2019/02/19
كيف استطاعت إسرائيل خداعهم.. "مصيدة المطبعين العرب" في وارسو!

بي بي سي عربي

انتقدت صحف عربية مؤتمر وارسو للسلام في الشرق الأوسط الذي اختتم أعماله في العاصمة البولندية يوم 14 فبراير/ شباط الماضي.

وقد عقد هذا المؤتمر بناء على دعوة أمريكية، بمشاركة 60 دولة عربية وأجنبية.

ورأى بعض الكتاب أن المؤتمر يدعو إلى التطبيع مع إسرائيل. ووصفه آخرون بأنه "مصيدة للعرب المطبعين".

"أمية الوعي السياسي"

في مقال في صحيفة "رأي اليوم" اللندنية يقول الكاتب زكي بني أرشيد إن "في العاصمة البولندية وارسو، وعلى الهواء مباشرة، سمعنا وشاهدنا ما لم يخطر على بال، وما لا يحتمله الخيال السياسي، من فواجع المفاجآت، وغرائب الأحلام وفواحش الإثم والأوهام".

ويرى الكاتب أن "مشاهد الانجذاب إلى الحضن الإسرائيلي كانت صادمة للمشاعر الوجدانية الوطنية والعربية، ولكن الأسوء من كل ذلك أن يتبارى بعض الوزراء العرب في التحريض ضد إيران باعتبارها عقبة تحول دون إتمام عملية السلام".

وعلى نفس المنوال سار مثنى عبد الله في "القدس العربي" اللندنية قائلاً إنه "ولو أمعنا النظر في كل الكلمات التي قيلت والتصريحات التي صدرت، والفيديوهات التي سُربّت من كواليس المؤتمر، لوجدنا أن كل مقاساته كانت مفصلة كي نذهب سريعا للتطبيع مع إسرائيل".

ويضيف الكاتب "إننا نعيش في عصر عربي يعاني فيه القادة من أمية الوعي السياسي، ومن عدم القدرة على تحديد الاولويات في مواجهة التحديات، ومن انعدام الثقة في القدرات العربية، ومن تصعيد الخلافات العربية-العربية إلى حالة العداء الاستراتيجي، بينما يهددهم ترامب بأنهم سيلاقون مصيرهم خلال أسبوعين إن تخلى عنهم، وتهددهم طهران بأنهم سيكونون تحت وابل صواريخها وجرائم ميليشياتها، وتجعل إسرائيل قدسهم عاصمة أبدية لها".

"اختراق تاريخي"

من جهته، يقول جميل أبو بكر في السبيل الأردنية إن "المؤتمر نتاج سعي أمريكي محموم، لإحداث اختراق تاريخي في التموضعات الاستراتيجية في الشرق الأوسط وفي القضية الفلسطينية بالذات، دعما للكيان الصهيوني، بتصفية القضية، وفتح ابواب التطبيع العلني العربي مع اسرائيل، وبتغيير أولويات الصراع ومحاوره الرئيسة في المنطقة، وتشديد الحصار على إيران".

ويورد الكاتب قائلا إن "هذه الرؤية اتفقت مع مصالح أنظمة عربية مرعوبة من تداعيات الربيع العربي، وقادت الثورة المضادة وقدمت كل أشكال الدعم والإسناد، ضد هذا الربيع ولإجهاضه. كما اتفقت مع مطالب استقرارها وشرعيتها الداخلية وحاولت توظيف رفض الشعوب العربية للتدخلات الإيرانية عسكريا وسياسيا في العديد من الأقطار العربية، واستنكارها الكبير لذلك. كل ذلك توج الاستعداد لهذه الأطراف لبناء تحالف بقيادة الكيان الصهيوني ولخدمته في الدرجة الأولى".

وكتب رشاد ابو داود في "الدستور الأردنية" إن "هؤلاء الذين على عقولهم غشاوة نسوا أن التاريخ يكتبه أحياناً المجانين، لكن الجغرافيا راسخة. فبإمكان القوة أن تغير حدودا لكن ليس بإمكانها أن تنقل أرضا من مكانها إلى مكان آخر. إن عُمر إسرائيل يعادل رمشة زمن لكن عمر إيران أزمان، والتعايش معها أسهل و أضمن من التعايش مع كيان غاصب هو نفسه غير واثق من بقائه".

ويضيف: "لقد أثبت الزمن أن اتفاقية أوسلو كانت مصيدة للفلسطينيين، وسيثبت بعد فوات الاوان و استنزاف الثروات أن وارسو مصيدة للعرب المطبعين".

" تكتيك دعائي"

أما عبد الرحمن الراشد، فيقول في "الشرق الأوسط" اللندنية إن "عندما التأم أكبر تجمع دولي في العاصمة البولندية، يتدارس في موضوع واحد، هو مواجهة المشروع العدواني الإيراني، لجأ إعلام إيران وحلفاؤه: حزب الله، ونظام سوريا، وكذلك قطر، إلى أسلوبه القديم في التخريب، اتهام الآخرين بإسرائيل، كأنها فضيحة جنسية، في حين أن كل الأعداء في العالم يجلسون ويتحاورون، ثم يذهبون ويتقاتلون".

ويضيف: "تكتيك دعائي لإحراج عرب وارسو، في حين أن البند الوحيد في المؤتمر كان التعامل مع إيران، وله طار الجميع إلى وارسو، بما فيهم إسرائيل. وما كان يمكن أن يعقد من دون إسرائيل، فهي الطرف الأهم في مواجهة إيران، وقد كبدتها خسائر ضخمة اضطرتها إلى تغيير خطة وجودها، وقوات طهران الآن تحاول الاختباء وراء الحدود والسيادة العراقية، والسيطرة على سوريا بميليشياتها التي زرعتها هناك"

تم طباعة هذه الخبر من موقع تعز أونلاين www.taizonline.com - رابط الخبر: http://taizonline.com/news14653.html