تبني حملات إعلامية للدفاع عن المعتقلين اليمنيين في سجون مليشيا الحوثيين وصالح أو لفتح ممرات آمنة لدخول المساعدات والاحتياجات الإنسانية إلى مدينة تعز المحاصرة منذ 10 شهور، خلق رأي عام دولي ضاغط على قادة المليشيات لإطلاق سراح المعتقلين وفتح الممرات الآمنة.
صحيح أنها لا تزال تتبنى سلوكا مليشياويا ولا تأبه لأحد، بدءا من المناشدات الإنسانية والأعراف القبلية، وصولا إلى قرارات الأمم المتحدة؛ لأنها ليست سيدة قرارها، فمن وضع سياسة هذه الحركة وأهدافها يختفون وراء عمامات سوداء كقلوبهم.
تقول تقارير محلية ودولية أبرزها الرصد التوثيقي للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بجنيف إن مليشيا الحوثيين وصالح قامت حتى أكتوبر الماضي باختطاف 7049 شخصا، بينهم 2478 لا يزالون مختطفين حتى اللحظة، منهم 1910 مختفون قسريا ولا يُعلم شيء عن مكان وظروف اعتقالهم، غالبيتهم اختطفوا من العاصمة صنعاء.. نعم صنعاء التي كانت على مر التاريخ مدينة للعلم والمدنية رغم استعانة الأئمة الطغاة بوحشية القبائل المحيطة؛ لتشويه صنعاء وإخضاعها بقوة السلاح، إلا أنها كانت تخرج منتصرة في كل مرة.
وهؤلاء المختطفون لم يكونوا يحملون سلاحا أو يخططون لقتال أحد، بل إن 69% منهم تم اقتيادهم من داخل منازلهم أو مقرات عملهم، ومنهم من اُختُطِفَ من داخل شوارع وأحياء العواصم والمدن الرئيسية، وصنف ثالث تم احتجازهم كرهائن بعد عجزت المليشيا عــن الوصول إلى أقاربهم المطلوبين.
المليشيا التي يقودها أشخاص لم يعرفوا يوما الطريق إلى الأخلاق لن تستثني أحدا في طريق همجيتها، ومما وثقه "المرصد" أنها اختطفت 263 طفلا خلال 16 شهرا يتم استخدامهم كرهائن للضغط على أقاربهم النافذين حتى لا يؤيدوا الشرعية أو يقاموا الحركة الحوثية.
واختطفت المليشيا 3 من ذوي الاحتياجات الخاصة، بينهم "عبدالكريم الضبياني" الذي تعرض للضرب المبرح ثم تم وضعه في مدرسة الشرطة؛ ليصبح درعا بشريا لجلاديه، وطعما لطيران التحالف.. واختطاف 4 نساء واحدة من إب وثلاث من العاصمة، وتم الإفراج عنهن لاحقا.
ولأن المقيمين في الظلام يخيفهم الضوء، فقد عمدوا إلى تفجير مصدري التنوير "المدارس والمساجد"، وقاموا باختطاف المشاعل المضيئة، وبما نسبته 65% من المختطفين هم من حملة شهادات البكالوريوس وما فوقها.. أما من يوثقون الحقيقة وينقلونها للرأي العام فقد عاشوا أسوأ لحظات أعمارهم في عهد المليشيا، وتم اختطاف 34 صحفيا ومصورا، بينهم مختفون قسريا وبينهم من اتخذته درعا بشريا كما فعلت مع الزميلين عبدالله قابل ويوسف العيزري، اللذين قضيا في مخزن سلاح استهدفه طيران التحالف.
هذا العدد الكبير وهذا الوضع المأساوي للمختطفين كان دافعا لحملتين إعلاميتين نفذها شباب اليمن في كل دول العالم، انطلقتا بتوقيت واحد، 25 يناير الجاري، الأولى انطلقت من أمام مقر الأمم المتحدة بنيويورك بتقارير وصور ووثائق وفيديوهات كلها مترجمة إلى 10 لغات تحت هاشتاغ #أطلقوا_المعتقلين
#Release_Detainees
، والثانية انطلقت من العاصمة السعودية الرياض بالأدوات ذاتها وبلغات عدة، تحت هاشتاغ #الحرية_للمختطفين #FreedomForAbductees
وهدفت الحملتان إلى خلق رأي عام ضاغط على صناع القرار الأممي؛ للضغط على قادة هذه العصابات المليشاوية؛ للإفراج عن آلاف المعتقلين الذين تم اختطافهم بقوة السلاح.
ولدينا نحن المقاومين للطغيان تجربة سابقة في هذه الحملات، فقد كانت الحملة
#ارفعوا_الحصار_عن_تعز، التي انطلقت قبل شهر بعشرين لغة، سببا في مجيء وفد من الأمم المتحدة لزيارة تعز لأول مرة منذ بدأ الحرب، وهناك رأوا ما يجعل الولدان شيبا.