قال الدكتور رشاد العليمي، الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام، إن الخلافات بين الاحزاب اليمنية كانت السبب الرئيسي في سيطرة المليشيات الحوثية على الدولة ومؤسساتها.
وأضاف العليمي، في حوار مع صحيفة الشرق الأوسط السعودية، أن التحالف الوطني للقوى السياسية اليمنية، الذي جرى إشهاره الاحد الماضي، على هامش انعقاد مجلس النواب الموالي للشرعية في مدينة سيئون ، "سيعمل على استعادة الدولة وإعادة الأمن والاستقرار لليمن".
واختار التكتل السياسي، الذي يضم 18 حزباً، أبرزها المؤتمر والناصري والإصلاح والاشتراكي، الاحد الماضي في مدينة سيئون، مستشار الرئيس هادي والأمين العام المساعد للمؤتمر رشاد العليمي، رئيساً للتحالف في دورتها الأولى والتي يراسها حزب المؤتمر لمدة ستة أشهر.
وأوضح العليمي، بأن التحالف السياسي وتوحد كافة المكونات السياسية فيه، "يشكل حصاراً اجتماعياً وسياسيا للإنقلابيين لإجبارهم على الإنصياع لحل سياسي شامل ينهي الإنقلاب وما ترتب عليه من آثار ويفتح المجال لليمنيين جميعاً وبدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية لاستعادة الدولة وإعادة بنائها بمشاركة جميع اليمنيين بدون استثناء".
وأشار إلى تبلور فكرة التحالف الوطني بعد مؤتمر الرياض عام 2015مباشرة، وأن الدكتور عبدالكريم الأرياني، صاحب الفكرة الرئيسية لإنشاء التحالف الوطني، منطلقاً في ذلك "من ما أوصل الوضع في اليمن إلى ما هو عليه اليوم هو الإقصاء والتهميش واحتكار السلطة واستخدام العنف لتحقيق أهداف سياسية".
وعن انقسام المؤتمر الشعبي العام (حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي قتله الحوثيون أواخر عام 2017م)، أكد العليمي أن المؤتمر "لم يعد منقسماً"، مشيراً إلى حضور أغلب كتلة المؤتمر في مجلس "زملاؤنا في صنعاء معنا ولكنهم أسرى ويمارس الانقلابيون شتى أنواع العنف عليهم وسيكونون معنا عندما يذهب هذا الظلم".
ولفت العليمي، الذي شغل في السابق منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية، وهو احد ابرز قيادة المؤتمر اليوم، إلى ممارسة الحزب نشاطه السياسي في المحافظات المحررة ويشارك في الجبهات "ويمكن أنكم تابعتم المسيرة الجماهيرية الكبيرة التي خرجت في تعز يوم السبت 13 أبريل (نيسان) الحالي دعماً للشرعية والتحالف ومطالبة باستكمال تحرير تعز".
واستبعد العليمي التحالفات الثنائية بين المؤتمر وتجمع الاصلاح، lمؤكداً "التحالفات الثنائية ليس وقتها لآن، اليوم لدينا تحالف واسع لكل الأحزاب ومنها المؤتمر والتجمع اليمني للإصلاح".
وتحدث العليمي عن التحديات التي واجهة التحالف الوطني، والمتمثلة بالخلافات "البينية للأحزاب، خاصة في المحافظات المحررة شكلت لنا أحد المعوقات، بالإضافة إلى تاريخ طويل من الصراعات".
ونوه العليمي بأولويات التحالف الآن والمتمثلة "استكمال تشكيل هيئاته القيادية وكذا وضع الخطط والبرامج لنشاطه السياسي على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية لشرح أهداف التحالف من ناحية والعمل مع الحكومة الشرعية على ترجمة البرنامج التنفيذي في برامج ونشاط الحكومة".
ويهدف التحالف –بحسب العليمي- في مرحلته الأولى لاستعادة الدولة المخطوفة بقوة السلاح من الميليشيات، والمرحلة الثانية إعادة بناء الدولة ومؤسساتها، وذلك عبر برامج تنفيذية شاملة وواضحة لاستعادة وتصحيح الاختلالات في جهازها التنفيذي والدعوة إلى التقشف وتطبيع الأوضاع في المناطق المحررة، وعودة المؤسسات التنفيذية وموظفيها إلى العاصمة المؤقتة عدن.
وكانت القوى السياسية أشهرت الاسبوع الماضي تحالفاً سياسياً، بعد ثلاث سنوات من تعثر إطلاقه لأسباب عدة، أبرزها الإستقطابات الحادة التي تشهدها الساحة اليمنية، بالإضافة إلى توجه معادي للحياة السياسية استغل ظرف الحرب لتهميش العمل السياسي مقابل دعم قوي للمليشيات المسلحة وتيارات لا تؤمن بالعمل السياسي، خصوصاً في المناطق المحررة جنوب اليمن.
نقلا عن المصدر أونلاين