2019/06/16
السعودية تتراجع عن "إعدام مراهق" اعتقلته وعمره 13 عاماً لمشاركته في احتجاجات

قال مسؤول سعودي، لوكالة رويترز، إن المملكة لن تعدم الشاب مرتجى قريريص، الذي اعتُقل وهو في عمر الـ13، مشيراً إلى أنه قد يتم الإفراج عنه بحلول عام 2022.

وجاء تصريح المسؤول السعودي الذي لم تذكر الوكالة اسمه، السبت 15 يونيو/حزيران 2019، عقب تقارير عن قرب إعدام الشاب الذي اعتُقل بسبب مشاركته في وقفة احتجاجية برفقة مجموعة من الأطفال في مدينة مغبر شرق السعودية.

اتهامات لـ قريريص

وفي ذلك الوقت، اعتبره المحامون والنشطاء أصغر سجينٍ سياسي بالسعودية، وقالت شبكة CNN الأمريكية في وقت سابق، إنَّ القريريص الآن وقد بلغ عمره 18 عاماً، قد يواجه عقوبة الإعدام بعد أن احتُجِز قرابة أربعة أعوام قضاها سجيناً ينتظر المحاكمة.

وقال المسؤول السعودي إن «قريريص، الذي أُلقي القبض عليه في سبتمبر/أيلول 2014، صدر ضده حكم مبدئي بالسجن 12 عاماً، مع احتساب المدة التي قضاها منذ القبض عليه، وأربع سنوات مع وقف التنفيذ، لصغر سنه. ويمكن استئناف الحكم»، مضيفاً أنه «لن يُعدم».

وأشار المسؤول إلى أن قريريص «قام بتصنيع واستخدام قنابل مولوتوف في سلسلة هجمات على الشرطة وصيدلية، استخدم فيها أسلحة نارية أيضاً بعد قيام خلية إرهابية بتجنيده»، بحسب قوله.

وأضاف أن هجوماً آخر «شارك فيه قريريص استهدف سيارة دبلوماسية ألمانية بمنطقة القطيف في يناير/كانون الثاني 2014. ولم يسفر الهجوم عن إصابة أحد، لكنه أدى إلى اشتعال النار في السيارة».

ومع أنَّ الادعاء لم يحمِّل قريريص مسؤولية أي خسارةٍ في الأرواح، فإنَّ شبكة CNN علمت أنَّ الادعاء يسعى لتوقيع أقصى عقوبات الإعدام على الصبي، وذلك قد يتضمَّن الصلب أو تقطيع الجُثَّة بعد الإعدام، وفق قولها.

 

وكأن قمع الأقليات و من يعبروا عن رأيهم بطريقة سلمية في #السعودية ليس كفاية، فيقوم #محمد_بن_سلمان بالمطالبة بإعدام الأطفال. الدولة التي تخشى طفلا في العاشرة من عمره وتطالب بإعدامه وصلبه وتقطيع اطرافه اوهن من خيط العنكبوت. #مرتجى_قريريص #مرتجى_القريريص @ali_adubisi @oamaz7 pic.twitter.com/9ycUZn0D49

— حقائق واخبار مذهلة (@akhbarak15) 7 يونيو 2019 ">http://

 

انزعاج من المملكة

وذكرت جماعات حقوقية، من بينها منظمة العفو الدولية، هذا الشهر (يونيو/حزيران 2019)، أن النائب العام السعودي طلب الحكم بإعدام قريريص، بسبب «سلسلة من الجرائم»، قالت تلك الجماعات إن بعضها حدث عندما كان عمر قريريص عشر سنوات.

وسُلط الضوء بشكل متزايد على سجلِّ السعودية في مجال حقوق الإنسان منذ مقتل الصحفي جمال خاشقجي في أكتوبر/تشرين الأول 2018، واحتجاز ناشطات مدافعات عن حقوق المرأة، ما زالت محاكماتهن مستمرة.

وقالت الحكومة النمساوية، الأربعاء الماضي، إنها تعتزم إغلاق مركز للحوار الديني تموله السعودية في فيينا، بعد أن حثها البرلمان على السعي لمنع إعدام قريريص المحتمل .

وفي أبريل/نيسان 2019، أعدمت السعودية 37 رجلاً بحد السيف، بسبب ما قالت إنها جرائم إرهابية. وقال كبير مسؤولي الأمم المتحدة عن حقوق الإنسان إن «معظمهم من الشيعة، الذين ربما لم يحصلوا على محاكمات عادلة، وكان ثلاثة منهم على الأقل من القُصَّر عندما صدرت ضدهم الأحكام».

الإعدامات في السعودية

ولدى المملكة واحدٌ بين أعلى معدَّلات الإعدام في العالم، وقد وُجِّهت إليها انتقاداتٌ متكرِّرة بإعدام أشخاصٍ كانوا قُصَّراً وقت ارتكابهم الجرائم المنسوبة لهم، بحسب CNN.

وقالت منظمة العفو الدولية، في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني بوقت سابق من الشهر الجاري، إن «قريريص وُضع في سجن انفرادي لدى اعتقاله، وتعرض للضرب والترهيب خلال استجوابه».

أما السلطات السعودية فتنفي ادعاءات التعذيب، وتقول إنه «ليس لديها سجناء سياسيون».

وأصبحت المنطقة الشرقية التي تقطنها أغلبية شيعية محور اضطرابات وقعت في أوائل 2011، مع مطالبة مظاهرات بإنهاء التمييز وإجراء إصلاحات في النظام الملكي المحافظ.

وتنفي السعودية وجود أي تمييز ضد الشيعة، وقالت إن بعض الاحتجاجات والهجمات التي قام بها متظاهرون شيعة حرَّضت عليها إيران، رغم نفي نشطاء محليين ذلك.

وتزايدت المخاوف من حدوث مواجهة أوسع في المنطقة؛ بعد تعرُّض ناقلتي نفط لهجماتٍ في خليج عُمان، الخميس 13 يونيو/حزيران 2019، والتي نحت الولايات المتحدة باللوم فيها على إيران.

ونفت إيران أي دور لها في الهجمات التي وقعت جنوب مضيق هرمز، الذي يعد طريقاً ملاحياً مهماً لعبور النفط.

تم طباعة هذه الخبر من موقع تعز أونلاين www.taizonline.com - رابط الخبر: http://taizonline.com/news19675.html