قبل عاصفة الحزم بـ ٢٤ ساعة كان تحت تصرف صالح حوالي ٧٦ لواءًا عسكرياً. وبحسب بيانات وخرائط الجيش اليمني ففي المنطقة الممتدة من المخا إلى التواهي كان تحت تصرفه حوالي ٢٤ لواءاً عسكرياً وأمنياً.
وكان يملك حزباً كبيراً متوغلاً في كل قرى ومدن اليمن، على هيئة شبكة مصالح متصاعدة بصورة هرمية تنتهي في ديوان صالح. وكان يملك إمبراطورية مالية ضاربة، وشبكة علاقات عربية واسعة.
كان يملك نصف الحكومة نظرياً، وكل الحكومة عملياً. وكان يسيطر على الخارجية برمتها من خلال شبكة مصالح سياسية واقتصادية تمتد على عشرات السفارات في الخارج.
وكان يملك حصانة سياسية ويحرك أوراقه الكبيرة في الجنوب والشمال على نحو سواء.
كان يمثل الجزء الأبرز في الحقل السياسي، ولديه القدرة الكافية للعودة إلى الواجهة من خلال حزبه وشبكاته وحسم المشهد لصالح رابطته وعشيرته!
لو اختار طريق السياسة، أي الدهاء، لكان الآن يضحك ولكانت أمواله تسعه وتسع شبكته.
لكن ملك الثعابين استسلم لأحقاده، وسمح لهمجيته الضاربة في الجذور بالتجلي، وسلك طريق الضجيج والآلام. اختار أن يخوض حرباً ضد غيوم مليئة بالأشباح، وراح يعشو بسلاحه في بلد لا يؤمن سكانه بشيء قدر إيمانهم بمصانع البارود.
سيموت صالح بلا مأوى. فلكي يبني قصراً جديداً على غرار تلك التي دمرتها مقاتلات التحالف سيلزمه، على الأقل، عشرة أعوام فيما لو شرع في البناء هذا الصباح. سيكون، عند افتتاح قصره، قد بلغ الخامسة والثمانين من العمر، وربما قد نفق قبل ذلك.
نهاية مستحقة لملك الثعابين
الساعة 09:09 صباحاً - 2016/08/06
نسعد بمشاركتك
إضافة تعليق