تعز... بين فترتين

كنت في تعز قبل أشهر، وأقصد المدينة المحاصرة، ذلك أنني من أرياف تعز، مكثت فيها أكثر من شهرين، عايشت خلالهما مجازر المليشيات في أحياء الكويت و26 سبتمبر والضبوعة، وكانت المقاومة والجيش الوطني يعانيان من ضعف الإمدادات، وربما انعدامها. 
على رغم كل الحصار تجد الإنسان في هذه المدينة مؤمناً بحتمية الانتصار، مهما كانت صعوبة الأوضاع، يرفد المقاومة والجيش الوطني بما يستطيع. 
بعد تلك الفترة، تم تحرير مناطق مهمة واستراتيجية في المدينة، وهي الحصب ووادي الدحي وبير باشا والمطار القديم وجزء من منطقة الضباب، وهو الجزء الأكبر، وتم تحرير كثير من المرتفعات التي كانت المليشيات الإجرامية تستهدف المواطنين بالقنص والقصف منها. وفي الفترة الثانية، وهي هذه التي أعيشها، بدت ظروف المعاناة أقسى في جوانب كثيرة للمقاومة وللمواطنين، وجرائم المليشيات ما زالت تتواصل، تضرب الأسواق وأماكن تجمعات المواطنين، ورجال المقاومة الشعبية يصدّون هجماتهم على المدينة في جبهات المواجهة المختلفة، وخصوصاً الشرقية والشمالية، ويضطر شباب المقاومة للرد على هجمات المليشيات الحوثية العفاشية بهجوم مضاد، وإخراج المليشيات من مواقع تمركزها التي تمكنها من شن هجمات على المقاومة، وعلى بعض أجزاء المدينة المنكوبة والمحاصرة. 
صمود تعز أسطوري خيالي، لم يكن يتوقعه قادة المليشيات الحوثية العفاشية، وها هو رمضان آخر يأتي وتعز تحت القصف، لكنها تزداد قوة وثباتاً وإصراراً على تحرير ترابها من دنس المليشيات الطائفية والقبلية الآتية من شمال الشمال.

نسعد بمشاركتك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص