2020/03/22
دموعهن الغزيرة لا تتوقف.. كيف احتفلت الأمهات في اليمن بعيدهن العالمي في زمن الحرب!

دموعهن الغزيرة لا تتوقف فهن يفقدن أبنائهن وأزواجهن في جبهات القتال، ويُختطفون بالسجون والأقبية المختلفة، وبهذا تعاني "الأم اليمنية"، من عبئ كبير في ظل الحرب وتتخطى مأساتها الجميع، فهي الخائفة والحزينة والتي تقف بكل صلابة للحفاظ على أسرتها، ومواجهة كل الصعوبات.
 
ووسط كم هائل من المعاناة والقتامة والبؤس تستقبل الأم اليمنية يومها العالمي الذي يصادف 21 مارس/ آذار من كل عام، في ظل حرب تدخل عامها السادس أثقلت كاهل الجميع، وخلال السنوات الماضية تضاعفت المعاناة وتحملت أعباء تكاليف الحياة، وتوفير لقمة العيش في بلد مزقته الحرب، ومع كل هذا تنتحب الأمهات على أبنائهن صغارًا وكبارًا.
 
ومع كل تلك المتغيرات التي طرأت على حياة الأم اليمنية وسنوات القتامة والبؤس تحول "عيد الأم" إلى حزن عند تلك اللواتي فقدن أولادهن في الحرب، أو ما زلن منذ سنوات ينتظرنهم حتى يخرجوا من الأقبية والسجون المختلفة، ويحملن صورهم بأرواحهن الموجوعة.
 
 
تحمل أعباء الحياة 

انعكست الحرب سلبا على حياة الأم اليمنية وحملتها فوق طاقتها وفرضت عليها القيام بالأعمال الشاقة الخاصة بالرجال ومازالت تمارس تلك الأعمال بحثا عن لقمة العيش لأفراد أسرتها والتخفيف من معاناتهم اليومية.
 
في ساعة الظهيرة وتحديدا في "حي القاع" بالعاصمة صنعاء، تجلس "صفية" (50عاماُ) بجوار إحدى المطاعم الشعبية ومعها عددا كبيرا من الخبز اليمني (الملوج) لبيعها للمواطنين، ومن خلال هذا العمل الشاق
 
تأتي "صفية" كل إلى أمام إحدى المطاعم الشعبية، وتبيع الخبر للمواطنين وتبيع أكثر من 30 حبة كل يوم يقمن بناتي بفعل "الخمير" وأن أقوم ببيعه أمام إحدى المطاعم الشعبية لتوفير متطلبات الحياة اليومية.
 
"أم أمجد" هي الأخرى تعيش مع اسرتها في دكان صغير في ظروف صعبة، بعد شردتهم الحرب من منزلهم بمنطقة كليو 16 بمدنية الحديدة (غرب اليمن)، منذ نحو عاميين، ورغم وقف إطلاق النار لكن منزلها لم يعد صالح للعيش وتعرض للقصف العشوائي.
 
وقالت في حديث لـ "يمن شباب نت" أن الظروف الاقتصادية الحرجة تسببت بحرمان أطفالها من الالتحاق في المدرسة مثل بقية الأطفال وبسب ضيق ذات اليد حرم أطفالي من مواصلة التعاليم عوضا عن الحياة القاسية التي نعيشها.
 
وأشارت إلى أنها لا تعرف شيء عن "عيد الأم" ولكن على حد وصفها فإن الأم اليمنية تحملت فوق طاقتها فهي تقاوم بكل قدرتها على مواجهة متطلبات الحياة، وتوفير لقمة العيش.


أمهات فقدن أبنائهن
 
تغرق "أم يعقوب" بالدموع وهي تتذكر ابنها الذي قتل قبل ثلاث سنوات في جبهة نهم في معارك مع ميليشيا الحوثي، وقالت أنها وبعد مرور ثلاثة أعوام على استشهاده لا تزال تتذكره ولم تقتنع أنه فارقها للأبد، بسبب انها لم تراه قبل دفنه ومازالت على ذكرى توديعه.
 
وفي حديثها لـ "يمن شباب نت" قالت إن رحيل ابنها العشريني أفقدها سعادتها وجعلها تعيش حياة حزينة على فراق ابنها والتي تتمنى الذهاب لزيارة قبره الذي يبعد عنها مسافة بعيدة، حيث تم دفنة في مدينة مأرب.
 
"أم يعقوب" واحدة من بين المئات من الأمهات التي يعشن الحزن على فراق أبنائهن، ولا يعرفن كثير عن "عيد الأم" وفي لحظة تحولت حياتهن إلى كابوس، يتذكرن فيه أبنائهن الذين رحلوا وبقيت ذكرياتهم محفرة في قلوبهن، وحرمتهن الحرب حتى من آخر وداع لأبنائهن.
 

وجع أمهات المختطفين
 
ما بين الحين والآخر تنفذ أمهات المختطفين وقفات احتجاجية سواء في صنعاء أو مدينة عدن، للمطالبة بالإفراج عن أبنائهن المختطفين والمخفيين قسرًا منذ سنوات، يتوسلن للعالم ان يساعدهن وللسجانين أن يراعوا أمومتهن المنهكة بالفراق والوجع على فلذات اكبادهن.
 
وقالت رابطة أمهات المختطفين: "أن أمهات يفتقدن فرحتهن بمناسبة عيد الأم في ظل استمرار جماعة الحوثي المسلحة تغييب أبنائهن في السجون السرية والرسمية بالمحافظات الواقعة تحت سيطرتها".
 
ونقلت عن إحدى أمهات المختطفين قولها: "إدارة السجن لا تسمح لنا بزيارته في هذا اليوم إلا إذا كان موعد الزيارة قريب من يوم عيد الأم، لذا فجميع الأمهات يشعرن بالحزن في هذا اليوم، وهن يتمنين ولو نظرة لأولادهن ولو ضمة، أو حتى قبلة يضعنها على جباههم".
 
لا شيء يذّكر الأم اليمنية بعيدها السنوي سوى أحزانها المقيدة خلف القضبان، وتتضاعف معاناة أمهات المختطفين مع انتشار وباء كورونا حول العالم، وتخشى الأمهات من إصابة أبنائهن في السجون في ظل غياب الرعاية الصحية من قبل الميلشيات.
 
وخلال الخمس السنوات الماضية كانت أعياد الأم اليمنية خالية من البهجة والفرحة نظرا للظروف القاسية التي تعيشها الأم اليمنية منذ اندلاع الحرب في اليمن والتي بدورها تسببت بتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشة.

 

 

- فيديو :

 

 

تم طباعة هذه الخبر من موقع تعز أونلاين www.taizonline.com - رابط الخبر: http://taizonline.com/news26858.html