2019/01/06
شرطة تعز تكشف المستور: سننشر دوريات وكاميرات لضبط الأمن.. و«المُفَصّعون» يتبعون قيادات عسكرية

- مقاتلو الجبهات بعضهم بدون أرقام ويعانون نقص الذخيرة والتموين والخصميات وغيرهم "يُفصّعون" داخل المدينة - الأمن في تعز تحسن بعد إخراج كتائب "أبو العباس" ويجب رفع الغطاء عنهم - كشفنا مقابر ومعامل متفجرات وعبوات وفقاً لمعلومات أدلى بها مضبوطون من أتباع (أبو العباس) قال قائد شرطة الدوريات وأمن الطرق بمحافظة تعز العقيد محمد مهيوب إن ما يحدث في تعز من اختلالات أمنية وانقسامات هو خطة ممنهجة تغذيها أطراف خارجية بهدف إحباط الناس، وإغراق تعز في الفوضى.

وأضاف مهيوب في حوار مع "المصدرأونلاين" إن هناك مخطط ممنهج يهدف لزرع الفتن والمشاكل في تعز ولا يريد أن يرى مؤسسات الدولة تتعافى "هناك سيناريو يلعب على أوضاع تعز وإحباط الناس وتنفيذ أجندات خارجية وإفشال بسط نفوذ الدولة".

واعتبر أن ما يحدث في تعز من اختلالات وانقسامات داخلية "خيانة لدماء الشهداء والجرحى، وتضحيات المقاتلين في الجبهات".

وأشار إلى أن المرابطين في الخطوط الأمامية للجبهات "يعانون من نقص الذخيرة والتموين، وكثير منهم ليسوا مرقمين في إطار الجيش وهناك خصميات على بعضهم، وهناك جرحى بلا علاج، ومع ذلك يضحون بأرواحهم، في المقابل غيرهم "يفصعون" ويقتلون الناس في شوارع المدينة، هذا الأمر خيانة".

ولفت قائد الدوريات وأمن الطرق بتعز أن "الحوثيين يشنون بين حين وآخر هجمات شرسة على جبل هان وحذران، بهدف قطع خط الضباب الشريان الوحيد لتعز، وإذا قطع خط الضباب انتهى الأمر وعاد الحصار الكلي..

عندما وقع الهجوم الأخير تحركنا مساء وعززنا بأفراد من الداخلية خوفاً من سقوط الموقع بيد الحوثيين فيما هؤلاء يعبثون داخل المدينة".

الدوريات.. مهمة مختلفة وقال مهيوب إن شرطة الدوريات لم تتسلم عملها الرسمي الذي يتمثل في تأمين الطرق والنقاط عليها، وإنما تقوم بدورٍ أمني موازٍ في حماية عدد من المنشآت والمشاركة في الحملات الأمنية.

وبين أنه علاوة على عرقلة العمل الرسمي لشرطة الدوريات فإن دعمها معرقل منذ اربعة أشهر، حيث لم تستلم الشرطة دعمها المخصص من مادة البترول، البالغة 1800 لتر شهرياً، كما اعتمد لهم تغذية 500 فرد فيما تحتاج قواته لتغذية أكثر من 800 فرد.

وأشار قائد شرطة الدوريات (قوات النجدة سابقاً) أن الاتفاق الذي تم بين القيادات العسكرية في ديسمبر الماضي، أوكل مهمة تأمين الطرقات للشرطة العسكرية وقوات الأمن الخاصة، دون أن يوكلوا المهمة لشرطة الدوريات وأمن الطرق، فيما أوكلت إلينا مهام أمنية ليست من اختصاصنا.

تحسن أمني.. ومقابر جديدة

وأوضح مهيوب أن الوضع الأمني، تحسن بشكل كبير بعد أن تمكنت قوات الأمن من إخراج العناصر الخارجة عن القانون من المدينة، مشيراً أنه بعدما سحب (أبو العباس) أفراده من الجبهة الشرقية وانتقل إلى البيرين والكدحة نقل استفزازاته إلى تلك المناطق.

"هذه الجماعة هي أساس الفوضى الأمنية والجرائم التي شهدتها تعز بما وفرته من غطاء للجماعات الخارجة عن النظام والقانون، والمسؤول الأول هو (أبو العباس)، والمنفذ والمخطط هو نائبه (عادل العزي)"، قال العقيد محمد مهيوب للمصدرأونلاين.

وتابع "كشفنا مؤخراً عن معامل متفجرات ومخازن أسلحة ومقابر، جميعها تقريباً اكتشفت بناءً على المعلومات التي حصلنا عليها من عناصر مضبوطة مرتبطة بكتائب (أبو العباس).. وهناك مزيد من المقابر ومزيد من المتفجرات سيتم الكشف عنها في الأيام القادمة".

وقال مهيوب إن شرطة الدوريات اشتبكت كثيراً مع أفراد عادل العزي، من جماعة "أبو العباس"، ووقع عدد من الشهداء والجرحى، ولم نحصل على علاج للجرحى، ولم نحصل على دعم ولو بطلقة واحدة.

وكشف مهيوب عن تلقيه العديد من رسائل التهديد بالقتل والذبح والتصفية، من قبل أتباع "أبو العباس"، لأنهم يعتبرون شرطة الدوريات عدوهم اللدود الذي تصدى لتحركاتهم مرات عديدة، مبيناً أن أعمالهم الإجرامية مستمرة وآخرها قيام محسوبين على هذه الجماعة بذبح جندي في اللواء 17 قبل أيام.

وعبر عن أمنيته أن يرفع اللواء 35 غطاءه كلياً عن جماعة (أبو العباس) باعتبارها جماعة خارجة عن القانون، خاصة أن اللواء له سمعته ومكانته المحفوظة في جبهات قتال الانقلابيين، حسب تعبيره.

ولفت أن هناك مشكلة في إطار الجيش "فالقادة العسكريون يتعاملون مع بعضهم بريبة وغياب ثقة وتطغى عليهم المماحكات السياسية".

ومع إشارته لوجود حالة وعي لتجاوز هذه الحالة لكنها بحاجة إلى تفعيل وتوجيه لتعزيز الثقة، "نحتاج بعض المصداقية للتفاهم والثقة وتجاوز الاختلالات".

"مفصعون" بحماية قيادات عسكرية

وقال قائد شرطة الدوريات وأمن الطرق (النجدة سابقا) إن معظم المفصعين الذين يحاولون استعراض عضلاتهم وفرض سيطرتهم في المدينة وأخذ إتاوات وإطلاق الرصاص، يستندون لقيادات عسكرية ". "هؤلاء "مفصعون" وفرغ، ولو أنهم تواجدوا داخل الجبهات لكنا الآن داخل سمارة".

وأضاف "لو راجعت جميع الأحداث التي وقعت في المدينة مؤخراً لوجدت أن مرتكبيها عسكريون للأسف يمارسون تلك الأعمال بدعم وحماية قيادات عسكرية.. هذا الأمر معروف وعندما نقبض على أحدهم تأتي الاتصالات والوساطات والضغوطات من قياداتهم وألويتهم للإفراج عنهم".

وأشار أنه تم القبض على همام الصنعاني المشتبه الأساسي بقتل موظف الصليب الأحمر حنا لحود، وتعرضنا لضغوط كبيرة للإفراج عنه لكننا رفضنا، وهو محبوس في إدارة الأمن وسيحال للأمن القومي، ثم إلى النيابة.

وطالب بأن يتم تحميل القيادات العسكرية تبعات أي جرائم في الشأن العام، طالما يرتكبها "المفصعون" الذين يتبعونهم ويحمونهم، وبدون ذلك سيستمر "الفِصّاع" بلا نهاية.

وأشار إلى أن الاشكالية أنه لا يوجد ردع، وإذا ما قامت جهات الضبط ممثلة بإدارة الأمن والشرطة العسكرية بدورها ووجدت النيابة والمحاكم، ووقع تحقيق ومحاكمات وعقاب، بالتأكيد ستنتهي كل أعمال الفوضى و"الفصاع".

ضرورة حماية الأفراد

ودعا للتكامل بين مختلف المؤسسات الأمنية والعسكرية والقضائية، وإعلان قوائم بأسماء المطلوبين وتفعيل النيابة والقضاء المدني والعسكري، وإيجاد حماية قانونية للجنود الذين يقومون بواجبهم في ضبط المطلوبين.

وقال مهيوب "نحتاج لوائح داخلية تحمي الفرد، ليس معقولاً أن يقوم الفرد بدوره ويضبط مجرماً متمرداً ثم إذا اشتبك أو قتله يحال الجندي للمحاكمة، فيما المجرمون يسرحون ويفصعون دون حسيب ولا رقيب، وإلا ما الفائدة كيف سنقوم بدورنا وأفرادنا سيعاملون بشكل أسوأ من المجرمين لأنهم كانوا يؤدون واجبهم".

وأضاف "نحن إذا قمنا كشرطة الدوريات بمواجهة بعض المطلوبين يتخذون الموضوع كأمر شخصي، لذلك ينبغي تفعيل المنظومة الأمنية والقضائية وتمكين كل فرع أمني أو عسكري من أداء دوره ووظيفته".

ننتظر من الجهات المعنية أوامر وكشوفات بأسماء المطلوبين لتسليم أنفسهم أو التعامل معهم بمقتضى ردة الفعل.

كاميرات مراقبة في الشوارع وقال مهيوب إن قواته ستنشر دوريات في عدد من الجولات والتقاطعات والمواقع الرئيسية في مدينة تعز ستعمل على مدار الساعة لتعزيز الأمن، ضمن خطة أمنية متكاملة لإنهاء الاختلالات في تعز هذا العام.

وأشار مهيوب أن هناك توجهاً لإلزام الشركات والمؤسسات والمحلات التجارية لتركيب كاميرات مراقبة في الشوارع والأسواق والتجمعات الرئيسية، لضبط الحالة الأمنية، وضبط مرتكبي الجرائم، لافتاً أن كاميرات المراقبة أسهمت كثيراً في كشف عدد من الجرائم ومعرفة مرتكبيها".

وشدد على ضرورة تنفيذ حملات أمنية مستمرة ودائمة لضبط أي مسلحين خارج المدينة باستثناء منتسبي الأمن والداخلية، وبحسب المهام والمناوبات، وليس بشكل عشوائي. وطالب الشرطة العسكرية أن تقوم بدورها وتنفذ حملات حازمة ولا تسمح لأي مسلح بالتجول داخل المدينة وتحيله للتحقيق، ويعاقب وفقاً للقانون.

لم تُرفع أي دعوى ضد غزوان سألنا قائد شرطة الدوريات وأمن الطرق عن سبب القبض على غزوان المخلافي والافراج عنه، فأشار أن غزوان ظل محتجزاً في شرطة الدوريات لعدة أيام، ولا نستطيع الاستمرار في اعتقاله أكثر خصوصاً أنه لا يوجد لديه ملف في النيابة ولا أوامر من النيابة.

وأوضح أنه تم إطلاق سراح غزوان بعد تهدئة الأجواء وحدوث تفاهمات ودية في قضية الطفلة فاطمة مع أسرتها، وفي قضية صاحب الباص، مبيناً أن أحداً من الناشطين والمحامين الذين كتبوا كثيرا عن غزوان لم يتقدم أحد منهم بدعوى للنيابة بحيث تمضي الإجراءات القانونية، وهذا يدل على أن الضحية يكون مرة أخرى ضحية للمزايدات والمناكفات.

* المقابلة خاصة بالمصدر أونلاين

تم طباعة هذه الخبر من موقع تعز أونلاين www.taizonline.com - رابط الخبر: http://taizonline.com/news12664.html