اعتبر رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن، أمس الجمعة، أن الحوار والقناعة هي التي تحل المشاكل وليس الاشتراطات وأن السلاح اليمني لا يمكن أن يسلم لمن يقاتل اليمن وأبناءه ويعتدون عليه أو إلى المرتزقة، في إشارة إلى قوات الرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي».
وأكد «محمد علي الحوثي»، رئيس اللجنة الثورية العليا التي تقول إنها تتولى المسؤولة عن إدارة وحكم البلاد من صنعاء، أن الحوار والقناعة هي التي تحل المشاكل وليس الاشتراطات.
جاء ذلك خلال لقاء موسع جمع «الحوثي»، بمحافظة حجة، شمال غربي اليمن، مع قيادات المحافظة والسلطة التنفيذية وقيادة المنطقة العسكرية الخامسة الموالية لهم، بحسب وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وزعم أن «معلومات الأمريكان أكدت أن 80% من قوام وقيادات الجيش هي ضد العدوان، وتقف في خندق واحد، واستحال استمالتها أو تحييدها»، بحد قوله.
ولفت رئيس اللجنة الثورية العليا إلى استحالة استمرار ما وصفه بتحالف العدوان (التحالف العربي بقيادة السعودية) في المناطق اليمنية الجنوبية (عدن وحضرموت وسواها) التي سيطر عليها، لأن أبناءها سيرفضونه وسيرفضون مشروعه وسيمد الجميع لهم العون والمساندة عندما يطلبونها، بحد زعمه.
في المقابل، أكد قيادي عسكري يمني رفيع أن القوات الحكومية الموالية للرئيس «هادي» جاهزة للحسم العسكري في اليمن منذ العام الماضي ولكنها (كبّلت) بالمسار السلمي الذي فرضته الأمم المتحدة والدول الراعية للمبادرة الخليجية، ولذا أصيبت التحركات العسكرية بالجمود.
واتهم المسؤول العسكري الانقلابيين من ميليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع «علي عبدالله صالح» بأنهم غير جادين في وضع حد للحرب والجنوح للسلم، ولذا تعمّدوا إضاعة كافة الفرص التي طرحت في جولات مباحثات السلام اليمنية السابقة في سويسرا وحاليا في الكويت.
وقال «لا يرجى من الانقلابيين الحوثيين أن يجنحوا للسلام في مباحثات الكويت وواثقون بأنهم غير جادين في التوجه نحو تحقيق ذلك، وما تبقى من الوقت الذي لا يتجاوز أسبوعا من هذه الجولة التي وصفت بالفرصة الأخيرة لن يكون كافيا وكفيلا بتحقيق أي نتائج نحو إحلال السلام في اليمن».
وأوضح أن «الانقلابيين الحوثيين وأتباع صالح يعتقدون أنهم يكسبون الرهان من خلال إضاعتهم للوقت في مباحثات السلام لإطالة أمد الأمر الواقع على الأرض بقوة السلاح، ويتوهمون أن القوات الحكومية لا تستطيع حسم المعركة عسكريا.. هم واهمون».
وكشف أن قوات الجيش الوطني والمقاومة الموالية للرئيس هادي «جاهزة للحسم العسكري منذ نهاية العام الماضي، بل وإنه كلما مر المزيد من الوقت كلما ازدادت قوة وصلابة، عبر المزيد من التدريب والتجنيد والمزيد من اكتساب الخبرة وكذا وصول المزيد من التعزيزات والآليات العسكرية الحديثة من دول التحالف العربي».
وذكر أن معطيات الوضع الراهن على الأرض وفي طاولة المفاوضات تعزز أن البلد يسير باتجاه الحسم العسكري والذي بات وشيكا أكثر من أي وقت مضى وقال «كل الدلائل والمؤشرات تتجه نحو الحسم العسكري، سواء في العاصمة صنعاء أو في غيرها، إلا إذا تدخل الخارج».
وتستضيف الكويت المشاورات اليمنية منذ 21 أبريل/ نيسان الماضي، بعد تأخرها 3 أيام عن موعدها الأصلي، بسبب عدم وصول وفد الحوثيين- صالح حينها.
واستمرت الجولة الأولى من المشاورات 70 يوما، لكنها لم تحقق أي تقدم جوهري تجاه حلحلة الأزمة، لتضطر الأمم المتحدة لرفعها أواخر يونيو/ حزيران الماضي بسبب إجازة عيد الفطر، والبدء بجولة ثانية منذ السبت الماضي، تم تزمينها لمدة أسبوعين فقط.
ومرت 5 أيام من الجولة الجديدة مع هيمنة الانسداد على مجريات المشاورات، حيث يرفض الحوثيون وحزب «صالح» الدخول في أجندة المشاورات التي طرحها «ولد الشيخ»، والتي تنص على الانسحاب من العاصمة صنعاء ومدينتي تعز والحديدة، وتسليم السلاح الثقيل للدولة، ويشترط حل سياسي كامل بما فيه تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وأسفرت الأزمة اليمنية المتصاعدة منذ 26 مارس/ آذار 2015، عن مقتل 6 آلاف و444 شخصاً، ونزوح 2.8 مليون نسمة داخليا، فضلا عن تدهور الأوضاع الإنسانية والاقتصادية بشكل غير مسبوق.