"أنا أرى الله في الزهور، وأنتم ترونه في القبور"
قالها الشهيد بإذن الله عمر محمد باطويل، وذهب سريعاً إلى الله.
اللهم إن هذا القول لا يقوله إلا العارفون بك، أهل السر، أهل الحضور التام، والرحمة والبركات.
قدر لي ألا أعرف عمر إلا يوم مقتله على يد كهنة المسلمين.
الذين وقفوا على باب الجنة يدخلون فيها من يشاؤون، ويمنعون من لا يريدون.
سبعة عشر عاماً عاشها عمر، لكنه فيها وصل إلى الله.
كثيرون عاشوا أطول فترة منه، ولم يتجاوزوا أجسادهم.
عمر الذي قتله الجاهلون أمس في عدن، لأنه كفر بهم لا بالله.
عمر كان آخر أوليائنا الصالحين، كان شيخ الطريقة، وقطب الحقيقة، ومنهج السالكين.
كان من أهل الكشف واللطف والعطف والحب، الذين وقفوا على أسرار الحقائق الكبرى.
من قال إن الرجال لا يبكون!؟
هأنا أبكيك، كما بكيتُ الراعية من قبل يا عمر!
أنت الذي لم أعرفك إلا يوم استشهادك أيها الولي الكبير.
كانت الراعية تقول: الحياة لا تعطي الناس أقدارهم، الموت وحده يفعل.
وهأنت ذا بموتك ملء سمع السماء والأرض، بعد أن كنت في حياتك بعيدا عن أضواء الشاشات الحارقة.
أنت بالطبع لم تلتق الراعية التي قالت لي يوما: ما عرف الله من حدَّث أنه يعرفه.
لا تقلق أيها الحبيب، سترى الراعية هناك، في المرعى الأخضر، على شاطئ الواد الأيمن، تحت السنديانة.
هي تنتظرني بقهوة الأصيل منذ فترة.
قهوتها "شاذلية" النكهة.
وطريقتها في الوصول إلى الخالق، خدمة المخلوق.
سبقتني إليها أيها الواصل إلى الله.
أما الذين قتلوك فكأني بك قلت لهم: اللهم هؤلاء عبادك أتوا لقتلي تقرباً إليك. اللهم اغفر لهم.
إلى لقاء قريب يا عمر.
عمر آخر الأولياء
الساعة 03:30 مساءاً - 2016/04/27
نسعد بمشاركتك
إضافة تعليق