تستمر الجماعات المتصارعة في اليمن في ارتكاب جرائمها بحق الطفولة، فلم تكتف بسقوطهم قتلى جرّاء حروبها العبثية، بل راحت، ومن دون وازع من ضمير تجنّدهم في صفوفها، وتقود بهم مئات المعارك، بعد أن انتزعتهم من أحضان أمهاتهم، مستغلةً الفقر والجهل والحرمان من التعليم، كما أنّها خدعتهم بشعاراتٍ كثيرة مزيفة، لتحقّق مأربها على جماجمهم.
لم تكتف هذه الجماعات، للأسف، بما تعانيه الطفولة في اليمن أصلًا، من عدوان وسوء تغذية، ومن حرمانهم من وجود الحدائق والمتنزهات، ومن تكليفهم بأعمال حقيرة لكسب لقمة العيش، بل راحت تبحث عن قرابين لحروبها الطائشة، ضد النسيج الوطني. وهنا، لا يمكن إلا أن أقول الحقيقة، وأتهم كل الجماعات المسلحة، من كل الأطراف، بالزجّ بأطفال اليمن إلى جحيم الصراع.
المكان الطبيعي للطفل هو المدرسة والبيت والحديقة وحصّة الرسم وحصّة الموسيقى، كما ينعم الأطفال في الدول التي تحترم إنسانية الإنسان، ولا تسلبه حقه في العيش الكريم، حقه في الحياة، حقه في أن يكون بعيداً من الأخطار التي للأسف تذبحه من الوريد إلى الوريد.
ولا زلت أتذكر رجلاً قانونياً، قلت له: ما ترتكبوه بحق الطفولة، بإدخالها إلى مهرجان القتل المفتوح خطأ كبير، بل جريمه تتحمّلون مسؤوليتها. كان رد فعله لا يوّقر حتى القانون الذي تشرّبه في الجامعة، رجل قانون وقاض يقضي بين الناس، قال أنّ الإمام علي كان صغيراً عندما نام في فراش الرسول صلي الله عليه وسلم! انظروا كيف يخدعون الناس، بدليل لا يصلح دليلاً، علماً أنّ الإمام علي نام وصحى، أمّا أطفال اليمن فتقودهم إلى نوم أبدي.
على الأسرة اليمنية مسؤولية عظيمة في حماية أطفالها من الحروب، بإبعادهم عن استغلال الجماعات الدينية التي أحرقت الزهور بنيران سلاحها المأخوذ من جيش الدولة، فعلى كل أب أو أم يقع واجب حماية الطفولة، من براثن تجار الحروب. على المثقفين توعية الناس بمخاطر الحرب وضررها على الطفولة، وعلى رجال الإعلام عدم السكوت على استخدام الأطفال في الحروب من قبل الجماعات المسلحة، كي لا تشارك في الجريمة.
وللجماعات المليشاوية، أقول" أيّ شرف أبقيتم عليه، وقد حوّلتم بلداً جميلا، وطفولةً واعدةً إلى هدف لعبثكم، اتقوا الله في أطفال اليمن، دعوهم بعيداً من حروبكم وعبثكم وانتهازيتكم.
يكفي أطفال اليمن ما يعانوه. يا ضمير العالم النائم: أنقذ أطفال اليمن من كماشة الجوع والوجع، ويا منظمات دولية تقدّم نفسها بوصفها مهتمة بالطفولة، دينوا تجنيد الأطفال في اليمن، أعيدوا البسمة إلى وجوه أطفال اليمن، وجنبّوهم حماقات حروب الجماعات.
أطفال اليمن ينتظرون مواقفكم لإيقاف نزيف دمائهم المتدفق، فهل من أمل؟
تجنيد الأطفال في اليمن
الساعة 11:00 صباحاً - 2016/07/25
نسعد بمشاركتك
إضافة تعليق