين.
فإيران مستفيدة من الوضع الحالي، هي لا تخسر سوى القليل، وتستنزف السعودية
لكنّ مجموعة الأزمات الدولية قالت إنّ ترامب أخطأ في الحساب بهذا الشأن، فإيران، بحسب التقرير، تستفيد في الواقع من استمرار الحرب في اليمن؛ لأنها تستنزف موارد السعودية وسمعتها بينما لا تخسر هي سوى القليل.
ونقل التقرير عن روبرت مالي، رئيس مجموعة الأزمات الدولية، قوله إنّ السعوديين «يرون أنّهم بحاجة إلى وضع حدّ للحرب (لكنّهم) لا يعرفون كيف يفعلون ذلك».
وأضاف أنّ السعوديين ما زالوا يعتقدون «أنّنا إذا مارسنا ضغطاً عسكرياً أكبر قليلاً فإن الحوثيين سينهارون وبعد ذلك سنكون قادرين على إنهاء الحرب وهزيمة إيران. لكن لدينا أربع سنوات من الأدلّة لدحض ذلك».