في رمضان الماضي واثناء إقامتي بمصر قابلت في القاهرة صحفي يمني معروف كان قد استقال من الصحيفة التي يعمل فيها ونشر مقالا حول استقالته وقد حدثني هذا الزميل قال : " بعد نشري للمقال تواصل معي 3 من المسؤولين الإماراتيين وعرضوا علي اصدار صحيفة يومية من عدن وتعهدوا لي بدعم كبير وحماية ووو الخ يقول هذا الزميل :" يمكنني العودة إلى عدن وإصدار هذه الصحيفة بتمويل إماراتي ووفق الأجندة الإماراتية لكنني سأخسر نفسي وضميري ومهنيتي ورصيدي في الصحافة وسأعمل ضد الحقيقة وضد مصلحة وطني ولذا رفضت رغم حاجتي للمال والوظيفة في هذه الفترة الصعبة التي تمر بها اليمن " .
تذكرت ما قاله لي هذا الصحفي اليمني الحر بعد أن نشر الزميل نائف حسان صورة الصفحة الأولى من صحيفة " الشارع " بعد استئناف صدورها من عدن فقمت بالتعليق على عودة الصحيفة وبنفس سياستها السابقة وبنفس خطاب الانتقالي الفاشل ونغماته النشاز واسطواناته المشروخة فلم يعجب نايف حساني بتعليقي وضاق صدره برأيي الذي أختلف معه فحذف التعليق وحظرني رغم أنه صديق لي منذ حوالي 10 سنوات .
للأسف تمثل صحيفة " الشارع " توأمها المتوقفة " الأولى " إساءة كبيرة لمهنة الصحافة حيث تحولت لوسيلة للارتزاق على حساب الحقيقة ومصلحة الوطن بعد أن أصيب القائمون عليها بعمى الألوان فصاروا لا يرون سوى الإصلاح في هذه البلاد باعتباره المسؤول عن كل فساد والمدبر لكل شر وحملوه كل المسؤولية عن كل ما يحدث بينما غيره هم من الملائكة الكرام البررة وهذا الخطاب الممول من الإمارات هو خطاب فاشل يجافي المنطق والعقل والواقع لماذا ؟!
لأن الإصلاح مسؤول عما يحدث وهناك من القيادات العسكرية المحسوبة عليه غارقة في الفساد ولكنه ليس وحده غيره مسؤول ايضا وغارق في الفساد إلى أذنيه فلماذا لا ترى إلا فساد جهة وترى فساد غيرها انجازات وحسنات ؟!
حين تشيد بمسلحي أبو العباس وقوات عدنان الحمادي وتهاجم بقية الجيش الوطني في تعز باعتباره قوات الإصلاح وأساس كل المشاكل وسبب كل البلاوي وأولئك هم المرهم والعلاج وانزه من النزاهة واطهر من الطهارة فأنت تسقط نفسك في حفرة عميقة من المرفالة وتنزل إلى مستوى منشور مليشاوي لمسلح موتور في الانتقالي وليس خطاب صحيفة محترمة يفترض أن تعمل بمهنية وتوازن ، هذا الخطاب الساذج يضرب ما بقي لك من مصداقية يا نايف لأن الكل فاسد وغارق في الأخطاء ولا يوجد ملائكة وشياطين وكل له وعليه ويجب ان نتوحد جميعا للمطالبة بدولة تحاسب الكل وتضع الكل سواء أمام النظام والقانون .
صدقني قد تتعيش من الإمارات وتهاجم الإصلاح مثل الصحف التي يتبرزها مرتزقة الإمارات مثل " الأمناء " " يافع نيوز " و " عدن 24 " و" اليمن العربي" وغيرها ولكنك ستفقد ثقة الناس فيك أو ما بقي منها وستذهب الدراهم وسيبقى ما نشرت شاهدا عليك .
البارحة هاجمت مليشيا الانتقالي وبالسلاح الثقيل أحياء سكنية في دار سعد بجوارك بعدن وروعت الناس وأثارت الرعب والفوضى طوال ليلة أمس كما واقتحمت الأعراس وأحرقت منازل لمهمشين وشنت حملات اعتقال عشوائية فماذا كتبت عنها صحيفة الشارع ؟!
انها لم تجرؤ على أن تنتقدها بسطر واحد لأنها تعلم بمصير من ينتقد هذه المليشيا المسلحة حتى أحرقت عدن بمن فيها .
وعموما سواء صدرت " الشارع " من صنعاء أو من عدن فهي كعادتها بنت من يدفع وجارية سيدها الممول ولم تقدم يوما خطاب مهني محترم بل ظلت تمثل صحافة صفراء وطابور ارتزاق وإعلام حاقد لا يرى سوى جزء من الواقع ويتعامى عن رؤية الصورة الكاملة والحقيقة الوافية وبعيدا ما يكون عن المهنية والانحياز للوطن وقضاياه المصيرية واستهداف كل فاسد من أجل هذا الوطن وتحت شعار ضد الكل من أجل الجميع .
ختاما : قارنوا بين خطاب فتحي بن لزرق الذي أدرك الحقيقة وانحاز لها ويين وبين خطاب صحيفة " الشارع " هذا وستجدون الفرق بين الصحفي الحر والصحيفة التي تعمل وفق أجندة الممول على حساب الحقيقة والمهنية ومصلحة الوطن .
من تناقضات الإعلام الممول من الإمارات.. صحيفة "الشارع" أنموذجا!
الساعة 04:11 مساءاً - 2019/11/23
نسعد بمشاركتك
إضافة تعليق