مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، في جينيف، هو ساحة المعركة.
الهدف الأساسي لمن يطالب بتحقيق دولي، هو النيل من السعودية، مع جهدها الحربي لدعم الشرعية في اليمن.
رأس الحربة لمهاجمة السعودية، في معركة جينيف، هي القوى الناعمة في العالم وهي عريضة ومتعددة الألوان والأغراض والإهتمامات. ويأتي على رأسها الهيومان رايتس واتش والمنظمات غير الحكومية العاملة في مجال حقوق الإنسان والقوى الليبرالية واليسارية وكل الجمعيات الناشطة في مجال الجنوسة وحرية المرأة والحريات الشخصية.
ولقد قررت كل هذه المنظمات والقوى، التي تعتبر نفسها في معركة "شخصية" مع السعودية أن تنال منها في ساحة حرب اليمن.
سبب حرب اليمن، هي إنقلاب مسلح قام به تحالف الحوثي وصالح، على عملية سياسية إنتقالية توافقية ورئاسة منتخبة شرعية، في ٢١ سبتمبر ٢٠١٤.
قام الحوثي بتدمير المساجد والمعاهد الدينية المنافسة واحتل المدن ونهب معسكرات الجيش لتسليح ميليشياته وأخفى المعارضين السياسيين والكتاب والصحفيين قسرياً، ويحاصر ويقصف مدينة تعز للعام الثالث على التوالي ويمارس إقتصاد السوق السوداء لتمويل مجهوده الحربي ويحتفظ بسكان اليمن كرهينة ويستدر عطف العالم بمأساتهم تحت إدعاء أن محنتهم سببها حرب التحالف في اليمن وتسبب في تشريد ونزوح الملايين داخل اليمن وخارجها والإيهام بأن إنقلابهم وحلفهم مع إيران ليس مشكلة اليمن.
أخطاء التحالف الذي تقوده السعودية، هي الأخطاء في الغارات الجوية التي تصيب المدنيين، عن سوء تقدير أو قلة كفاءة أو وقوعهم في أشراك من قبل الحوثي وصالح لإغوائهم أو إغرائهم بقصف أهداف تسيء إلى سمعتهم عند أبناء اليمن وعند كل أنحاء العالم.
الخطأ الثاني الكبير للتحالف الخليجي الداعم للشرعية، هو عدم القدرة على حسم حرب اليمن وفك الحصار على تعز، وتعاظم معاناة ومأساة اليمنيين، مما يخلق حالة سخط بين اليمنيين وأيضا في كل العالم.
القوى الليبرالية واليسارية والحقوقية، في العالم، ونتيجة جهد دؤوب طوال السنوات الثلاث الماضية، تستعمل الإنتقائية والإزدواجية في المعايير.
القوى الليبرالية واليسارية والحقوقية، في العالم تتجاهل جذر مشكلة اليمن وسببها الوحيد وهو إنقلاب الحوثي وصالح، وتتجاهل كل المخالفات الحقوقية والجرائم ضد الإنسانية التي يقوم بها الحوثي ، وتركز على أخطاء القصف الجوي للتحالف.
مثل كلاب الصيد التي تعزل أحد أفراد القطيع للقيام بالفتك به، تقوم جمعيات القوى الناعمة بتبرئة الحوثي وصالح وتصويرهما بأنهما الحمل البريء المعتدى عليه، وتقوم بتفكيك كل مظاهر مأساة اليمنيين وعزلها عن بعضها، للإنفراد بالسعودية وإدانتها والنيل منها.
هذا ليس دفاعا عن السعودية، فهي تستطيع الدفاع عن نفسها بنفسها.
هذا مجرد وصف لما يدور في جينيف، اليوم، من قبل الذين يقولون أنهم يعملون حباً لنا ولإنقاذنا.