علماء اليمن شردتهم الميليشيات الإرهابية.. والتأم شملهم في الرياض

عندما سيطرت الميليشيات الانقلابية على العاصمة صنعاء، نفذت ملاحقات أمنية لبعض العلماء والدعاة اليمنيين الذين لجأوا إلى السعودية، وعند وصولهم أسسوا لبرنامج يمني خالص يجمع العلماء والدعاة اليمنيين كافة تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد.


وشهدت العاصمة الرياض أمس الأول (الأحد)، تجمعاً لعدد من رجال الدين والعلماء والدعاة اليمنيين، الذين يمثلون أهم المكونات العلمية والدعوية الشرعية المنضوية تحت راية أهل السنة والجماعة في الجمهورية اليمنية، ووقعوا على ميثاق مُلزم يهدف إلى رسم خريطة طريق واضحة المعالم لحماية كيان المجتمع المسلم في اليمن من الاختراقات الباطنية الضالة المبتدعة.


وقال مستشار وزارة التربية والتعليم في اليمن عبدالسلام الخديري لـ «عكاظ» أمس إن الميثاق يأخذ ثلاثة ملامح رئيسية أولها باب العقائد وهو من المسلمات التي تم التأكيد عليها، وباب المستجدات العصرية ونص الميثاق على سعة الأمر في هذا الباب، كما نص على وضع آلية مشتركة مستقبلاً بحيث لاتعود القطيعة مرة أخرى وتردم هذه الفجوة وترسم معالم التعاون المشترك.


وأوضح الخديري أن المرحلة الحرجة التي يمر فيها اليمن تحتم على العلماء أن يكون لهم موقف موحد، ولا شك أن كثيراً من الأضرار التي لحقت باليمن كان من ضمن عواملها فرقة العلماء والتي اتخذها البعض ثغرة للتربص باليمن وعقيدته وأمنه.


من جانبه، قال الباحث اليمني في شؤون الفرق والمذاهب خالد الوصابي إنه قد تحدث أحياناً عوامل نفسية وفكرية وسياسية تؤدي إلى اختلاف العلماء في ما بينهم، لكن المقصد الأعظم هو جمع كلمة المسلمين في اليمن ليحموا بلادهم من الفتن الداخلية والخارجية وأن يكونوا مع إخوانهم في السعودية جسدا واحداً وأمة واحدة.


ويهدف ميثاق علماء اليمن، إلى الحفاظ على وحدة الصف وجَمْعِ الكلمة، وتنسيقِ الجهود لحماية الدعوة من التصدعات الداخلية والمؤامرات الخارجية ووضع آلية للتعامل الشرعي مع مسائل الخلاف، والإعذار في المسائل الاجتهادية الظنية أخذاً بالقاعدة المعروفة: «لا إنكار في مسائل الاجتهاد».


كما يؤكد ضرورة الأخذِ بالأسباب، ومراعاةِ السنن الكونية والشرعية في تغيير الواقع، وفي مقدمة ذلك: تغيير ما في النفوس أولًا، امتثالًا لقول الله تعالى:(إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأنفُسِهِمْ)، الأمر الذي يستلزم توحيدَ الأهداف العامة، وتنسيقَ الجهود، والعملَ المشتركَ لتحقيق تلك الأهداف بما يتلاءم وأصول أهل السنة والجماعة.


وكانت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد أطلقت برنامج التواصل مع علماء اليمن، وهو برنامج نوعي يتخلله الكثير من المناشط الدعوية واللقاءات العلمية، والفعاليات التي من شأنها الإسهام في استقرار وأمن اليمن.