علي أكبر ولايتي قبل أن يكون مستشاراً للمرشد الأعلى الإيراني فهو وزير خارجية النظام الإيراني فترة 16 عاماً، وهذا الرجل هو من الأصوات المؤثرة في إيران، وعندما أطلق تهديده بالتدخل في اليمن على غرار سوريا بدعم روسي فهو يعنيه، بل هو إعلام بأن ذلك مايجري ويحاك لكي ينقل لنا الواقع من السرية إلى العلن، وكل جملة في كلام السيد ولايتي لها مغزى، فالتدخل في اليمن على غرار سوريا يدل على أنهم يخططون إلى طحن اليمن وتمزيقه وتشريد سكانه، ولعل بوادر ذلك التخطيط تتجلى في نشاط القاعدة وداعش في الجنوب.
وهذان التنظيمان اعتدنا أن يكونا رأس الحربة في أي تدخل إيراني، فهما ينشطان في وجه أي قوة تصد قوة إيران ومطامع روسيا في المنطقة، ما يستفاد أيضا من تصريح وزير خارجية إيران الأسبق ومستشار مرشد الثورة الخمينية، أن أولئك الذين صدعوا رؤوسنا بأن الحوثيين الأقلية التي تشبه الأقلية النصيرية بسوريا، ليست إلا حزباً سياسيا وحراكا وطنياً ،وأن علاقته بإيران هي علاقة دبلوماسية بحتة، وأن التحالف بالغ في إبراز خطر إيران ونيته الاستحواذ على اليمن.
وكانوا يقللون من تصريحات العسكريين الإيرانيين وبعض القوى الثورية ويعزونها إلى كونها لا تعبر إلا عن انفعالات من جهات شعبية غير رسمية، كذلك فالتوقيت كان قبيل وصول وزير الدفاع الروسي لطهران، الوقت الذي تشعر فيه إيران بمزيد من التبختر والاستعراض، بأنها أصبحت مسنودة من قوة عظمى ند للقوة الأمريكية المتخاذلة مع حلفائها.
أخيراً، هذه الخطوة الإيرانية لن يجهضها سوى أن ينهض اليمنيون، قبيل أن تشردهم نيات إيران وأطماعها ويحسموا الأمر سريعا ويجتثوا الورم الخبيث، ولا يقف الكثير منهم موقف المتفرج المحايد فالأمر جد خطير.