علم موقع "الحرف 28" أن مباحثات سرية تجري بين ممثلين للحوثيين والسعودية في مسقط، بالتزامن مع انفتاح سعودي وتحركات دبلوماسية تجريها الرياض مع الحكومة العراقية وفروع للحشد الشعبي الشيعي الموالية لإيران.
وأمس الأول قال عبدالملك الحوثي في مقابلة صحفية هي الاولى له إن "هناك إمكانية لإيصال الرسائل بيننا وبين السعودية، لكن هذا يتطلب إرادة جادة منهم في تعديل الرؤية تجاه شكل العلاقة معنا" اعتبرت رسالة مرنة للتعامل مع السعودية.
وقالت مصادر دبلوماسية طلبت عدم الافصاح عن هويتها إن العاصمة العمانية مسقط تحتضن مباحثات سرية بين المملكة العربية السعودية والحوثيين منذ أيام، ضمن محاولات للتقارب قد تكون مدخلا لتسوية مع الحوثيين، على حساب الحكومة الشرعية.
وتجري هذه المباحثات التي تحاط بالتكتم، على وقع تطورات عسكرية ميدانية، اندفعت فيها مليشيا الحوثي لاستعادة مناطق تقع في حدود ماقبل عام 90 اثارت الشكوك بوجود تفاهمات مع التحالف خصوصا الامارات، حيث تشكو القوات الموالية للرئيس هادي في تلك المناطق منذ فترة من افتقادها للعتاد وامدادات السلاح.
وأحكمت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران سيطرتها على مديريات كانت ضمن الحدود الشطرية بين الشمال والجنوب قبل اندماج الشطرين عام90، كانت آخرها مديرية الحشا التي كانت تتبع محافظة تعز قبل الوحدة، حيث تمكنت اليوم الأربعاء من بسط سيطرتها بشكل كامل على المديرية الرابطة بين 4 محافظات وسط البلاد وتوقفت عند آخر نقطة حدودية.
ورجحت المصادر أن تمثيل الطرف السعودي في المباحثات التي ترعاها الحكومة العمانية عادي ويشارك فيه موظفين دبلوماسيين وضباط استخبارات، مشيرة الى أن المباحثات بمثابة استكشاف وامكانية بناء ثقة،قد تمهد لرفع مستوى التمثيل في مباحثات لاحقة" أكثر شمولا".
وتعتبر العاصمة العمانية، مسقط إحدى نقاط التحرك الرئيسية لممثلي مليشيا الحوثي خارجيا، ويوجد عدد من القيادات الحوثية في الخارج حاليا بينهم محمد عبدالسلام الناطق الرسمي باسم المليشيا.
وتأتي هذه التطورات، متزامنة مع تحركات دبلوماسية سعودية ولقاءات واسعة مع الحكومة العراقية وقيادات في الحشد الشعبي الموالي لايران، سبق لها اطلاق تهديدات باستهداف السعودية والسيطرة على الاماكن المقدسة.
وقبل يومين ضجت منصات التواصل الاجتماعي، بصور ومقاطع فيديو متداولة على نطاق واسع، لمستشار الحشد الشيعي ورئيس مليشيا وعد الله المتطرفة، سامي المسعودي وهو يخرج من الكعبة المشرفة محاطا بحراسات أمنية سعودية.
وسبق للمسعودي مهاجمة السعودية وتوعد بإغراقها بالدم ، عقب إعدام السلطات هناك الشيخ الشيعي نمر النمر عام 2016، وهدد بحرب للسيطرة على مكة والمدينة.
وحظي المسعودي بحفاوة رسمية سعودية، حيث التقى بالملك سلمان.
والأسبوع الفائت زار رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي الرياض مع وفد كبير قوامه 11 وزيرا، وقع خلالها الطرفان 13 اتفاقية اقتصادية بحسب وسائل الاعلام.
وجاءت زيارة عبدالمهدي كرد سريع على زيارة وفد سعودي مطلع ابريل الجاري الى بغداد مكون من 7 وزراء اعلنت فيها الرياض عن منحة مالية سعودية للعراق، بقيمة مليار دولار، والتبرع بانشاء مدينة رياضية.
ويقول السعوديون، إن تحركات الرياض تأتي ضمن مساعيها لإبعاد العراق عن إيران، في حين تقول مصادر دبلوماسية إن السعودية تسعى لفتح قناة اتصال مع طهران والحوثيين للتفاهم بشأن الملف اليمني، رغم المأزق والضغوطات التي تمر بها إيران بسبب العقوبات الامريكية ومايشبه حالة العزلة.
وحسب مصادر خاصة فإن السعودية تسعى الى إنهاء الصراع مع إيران في مناطق عديدة.
وكشفت المصادر عن وساطة تقوم بها حكومة غربية لم يكشف عن هويتها لإنهاء القطيعة بين الرياض ودمشق واعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، لتكون بذلك ثالث دولة بعد الإمارات والبحرين تمضي باتجاه اعادة العلاقات الدبلوماسية مع نظام بشار الاسد منذ اندلاع الثورة والحرب السورية.
واعلنت السعودية مرارا، انها لن تسمح بوجود مليشيا تشبه حزب الله على حدودها الحنوبية في اليمن، لكن الحرب تدخل عامها الخامس منذ شنت السعودية التي تقود تحالفا عسكريا حربا بذريعة اعادة الشرعية وانهاء الانقلاب الذي دبره الحوثي وقوات الرئيس السابق صالح في سبتمبر 2014، دون حسم.
وتتهم السعودية والامارات بالإنحراف عن الأهداف المعلنة للتحالف والعمل على الارض، لتحقيق اهدافها الخاصة ومفاقمة المشكلة اليمنية وتقويض الحكومة الشرعية بانشاء ودعم تشكيلات موالية لها، وتمزيق البلاد.