تعز – سالم الصبري:
توقف الأربعيني أحمد عقلان عن العمل في مغسلة الملابس التابعة له وسط مدينة تعز، بسبب استمرار غياب خدمة الكهرباء الحكومية وارتفاع أسعار وقود الديزل التي أجبرت أصحاب المولدات الخاصة على فرض رسوم إضافية على المستهلكين.
عقلان الذي عمل في مهنة غسل الملابس لأكثر من 25 سنة، لم يكن يواجه صعوبات كبيرة عندما كانت خدمة الكهرباء متوفرة بتكاليف معقولة، لكن زيادة الرسوم التي يدفعها لصاحب المولد الخاص، أجبره على التوقف بعد عجزه عن توفير المبلغ الشهري المقدر بـ30 ألف ريال يمني، لصاحب المولد، كما قال لـ”المشاهد”.
وتسبب الانقطاع الكلي للتيار الكهربائي في توقف جزئي لمصالح المواطنين وأصحاب المحلات التجارية والقطاعات الخدمية وغيرها.
خسائر الكهرباء الحكومية
قطاع الكهرباء من أكثر القطاعات المتضررة من حرب جماعة الحوثي على محافظة تعز، منذ قرابة 4 أعوام، بحسب المهندس عارف غالب عبد الحميد، المدير العام لمنطقة كهرباء تعز، مؤكداً لـ”المشاهد” أن إعادة خدمة الكهرباء إلى محافظة تعز بحاجة إلى أكثر من 21 مليون دولار، وهذا رقم كبير جداً، على الأقل في الظرف الراهن.
ويقول إن معظم ممتلكات ومعدات قطاع الكهرباء في تعز، لم تسلم من القصف والتدمير، وما لم تطله آلة الحرب طالته أيادي العابثين واللصوص.
وخلص تقرير أنجزه مكتب كهرباء تعز، إثر مسح ميداني للأضرار الحاصلة لهذا القطاع، شمل محطة توليد عصيفرة وشبكات التوزيع المختلفة (الهوائية والأرضية) التي تعرضت للدمار والنهب والسرقة، إلى أن التكلفة التقديرية للأضرار الناتجة عن تدمير خطوط ومحطات نقل الطاقة (132 ك.ف) وشبكات توزيع الضغط العالي والمنخفض ومحطات التحويل الفرعية (11 33 ك.ف)، نتيجة الحرب والسرقات والنهب لكابلات النحاس والمحولات، بلغت 12.2 مليون دولار.
وبلغت التكلفة التقديرية للتدمير الحاصل في محطة توليد عصيفرة 6.3 مليون دولار. فيما قدرت أضرار قصف وتدمير مبنى المؤسسة العامة للكهرباء، منطقة تعز، وجميع المباني التابعة لها، بالإضافة إلى نهب وسرقة جميع أدوات العمل والأجهزة ووسائل النقل التابعة لقطاع الكهرباء، 3 ملايين دولار، بحسب تقرير مكتب الكهرباء بتعز.
عودة مؤجلة
المعضلة الكبرى التي تقف أمام إعادة خدمة كهرباء تعز، تتمثل في عدم إمكانية إصلاح كل ما دمرته الحرب في الوقت الراهن، خصوصاً أن معظم المناطق التي تمر بها خطوط النقل التي تغذي محافظة تعز بالطاقة الكهربائية من الشبكة الوطنية الرئيسية الممتدة من المخا إلى مدينة تعز، وأهمها محطة توليد المخا البخارية غير محررة بالكامل، وما تزال ساحة حرب، إلى جانب أن محطة توليد عصيفرة معطلة وخارج نطاق الخدمة، وتحتاج إلى صيانة وإعادة تأهيل، بحسب المهندس عبد الحميد.
وتعتبر محطة توليد عصيفرة التي أنشئت عام 1976م، بقدرة 18 ميجاوات، بقدرة مركبة، محطة محلية خاصة بمحافظة تعز، وكانت تغذي جزءاً من مدينة تعز.
ووصل إنتاجها من الطاقة الكهربائية عام 2014، إلى ميجاوات واحد فقط، نتيجة أعطال في معظم المولدات الخاصة بالمحطة.
وتشهد تعز مرحلة من التعافي التدريجي مؤخراً، والمتمثلة بعد انتظام عملية صرف رواتب موظفي المحافظة، وإعادة تشغيل عدد من مؤسسات الدولة، وعودة العديد من الأسر النازحة. لكن بعودة الشبكة الكهربائية إلى المحافظة سيكتمل المشهد الإيجابي ولو بحده الأدنى.
مقترحات وحلول
وضعت منطقة كهرباء تعز عدداً من الحلول والمقترحات لإعادة الخدمة إلى المحافظة، أوجزها المهندس عارف عبد الحميد، مدير عام المنطقة، بقوله: “تم عمل قائمة أولية بالمواد المطلوبة لإعادة إصلاح الشبكات الكهربائية في المناطق المحررة، وإعادتها للخدمة، وتكلفتها التقديرية بحوالي 21 مليون دولار، ومطالبة قيادة السلطة المحلية مستمرة، بتحرير مسار خطوط نقل الطاقة الكهربائية من المخا إلى البرح ثم تعز، وتأمين تلك المناطق من الحرب والاشتباكات، حتى يتم إصلاح الخطوط وتغذية تعز بالكهرباء من محطة المخا.
مضيفاً أنه في حالة عدم تحرير وتأمين تلك الخطوط، سيتم رفع مذكرة إلى المحافظ بتوفير مولدات لمحافظة تعز بقدرة 60 ميجاوات، لتغذية مدينة تعز بالكهرباء من هذه المولدات، وكذا المطالبة بدعم مالي بحوالي 10 ملايين دولار، كمرحلة أولى، وتمت التوجيهات من رئيس الجمهورية بتوفير 30 ميجاوات لمحافظة تعز، ونحن في صدد متابعة الموضوع.
المشاهد نت