أطلق ناشطون يمنيون خلال الأسابيع الماضية حملة إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي موجهة ضد المنظمات العاملة في مجال الإغاثة في البلاد.
وطالبت الحملة من المنظمات نشر كشوفات حساب مدققة عبر محاسبين قانونيين، للأموال التي تصرفها في مجال الإغاثة في اليمن، فضلا عن الدعم الذي تتلقاه من المانحين.
جاءت الحملة، بعد الكشف عن مليارات الدولارات التي منحتها دول العالم، على رأسها دول التحالف، عبر منظمات الأمم المتحدة، فيما يعيش اليمنيون مجاعة هي الأسوأ منذ عقود.
ونشر المدون "سيف الحدي" وثيقة لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة تري حجم العبث وسوء إدارة هذه المنظمات للأموال التي من المفترض أن يتم توظيفها لإنقاذ الشعب اليمني بدلاً من توظيفها لراحة ورفاهية هذه المنظمة أو تلك.
وأضاف "الحدي" أن هذه الوثيقة تكشف أن برنامج الغذاء العالمي خصص ٢٥ مليار ريال يمني راتب سنوي لعدد ٨ موظفين فقط.. ٨ أشخاص يستلمون هذا المبلغ كراتب خلال العام الواحد!
ويقول المدون "الحدي" إن الوثيقة هي عبارة عن جزء من تقرير (موقع برنامج الغذاء العالمي من هنا) يتعلق بمشروع توزيع مساعدات غذائية خلال الفترة بين أبريل ٢٠١٧ - مارس ٢٠١٨ بتكلفة إجمالية تبلغ ما يقارب مليار و ٢٠٠ مليون دولار أمريكي، فيما تم تخصيص ٥٠ مليون دولار تقريباً لتوظيف ٨ موظفين ودفع رواتبهم خلال فترة تنفيذ المشروع وهي عام واحد فقط!
ولو حولنا هذا المبلغ وفق سعر صرف الدولار في العام ٢٠١٧ وهو تقريباً ما بين ٥٠٠ و ٥٥٠ ريال للدولار الواحد، لوجدنا أن إجمالي رواتب هؤلاء الثمانية أشخاص يقارب ٢٥ مليار ريال يمني، بحسب الحدي.
ويتابع الحدي الشرح في مدونته: "ثلاثة من هؤلاء الموظفين هم يمنيين، وأما الخمسة البقية فهم أجانب، يعادل مرتب الواحد منهم أجر الثلاثة الموظفين اليمنيين مجتمعة".
واستطرد القول: لكن بسبب غياب الشفافية وتعنت المنظمات عن نشر التقارير، فإننا لا نستطيع إثبات ذلك ولا نعرف إن كانوا هؤلاء الموظفين قد تسلموا هذا المبلغ فعلاً كاستمرار لمسلسل عبث هذه المنظمات، أم إنهم لم يستلموها أصلاً كاستمرار لسلسلة فساد برنامج الغذاء العالمي؟
المصدر: تعز أونلاين