غريفيث والبرلمان

ما سر تخلف "غريفيث" عن جلسة البرلمان بسيئون.. كان يتعطش للرحلة، لكن جهة حولت وجهته إلى الرياض!

مساء الأحد الماضي أبلغ المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، الحكومة اليمنية أنه يريد زيارة اليمن للقاء البرلمان الذي انعقدت جلساته في سيئون بمحافظة حضرموت (شرق اليمن).

 

في الجلسة التي انعقدت يوم الإثنين كان سلطان البركاني الذي انتخب رئيساً للمجلس يبلغ النواب أن غريفيث سيحضر الجلسات في اليوم التالي وطلب منهم أن يوكلوا مهمة الحديث إلى غريفيث إلى عدد محدود من النواب ليوصلوا الرسالة بشكل واضح.

 

مصدر مطلع قال للمصدر أونلاين إن مارتن غريفيث ظل ينتظر رد الحكومة إلى مساء الإثنين بغرض الإنتقال إلى سيئون، ورغم اعتبار الحكومة تهنئة غريفيث للرئيس هادي بانعقاد البرلمان نصر كبير، إلا أن غريفيث تفاجأ أن الحكومة وعبر وزارة الخارجية اعتذرت عن استقباله في سيئون وطلبت منه تأجيل لقاء المجلس إلى اليوم التالي في العاصمة السعودية الرياض.

 


يوم الثلاثاء اختتم مجلس النواب دورة انعقاده بالتصويت على الموازنة العامة للدولة للعام الحالي 2019 وتشكيل مجموعة لجان لبحث عدد من القضايا، وبقدر الأمل الذي بعثه انعقاد المجلس في نفوس كثير من اليمنيين إلا أن النواب واللجان التي تشكلت وأعضاء الحكومة وجميع المسئولين غادروا المدينة مساء الثلاثاء متوجهين صوب الرياض.

 

في اليوم التالي (الأربعاء) التقى غريفيث الرئيس هادي ورئيس مجلس النواب وسمع منهم ذات الكلام الذي يسمعه كل مرة عن حرصهم على السلام ودعمهم الكامل لجهوده، وحسب ما نشر في الإعلام الرسمي، أشاد بالتزامهم كمعلم يرفع معنويات تلميذ يحاول دوماً أن يظهر بمظهر الطالب المثالي.

 

مصدر خاص أفاد "المصدر أونلاين" أن المبعوث الأممي غريفيث ورغم عدم تأكده من اكتمال النصاب وشرعية انعقاد دورة مجلس النواب فقد كان متوجساً من انعقاد البرلمان والدور الذي يمكن أن يلعبه وخصوصاً تجاه مهمته في اليمن.

 

مع حالة الفشل المغلف بالتصريحات الوهمية، والميوعة التي يبديها غريفيث تجاه تعنت الحوثيين في تنفيذ اإتفاقات كان آخرها اتفاق ستوكلهولم بشأن الحديدة، فإن غريفيث يدرك من داخله خطورة اللعبة التي ينفذها في اليمن وبالتالي فإنه ينتظر اللحظة التي يرفع في وجهه الكرت الأحمر، ويتلفت من أى زاوية سيسمع صافرة "انتهاء اللعبة".

 

المصدر المتابع لكواليس ما يدور في مكتب المبعوث الأممي قال لـ"المصدر أونلاين" إن أشخاص يعملون لصالح المكتب كانوا يتواصلون مع نواب وأعضاء في الحكومة ليفهموا منهم ما إذا كان المجلس له موقف سلبي من الدور الذي يلعبه غريفيث أو عن إمكانية قيام المجلس بالضغط على الحكومة لإنهاء دور غريفيث ورفض التعامل معه.

 

وبالتالي فإن غريفيث كان حريصاً على الحضور إلى قاعة انعقاد البرلمان والتحدث إلى النواب مباشرة ليبيع لهم "الوهم" مقابل عدم اتخاذ موقف حدي تجاهه.


المصدر أونلاين تواصل مع مكتب وزي الخارجية أكثر من مرة لسؤاله عن دوافع رفض الحكومة طلب غريفيث زيارة سيئون للقاء البرلمان إلا أن اليماني الذي يفضل دوماً الحديث للصحافة الخليجية بحكم إقامته الدائمة في الرياض رفض الرد على سؤال "المصدر أونلاين".

 

انصر ف النواب إلى الرياض لإقامة ناعمة في فندق "موفنبيك" ومتابعة المكافأة المالية المقررة لقاء حضور الجلسات، واطمأن غريفيث إلى أن مخاوفه غير مبررة، وأن المجلس يمضي في سبيل محاولة نيل شهادة حسن سيرة وسلوك من المبعوث على خطى الرئاسة والحكومة.

 

في إحاطته الأخيرة لمجلس الأمن أكد غريفيث موافق الحوثيين على تنفيذ الخطوة الثانية من اتفاق استوكهولم بشأن إعادة الإنتشار في مدينة وموانئ الحديدة (مع العلم أنهم لم ينفذوا الخطوة الأولى) رغم مضي أربعة أشهر على الإتفاق الذي نصت البنود على تنفيذه خلال أقل من شهر.

 

وأشاد في الإحاطة ذاتها برغبة زعيم جماعة الحوثيين بالسلام.

 

إلا أن غريفيث لا يزال يتساءل كما يتساءل غيره من المتابعين لماذا رفضت الحكومة طلبه في الوصول إلى سيئون لحضور جلسة مجلس النواب وفضلت أن يلتقي رئاسة المجلس في الرياض.