اشتراكي صنعاء في مواجهة الحزب الاشتراكي اليمني؟!
الساعة 09:44 صباحاً - 2015/10/04
خلال أيام الأسبوع الماضي أصدر الاشتراكي اليمني بيانين متناقضين. البيان الصادر عن صنعاء أعاد التذكير بحياد الحزب الموضوعي، كما يسميه أمينه العام، وأدان أطراف الصراع، طبقاً للغته الجديدة. أما البيان الصادر عن اشتراكي تعز فدعا لشن مزيد من الحرب ضد تحالف صالح والحوثي، معيداً التذكير بانخراطه في صفوف المقاومة المسلحة. أكد اشتراكي تعز إنه لن يقبل "المساومة" على دماء الشهداء، بينما أعاد اشتراكي صنعاء تأكيده على موقفه النهائي مما يجري في اليمن: العودة إلى اتفاق السلم والشراكة. ذلك الاتفاق الذي وقع الحوثي على ملحقه الأمني بعد أن استكمل السيطرة على العاصمة.
بالعودة إلى العام ٢٠١٤، العام الأكثر سوءاً في التاريخ اليمني المعاصر، سنعثر على الاشتراكي وهو يشق طريقه يميناً. كانت تلك المرة الثانية التي يتجه فيها الاشتراكي يميناً، بعد صحبة طويلة قضاها في معية حزب الإصلاح. يمكن اعتبار الإصلاح يمين الوسط، فهو حزب يخوض السياسة حتى الآن وفقاً لشروطها المادية. غير أن الحوثيين يقعون في الطرف القصي لليمين. فالوثيقة الفكرية والثقافية التي أصدرتها الجماعة في العام ٢٠١٢ حددت موقفها من الدولة والتاريخ والمجتمع والعالم. قالت الوثيقة إن الحكم حصري في ورثة الكتاب، آل الرسول، حتى قيام الساعة، وأن المجتمع ليس متجانساً بل طبقات، وأن آل البيت هم الطبقة الأرقى وفقاً لنصوص القرآن. الحوثية، إذن، هي اليمين الذي ليس بعده يمين. تلك الصورة الطبقية الموغلة في الماضي، وفي الوحشية البشرية، هي الصديق الجديد لاشتراكي صنعاء.
عندما انهارت البوابة الشمالية لصنعاء، عمران، لزم الاشتراكي الصمت. لم يكن مجرد صمت، فوفقاً لتقرير نشرته البي بي سي فقد خاضت قيادات اشتراكية الحرب ضمن ميليشيات الحوثي. استفز التقرير اشتراكي صنعاء، ومثقفي اليسار الماركسي. قطع الحزب حاجز صمته، فجأة، وذهب يحطم علاقاته مع القوى السياسية المهزومة، حد وصف افتتاحية صحيفته، كما لو كان يريد أن يقول: لقد وجدت أصدقاء جدد. في متاهة الحزب الأخيرة، متاهة ما بعد ٩٤، بحث الحزب دائماً عن كتفين ليصعد عليهما، ولم يجد سوى العروض اليمينية في طريقه. قبل عامين أقيم مؤتمر لقوى اليسار في صنعاء تحدث فيه نعمان، أحد الآباء المؤسسين للحزب، عن فرصة لتحالف جديد. غير أن طريق اليسار الناصري، مع تعقد المشهد اليمني، اختلف عن اليسار الماركسي وتناقض معه. انخرط اليسار الناصري في الحرب ضد الحوثيين، وقبل الحرب انفرد الناصري بمواجهة الحوثية على كل المستويات. كانت جلسات الحوار قد شهدت صراعاً ناصرياً حوثياً بلغ حد تهديد الحوثيين لقيادات الناصرية بالتصفية الجسدية.
بدت الاختيارات الجديدة للاشتراكي واضحة: التخلي عن شراكته مع الحزب الإسلامي السياسي، الإصلاح، والاقتراب خطوة من جماعة إسلامية مسلحة لا علاقة لها بالسياسة، لكن كتفيها كافيتان لحمله. في حفلة الوداع التي أقامها الأمين العام السابق للاشتراكي اختير الحوثيون لإلقاء كلمة مطولة نيابة عن قوى السياسة في البلد. أما الأمين العام المغادر فأعلن من هناك انتهاء اللقاء المشترك، قائلاً إن طريقه واضح وهو طريق السياسة بلا عنف، ومن أراد أن يحلق بنا فليفعل. كان واضحاً، كما تقول كلمة الحوثيين، أنهم صاروا الشركاء الجدد، وأن الرفاق اليساريين قد وجدوا في اليمين المسلح صديقاً، وأن الطريق الذي بلا عنف هو أيضاً طريق الحوثيين وفقاً لتلميحات الأب المؤسس! وأنهم لذلك السبب كانوا الأنسب لإلقاء خطاب القوى السياسية في مؤتمر الحزب العام.
انتقلت كوكبة من نخبة الاشتراكي إلى اليمين الأقصى وقادت الجماعة الحوثية سياسيا وإعلامياً، محتفظة بعضويتها في الحزب حتى مراحل متأخرة من زمن الحرب الراهنة. بينما عمل الأمين العام الجديد للحزب، السقاف، ك "عرضحالجي" للجماعة المسلحة. وفي المبادرة التي قدمها الحزب إلى جمال بن عمر، بعد سقوط صنعاء، طالب بصيانة مكتسبات النضال الوطني، وتراكماته، ومنها ما حدث في ٢١ من سبتمبر. في ذلك اليوم المقصود سقطت الجمهورية اليمنية وسيطر الحوثيون والتشكيلات العسكرية المساندة لصالح على العاصمة ومؤسسات الدولة. من وقت لآخر ذهب محررو صحيفة الثوري، لسان الحزب، يذكرون القارئ بالمنجز الحوثي النادر المتمثل في القضاء على قوى النفوذ في معرض نقدهم لحروب الحوثي الأخيرة.
تاريخياً كانت قوى النفوذ سلسلة لامتناهية من المفاتيح الاجتماعية، وتلك كانت منتشرة أفقياً في الأرجاء وتنتهي رأسياً في قبضة صالح بالطريقة التي تخيلها المفكر الفرنسي لابويسي قبل أربعة قرون. عبر تلك المفاتيح سيطر صالح على المجتمع، ومع التحول إلى الديموقراطية هيمنت تلك المفاتيح على المجال السياسي.
باقتراب الحوثيين من صنعاء ذهب صالح يسلم تلك الترسانة الاجتماعية كلها لحليفه الجديد، الحوثي. في حروبه الجديدة، حروب ما بعد ٢١ سبتمبر، استخدم الحوثي أجهزة الدولة وشبكات صالح وراح يضرب بها في كل الجهات. عملياً يمكن القول إن الحوثي منح قوى النفوذ قبلة الحياة، إذ كانت قد ارتبكت على نحو كبير مع ثورة فبراير، وجاءت مخرجات الحوار الوطني لتضع حداً لكل الفاعلين غير الرسميين في البلد مفسحة الطريق لنشوء المؤسسة وهيمنتها. للاشتراكي طريقه في رؤية ما يجري في اليمن، فهو يعتقد أن هذه الصورة لا تقول الحقيقة، وأن الحقيقة شيء آخر: لقد قوض الحوثي قوى النفوذ وحرر البلد من هيمنتها، كما منح الرئاسة متنفساً جديداً، طبقاً لتعبير إعلامي اشتراكي سابق.
تكررت مبادرات وبيانات الاشتراكي خلال الأشهر الماضية. كانت تشير إلى الأحداث بلغة ذات طابع إنشائي، ولا تشير إلى الفاعلين. بينما صدرت بيانات متسلسلة عن اشتراكي تعز وعدن تصف الحوثيين بالانقلابيين وتدعو لحمل السلاح في مواجهتهم. الذين توفر لهم ما يكفي من الوقت للانشغال بقراءة بيانات الاشتراكي إبان الحرب وجدوا أنفسهم بإزاء نسختين شديدتي التناقض من الحزب: نسخة في قبضة الحوثي، ونسخة في قبضة المقاومة.
المحاولة الأولى لولد الشيخ تمثلت في دعوة "الحكومة والمتمردين" للحوار في جنيف. طالب الحوثيون بتعديل صيغة الدعوة، شكلياً، ونالوا ذلك. أما الاشتراكي فاختار أن يشق طريقه إلى جنيف ضمن الوفد الذي وصفته الصيغة الأولى من الدعوة الأممية بالمتمردين.
مثل تحرير عدن ورطة عميقة للاشتراكي. قبل أعوام قال نعمان، الأمين السابق، إن على الاشتراكي مسؤولية أخلاقية تجاه الجنوب فهو من جاء به إلى الوحدة. لكن الجنوب وقع في ما هو أسوأ: حروب الحوثي. في الثالث والعشرين من يوليو الماضي أصدر الاشتراكي بياناً متناقضاً، بعد عشرة أيام من تحرير عدن، قال فيه أنه تلقى خبر تحرير عدن بغبطة بالغة. استغرق اشتراكي صنعاء عشرة أيام حتى يتمكن من التعبير عن غبطته تلك، مما عرضه لهجوم جنوبي كبير. كعادة الاشتراكي فقد أسمى المهزوم في عدن "أنصار الله"، مستخدماً الإحالة القدسية التي يفضلها الحوثيون، بينما استخدم اشتراكي عدن وصف "الإرهابيون" في بيان صادر من المدينة. عاد اشتراكي صنعاء في النصف الثاني من البيان للقول إن ما يجري لم يكن سوى "صراع قوى على امتلاك السلطة واحتكارها". لم ينس، كالعادة، أن يقول إن العودة إلى اتفاق السلم والشراكة "سيساعد في استعادة الدولة بسلطة شرعية تشاركية".
تقول لغة الاشتراكي في بيان "الغبطة" الشهير إن حروب الحوثي في الضالع وعدن وتعز حدثت ضمن صراع قوى على امتلاك السلطة. وحتى الآن يعجز الاشتراكي عن تحديد ماهية القوة التي واجهت الحوثيين في عدن سعياً لاحتكار السلطة، وامتلاكها. في بيان "الغبطة" ساوى الاشتراكي بين المقاومة في عدن والحوثيين في المقدمات، وامتدح المنتصر كعادته.
البيانان الأخيران للحزب، الصادرين من تعز وصنعاء، تحدثا عن الحوثيين بلغتين متناقضتين: فهم الجماعة الإرهابية التي ينبغي حصارها وهزيمتها عسكرياً وسياسياً، كما يقول بيان تعز. وهم مجرد قوة سياسية جُرت بالخطأ إلى خطوط القتال، كما يقول بيان صنعاء.
ثمة، إذن، حزبان للاشتراكي لا يختلفان في فهمهما للمشهد وحسب، بل أبعد من ذلك: فبينما يدعو الحزب إلى القتال في تعز ضد الحوثيين، يسافر اشتراكي صنعاء ويعود، ضمن وفودهم..
بالعودة إلى العام ٢٠١٤، العام الأكثر سوءاً في التاريخ اليمني المعاصر، سنعثر على الاشتراكي وهو يشق طريقه يميناً. كانت تلك المرة الثانية التي يتجه فيها الاشتراكي يميناً، بعد صحبة طويلة قضاها في معية حزب الإصلاح. يمكن اعتبار الإصلاح يمين الوسط، فهو حزب يخوض السياسة حتى الآن وفقاً لشروطها المادية. غير أن الحوثيين يقعون في الطرف القصي لليمين. فالوثيقة الفكرية والثقافية التي أصدرتها الجماعة في العام ٢٠١٢ حددت موقفها من الدولة والتاريخ والمجتمع والعالم. قالت الوثيقة إن الحكم حصري في ورثة الكتاب، آل الرسول، حتى قيام الساعة، وأن المجتمع ليس متجانساً بل طبقات، وأن آل البيت هم الطبقة الأرقى وفقاً لنصوص القرآن. الحوثية، إذن، هي اليمين الذي ليس بعده يمين. تلك الصورة الطبقية الموغلة في الماضي، وفي الوحشية البشرية، هي الصديق الجديد لاشتراكي صنعاء.
عندما انهارت البوابة الشمالية لصنعاء، عمران، لزم الاشتراكي الصمت. لم يكن مجرد صمت، فوفقاً لتقرير نشرته البي بي سي فقد خاضت قيادات اشتراكية الحرب ضمن ميليشيات الحوثي. استفز التقرير اشتراكي صنعاء، ومثقفي اليسار الماركسي. قطع الحزب حاجز صمته، فجأة، وذهب يحطم علاقاته مع القوى السياسية المهزومة، حد وصف افتتاحية صحيفته، كما لو كان يريد أن يقول: لقد وجدت أصدقاء جدد. في متاهة الحزب الأخيرة، متاهة ما بعد ٩٤، بحث الحزب دائماً عن كتفين ليصعد عليهما، ولم يجد سوى العروض اليمينية في طريقه. قبل عامين أقيم مؤتمر لقوى اليسار في صنعاء تحدث فيه نعمان، أحد الآباء المؤسسين للحزب، عن فرصة لتحالف جديد. غير أن طريق اليسار الناصري، مع تعقد المشهد اليمني، اختلف عن اليسار الماركسي وتناقض معه. انخرط اليسار الناصري في الحرب ضد الحوثيين، وقبل الحرب انفرد الناصري بمواجهة الحوثية على كل المستويات. كانت جلسات الحوار قد شهدت صراعاً ناصرياً حوثياً بلغ حد تهديد الحوثيين لقيادات الناصرية بالتصفية الجسدية.
بدت الاختيارات الجديدة للاشتراكي واضحة: التخلي عن شراكته مع الحزب الإسلامي السياسي، الإصلاح، والاقتراب خطوة من جماعة إسلامية مسلحة لا علاقة لها بالسياسة، لكن كتفيها كافيتان لحمله. في حفلة الوداع التي أقامها الأمين العام السابق للاشتراكي اختير الحوثيون لإلقاء كلمة مطولة نيابة عن قوى السياسة في البلد. أما الأمين العام المغادر فأعلن من هناك انتهاء اللقاء المشترك، قائلاً إن طريقه واضح وهو طريق السياسة بلا عنف، ومن أراد أن يحلق بنا فليفعل. كان واضحاً، كما تقول كلمة الحوثيين، أنهم صاروا الشركاء الجدد، وأن الرفاق اليساريين قد وجدوا في اليمين المسلح صديقاً، وأن الطريق الذي بلا عنف هو أيضاً طريق الحوثيين وفقاً لتلميحات الأب المؤسس! وأنهم لذلك السبب كانوا الأنسب لإلقاء خطاب القوى السياسية في مؤتمر الحزب العام.
انتقلت كوكبة من نخبة الاشتراكي إلى اليمين الأقصى وقادت الجماعة الحوثية سياسيا وإعلامياً، محتفظة بعضويتها في الحزب حتى مراحل متأخرة من زمن الحرب الراهنة. بينما عمل الأمين العام الجديد للحزب، السقاف، ك "عرضحالجي" للجماعة المسلحة. وفي المبادرة التي قدمها الحزب إلى جمال بن عمر، بعد سقوط صنعاء، طالب بصيانة مكتسبات النضال الوطني، وتراكماته، ومنها ما حدث في ٢١ من سبتمبر. في ذلك اليوم المقصود سقطت الجمهورية اليمنية وسيطر الحوثيون والتشكيلات العسكرية المساندة لصالح على العاصمة ومؤسسات الدولة. من وقت لآخر ذهب محررو صحيفة الثوري، لسان الحزب، يذكرون القارئ بالمنجز الحوثي النادر المتمثل في القضاء على قوى النفوذ في معرض نقدهم لحروب الحوثي الأخيرة.
تاريخياً كانت قوى النفوذ سلسلة لامتناهية من المفاتيح الاجتماعية، وتلك كانت منتشرة أفقياً في الأرجاء وتنتهي رأسياً في قبضة صالح بالطريقة التي تخيلها المفكر الفرنسي لابويسي قبل أربعة قرون. عبر تلك المفاتيح سيطر صالح على المجتمع، ومع التحول إلى الديموقراطية هيمنت تلك المفاتيح على المجال السياسي.
باقتراب الحوثيين من صنعاء ذهب صالح يسلم تلك الترسانة الاجتماعية كلها لحليفه الجديد، الحوثي. في حروبه الجديدة، حروب ما بعد ٢١ سبتمبر، استخدم الحوثي أجهزة الدولة وشبكات صالح وراح يضرب بها في كل الجهات. عملياً يمكن القول إن الحوثي منح قوى النفوذ قبلة الحياة، إذ كانت قد ارتبكت على نحو كبير مع ثورة فبراير، وجاءت مخرجات الحوار الوطني لتضع حداً لكل الفاعلين غير الرسميين في البلد مفسحة الطريق لنشوء المؤسسة وهيمنتها. للاشتراكي طريقه في رؤية ما يجري في اليمن، فهو يعتقد أن هذه الصورة لا تقول الحقيقة، وأن الحقيقة شيء آخر: لقد قوض الحوثي قوى النفوذ وحرر البلد من هيمنتها، كما منح الرئاسة متنفساً جديداً، طبقاً لتعبير إعلامي اشتراكي سابق.
تكررت مبادرات وبيانات الاشتراكي خلال الأشهر الماضية. كانت تشير إلى الأحداث بلغة ذات طابع إنشائي، ولا تشير إلى الفاعلين. بينما صدرت بيانات متسلسلة عن اشتراكي تعز وعدن تصف الحوثيين بالانقلابيين وتدعو لحمل السلاح في مواجهتهم. الذين توفر لهم ما يكفي من الوقت للانشغال بقراءة بيانات الاشتراكي إبان الحرب وجدوا أنفسهم بإزاء نسختين شديدتي التناقض من الحزب: نسخة في قبضة الحوثي، ونسخة في قبضة المقاومة.
المحاولة الأولى لولد الشيخ تمثلت في دعوة "الحكومة والمتمردين" للحوار في جنيف. طالب الحوثيون بتعديل صيغة الدعوة، شكلياً، ونالوا ذلك. أما الاشتراكي فاختار أن يشق طريقه إلى جنيف ضمن الوفد الذي وصفته الصيغة الأولى من الدعوة الأممية بالمتمردين.
مثل تحرير عدن ورطة عميقة للاشتراكي. قبل أعوام قال نعمان، الأمين السابق، إن على الاشتراكي مسؤولية أخلاقية تجاه الجنوب فهو من جاء به إلى الوحدة. لكن الجنوب وقع في ما هو أسوأ: حروب الحوثي. في الثالث والعشرين من يوليو الماضي أصدر الاشتراكي بياناً متناقضاً، بعد عشرة أيام من تحرير عدن، قال فيه أنه تلقى خبر تحرير عدن بغبطة بالغة. استغرق اشتراكي صنعاء عشرة أيام حتى يتمكن من التعبير عن غبطته تلك، مما عرضه لهجوم جنوبي كبير. كعادة الاشتراكي فقد أسمى المهزوم في عدن "أنصار الله"، مستخدماً الإحالة القدسية التي يفضلها الحوثيون، بينما استخدم اشتراكي عدن وصف "الإرهابيون" في بيان صادر من المدينة. عاد اشتراكي صنعاء في النصف الثاني من البيان للقول إن ما يجري لم يكن سوى "صراع قوى على امتلاك السلطة واحتكارها". لم ينس، كالعادة، أن يقول إن العودة إلى اتفاق السلم والشراكة "سيساعد في استعادة الدولة بسلطة شرعية تشاركية".
تقول لغة الاشتراكي في بيان "الغبطة" الشهير إن حروب الحوثي في الضالع وعدن وتعز حدثت ضمن صراع قوى على امتلاك السلطة. وحتى الآن يعجز الاشتراكي عن تحديد ماهية القوة التي واجهت الحوثيين في عدن سعياً لاحتكار السلطة، وامتلاكها. في بيان "الغبطة" ساوى الاشتراكي بين المقاومة في عدن والحوثيين في المقدمات، وامتدح المنتصر كعادته.
البيانان الأخيران للحزب، الصادرين من تعز وصنعاء، تحدثا عن الحوثيين بلغتين متناقضتين: فهم الجماعة الإرهابية التي ينبغي حصارها وهزيمتها عسكرياً وسياسياً، كما يقول بيان تعز. وهم مجرد قوة سياسية جُرت بالخطأ إلى خطوط القتال، كما يقول بيان صنعاء.
ثمة، إذن، حزبان للاشتراكي لا يختلفان في فهمهما للمشهد وحسب، بل أبعد من ذلك: فبينما يدعو الحزب إلى القتال في تعز ضد الحوثيين، يسافر اشتراكي صنعاء ويعود، ضمن وفودهم..
نسعد بمشاركتك
إضافة تعليق