2018/08/10
متهم بجرائم غسيل أموال وقتل شباب الثورة مكلف " بإنقاذ الاقتصاد اليمني " .. تقرير خاص

أثار قرار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، بتعيين شخصية كانت مقربة من الرئيس السابق "صالح" في منصب رفيع في الحكومة جدلاً واسعاً في الأوساط اليمنية.

وقضت المادة الأولى من القرار الرئاسي الذي صدر مساء أمس الأربعاء بتعيين حافظ محمد معياد مستشاراً لرئيس الجمهورية ورئيساً للجنة الاقتصادية.

واللجنة الإقتصادية بمثابة حكومة مصغرة تضم عددا من الوزارات السيادية على رأسها المالية والنفط والبنك المركزي بالإضافة الى عدد من الوزارات الأخرى.

ويرى سياسيون وناشطون، أن الرئيس هادي يحاول بهذا القرار استمالة قيادات من حزب المؤتمر الشعبي العام التي لازالت ترفض، هادي، لقيادة الحزب وتدين بالولاء لعائلة "صالح ".

لكن معلومات أخرى تشير الى أن قرار التعيين جاء بضغط إماراتي، إذ تسعى أبو ظبي لإعادة أركان نظام صالح الى واجهة الحكم مع تصرف شبه حصري في إدارة الملف اليمني على حساب حليفتها السعودية، وسط انهيار اقتصادي يرى البعض أن دول التحالف ساهمت بدفع البلاد اليه بصورة متعمدة.

ومعياد أحد أبرز قيادات المؤتمر وهو زوج إبنة شقيق الرئيس السابق " علي عبدالله صالح" الذي كلفه حينها بمنصب رئيس المؤسسة الاقتصادية اليمنية  ومهام إقتصادية آخرها إدارة بنك التسليف الزراعي المعروف بـ"كاك بنك" ويتهم بالتورط بقيادة هجمات قاتلة على المنتفضين في صنعاء عام ٢٠١١.
وكان الرئيس، هادي، أطاح بمعياد  بقرار جمهوري في ابريل من العام 2012م.

لكن المهام غير المعلومة للرأي العام بشأن أنشطة الرجل، تضعه في مقام الصندوق الأسود للرئيس السابق سيما ما يتصل بغسيل الأموال وإدارة الأنشطة المالية.
ويتهم بأنه العقل المدبر لأنشطة صالح المالية الخفية في دبي ومنطقة القرن الأفريقي وساعد بشكل كبير في توفير الأموال لصالح أثناء الإنقلاب وبعده.

شمالا أثار القرار إستياء واسعا في حين رحبت أوساط محسوبة على عائلة صالح والمؤتمر الشعبي العام بالقرار.

يتذكر الصحفي توفيق السامعي، حافظ معياد عندما كان يدير هجمات مسلحة على المنتفضين ضد نظام الرئيس السابق صالح في 2011 .

ويقول السامعي "كنت في يوم 22 فبراير 2011 خارجا من ساحة التغيير بصنعاء وفي البوابة الجنوبية لقيت حافظ معياد ببلاطجته وأسلحتهم يحاصرون الساحة في أول اعتصاماتها ويستعدون لاقتحامها ومحاولة أحد مرافقيه الاعتداء عليَّ كوني خارجا من الساحة لولا بعض المعروفين من مرافقيه أبعدهم عني".

ويواصل السامعي في منشور على حسابه فيسبوك "خرجت والشر المستطير بتطاير منهم وماهي الا ربع ساعة فقط حتى وصلت البيت وإذ بالأخبار تقول باقتحام الساحة من قبل حافظ معياد وسقوط شهيدين أحدهما الحافظ والتربوي عوض السريحي كأول شهداء ساحة التغيير بصنعاء رحمة الله عليهما".

ويقول د. فيصل الحذيفي أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحديدة إن حافظ معياد متهم بقتل شباب الساحات ومدير غسيل أموال الرئيس السابق، "وكأن جلال هادي رجل الظل في سلطة أبيه يبحث عن شخص محترف بغسيل الأموال المنهوبة يوميا ".

وكتب الحذيفي في صفحته على الفيسبوك مهاجما القرار "لا يستبعد أن يعاد تسليم بعض عائلة عفاش شؤون السلطة ..لخلق التوازن السياسي بين الشمال والجنوب ..كما يراها هادي محتقرا دماء اليمنيين التي سكبت في سبيل التغيير نحو دولة مدنية للجميع ".

ويأتي القرار على وقع استمرار انهيار العملة المحلية أمام العملات الأجنبية في أسوأ موجة انهيار وصلت إليها العملة منذ بداية الحرب الدائرة في البلاد منذ مارس 2015 إبان انقلاب الحوثيين وصالح على الحكومة الشرعية وتدخل التحالف العربي بقيادة السعودية تحت شعار إستعادة الشرعية.
وتسارعت وتيرة انهيار العملة خلال الاسابيع الاخيرة مع تأزم موازي للعلاقة بين هادي والامارات، مع سخط واحتجاجات  شعبية في محافظة عدن مناهضة للحكومة.

وقال حافظ معياد - في أول تعليق له عقب صدور القرار- على صفحته بالفيسبوك : "سأعمل جاهدًا إلى جانب القيادة الحكيمة الممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي لما فيه مصلحة البلاد والشعب".

خلافا لما دأب عليه في مهاجمة الرئيس هادي ومساندته للانقلاب على الشرعية، بارك الناشط علي البخيتي، قرار الرئيس هادي متمنياً ان لا " يكون حبرا على ورق وأن يكون هناك صلاحيات حقيقية وبالأخص لعبقري الإقتصاد حافظ معياد".

بحسب مصادر "الحرف 28" فإن قرار تعيين معياد جاء تتويجا لضغوط إماراتية كبيرة مارستها على هادي لتعيين أحد أبرز القيادات اللصيقة بعائلة صالح المقيمة في الإمارات .

وتقول المصادر إن تفاهمات جرت مع هادي اثناء زيارته الخاطفة لابوظبي بإعادة ترتيب وضع أنصار عائلة صالح التي تعتبر معقد رهان ابوظبي لتحقيق النفوذ في المحافظات الشمالية، وتلوح بها للضغط على حلفاءها الحنوبيين.

كما أن معياد شخصية معروفة لدى الإمارات وتربطها به صلات على علاقة بادارة المحافظ المالية لعائلة صالح.

وتوقعت المصادر أن يعقب هذا القرار تحسنا في علاقة هادي بعائلة صالح التي قد تعلن اعترافها بشرعيته قريبا

ويقول ماجد الداعري، وهو صحفي عمل مع حافظ معياد وناشط حراكي محسوب على مجموعة الإمارات في الجنوب، إن "قرار الرئيس هادي بتعيين الذراع الاقتصادي لصالح حافظ ميعاد، جاء غصبا عن الرئيس وبضغط إماراتي، يهدف إلى تمكينه من إدارة الملف الاقتصادي بصلاحيات واسعة تفوق حتى صلاحيات رئيس الحكومة الذي كان المعين افتراضا لرئاسة اللجنة الاقتصادية " .

ويرى الداعري أن اختيار الامارات شخص معياد يهدف إلى "اعادة رجال عفاش الى واجهة المشهد السياسي اليمني وفرضهم بقوة نفوذ التحالف على الشرعية باعتبارهم خير حلفاء لأبوظبي اليوم في مواجهة النفوذ الاخواني، ولإعادة إحياء حزب المؤتمر سياسيا وسلطويا بعد النكسات المتتالية التي تعرض لها منذ مقتل رئيسه علي عبدالله صالح".

جنوبا، أثار القرار حنقا كبيرا في الاوساط المقربة من الإمارات والمحسوبة على المجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بالانفصال و المدعوم من الإمارات.

واعتبر الناشط منصور صالح، المسؤول الاعلامي في المجلس الانتقالي صدور قرار تعيين معياد، بأنه متوائم مع منظومة " الحكم الفاسدة".

وقال في منشور له على حسابه فيسبوك " المستغربون يصورون لنا هذا التعيين وكأنه حالة شاذة وتعيين لص بين فريق من الشرفاء الأنقياء".

ويصف، صالح، منظومة الحكم بـ "الفاسدة" و أنها "لا تختلف عن معياد بل ربما هو فاسد ذكي وإداري ناجح وغيره فسدة أغبياء وفاشلون" – حد وصفه

أما الاكاديمي حسين لقور المتحمس للمجلس الإنتقالي فقد علق في منشور على صفحته "فيسبوك" بالقول: لا زال هادي يحن إلى فئة الفاسدين و كأن هناك قوة جذب تجره اليهم حتى من قد عفى عليهم الزمن.

وأضاف: حافظ معياد مدير أعمال عفاش في الخارج بعد ان نهب البنك الذي كان يديره يتشرف هادي بتعيينه مستشار له و رئيس لجنة اقتصادية جديدة اي موقع فساد جديد".

تشير قرارات الرئيس الى تخبط هادي  وإدارته الفاشلة للمرحلة  الاستثنائية بحسب بعض منتقديه.

وهاجم الدكتور فيصل الحذيفي الرئيس هادي بشدة معتبرا أن " لا رهان عليه في التغيير"

وقال إن هادي " شخص محدود القدرات " ولا يصلح لرئاسة دولة وفي زمن استثنائي يحتاج إلى قيادة استثنائية ".

واضاف : سيستمر هادي بالعبث إن لم يجد من يوقفه عند حده ..

تم طباعة هذه الخبر من موقع تعز أونلاين www.taizonline.com - رابط الخبر: http://taizonline.com/news8132.html