لماذا ارتدى القراصنة عصابة العين؟

ليس لأنهم فقدوا أعينهم.. تعرّف على السبب الحقيقي لارتداء "القراصنة" عصابة العين (صور)

ترجمة: عربي بوست

ارتبطت في أذهاننا دوماً صورة القراصنة بغطاء إحدى العينين، فمنذ الصغر نراهم بهذا الشكل، سواء في الكتب المصورة، أو في الرسوم المتحركة، أو الأفلام السينمائية. 

يعتقد الكثيرون أن القراصنة كانوا يرتدون هذا الغطاء لتغطية عينٍ مفقودة جرّاء الهجمات والاشتباكات الدائمة. ولكن، هل تعتقد حقاً أن جميع القراصنة قد فقدوا إحدى أعينهم؟ ما هذه المصادفة العجيبة؟!

لكن دعنا نخبرك أن هذا الغطاء لم يكن لغرضٍ تجميلي، وإنما يرتبط بوضوح الرؤية. إن أردت معرفة كيف يتم هذا، تابع قراءة التقرير.

ولنتعرف أولاً على كيفية الرؤية وتكيف العين مع الظلام.

القراصنة
ستتعرف على الإجابة بعد قراءة التقرير

لماذا نستغرق وقتاً حتى تتكيف رؤيتنا مع مستوى الإضاءة؟

إذا انتقلت من مكان يسطع فيه ضوء الشمس، إلى آخر معتم أو مضاء بالمصابيح العادية، فبالكاد ستكون قادراً على رؤية ما يحيط بك في البداية، ومع مرور الوقت، ستكتشف المحيط بك.

تُعرف هذه الظاهرة بالتكيّف الداكن، وعادة ما يستغرق ما بين 20 و30 دقيقة للوصول إلى الحد الأقصى للرؤية، اعتماداً على شدة التعرض للضوء في المناطق المحيطة السابقة.

فكلما كان مستوى الإضاءة أكثر إشراقاً، طالت المدة التي تستغرقها العين للوصول إلى أقصى درجة من الحساسية للضوء.

يمكن لشبكية العين البشرية أداء وظيفتها في الكشف عن الضوء عند الانتقال من ضوء الشمس الساطع إلى الضوء الخافت، من خلال الاعتماد على نوعين من الخلايا الحساسة للضوء، أو مستقبلات الضوء وهما الخلايا المخروطية والخلايا العصوية. 

تشارك تلك المستقبلات في التكيُّف الداكن، مما يزيد ببطء من حساسيتها للضوء في بيئة قاتمة. تتكيف الخلايا المخروطية بشكلٍ أسرع؛ لذا تعكس الدقائق الأولى من التكيف رؤية مخروطية. وبينما تعمل الخلايا العصويّة بصورةٍ أبطأ، إلا أنه نظراً لأنها يمكن أن تعمل في مستويات إضاءة أقل بكثير، فإنها تتولى المهمة بعد فترة التكيف الأولية.

كيف تساعد الخلايا المخروطية والعصوية أثناء التكيُّف؟

تلعب كل من الخلايا المخروطية والعصوية دوراً في الرؤية الليلية والرؤية النهارية، فالخلايا المخروطية هي الخلايا الحساسة للضوء السائد للرؤية خلال النهار، كما أنها مسؤولة عن رؤية الألوان، وقد تطورت هذه الخلايا لتتكيَّف بسرعة مع ظروف الإضاءة المتغيرة، في حين أن الخلايا العصوية هي الأساسية الحساسة للضوء للرؤية الليلية.

القراصنة

يمكن للخلايا العصوية اكتشاف كميّات منخفضة للغاية من الضوء، حتى من فوتون واحد، لكنها أقل فاعلية في ظل مستويات الإضاءة العالية.

عندما تتغيّر ظروف الإضاءة، فإنّ الخلايا المخروطية تتكيّف بسرعة بينما تستغرق الخلايا العصوية وقتاً أطول لضبطها. فالخلايا المخروطية مسؤولة مبدئياً عن التكيف مع ظروف انخفاض مستوى الإضاءة، ولكنها أيضاً ليست فاعلة جداً في الإضاءة الخافتة. 

بالتالي، يستغرق تنشيط رؤيتنا الليلية بعض الوقت لتنشيطٍ كامل؛ لأنّ الأمر يستغرق بعض الوقت حتى يتم ضبط الخلايا العصوية حتى تتمكن من القيام بدورها كمستقبلات ضوئية أوليّة في الظلام.

كيف تساعد عصابة العين القراصنة على سرعة التكيُّف؟

يستغرق الأمر كما ذكرنا ما بين 20 إلى 30 دقيقة للعين البشرية للتكيُّف بشكلٍ كامل من أشعة الشمس الساطعة إلى الرؤية في ظلامٍ دامس.

ولأنّ القراصنة كانوا يتحركون ويقاتلون على سطح السفينة في ضوء الشمس، ثم يواصلون التحرُّك إلى أسفل سطح السفينة؛ حيث يكون الظلام عادةً، فإن هذا سيستغرق وقتاً طويلاً لضبط أعينهم؛ كي يتمكنوا من الرؤية. 

كانت تلك الفكرة وراء استخدام غطاء الأعين، حيث يمكن استخدام رقعة العين لتحضير عين واحدة للرؤية الجيدة في الظلام، لذلك عندما ينزل القرصان إلى أسفل سطح السفينة، يمكنه تبديل رقعة العين من عينٍ إلى أخرى والرؤية بالعين التي تمّ ضبطها بالفعل لظروف الإضاءة المنخفضة. هذا من شأنه أن يسمح له بالرؤية على الفور في الظلام دون انتظار مدة طويلة.

هل استخدم القراصنة بالفعل حيلة علمية لحل مشكلتهم؟

فكرة أنّ القراصنة ارتدوا عصابة العين للتكيُّف سريعاً على الرؤية في الظلام تعدّ نظرية مثيرة للاهتمام، فهي حيلة علمية معقولة بالنظر إلى كيفية عمل العين.

مع ذلك، لا يوجد ذكر لهذا السبب في السجلّات التاريخية، ولا توجد وسيلة لتأكيد ذلك من الناحية الأثرية.