بعد بضعة أشهر فقط من رفع آخر حظر كان مفروضا في العالم على قيادة المرأة للسيارات، تتجول السعودية سهيلة المؤمن بلا خوف في شوارع مدينة الدمام بسيارتها كسائقة في شركة كريم لخدمة نقل الركاب.
ويعتقد أن سهيلة، التي حصلت على رخصة لقيادة السيارات من دولة الكويت المجاورة للمملكة قبل نحو 25 عاما، أول امرأة تنضم لشركة كريم في المنطقة الشرقية، وفقا لرويترز.
وشجع شقيق سهيلة، وهو سائق بشركة "كريم" أيضا، أخته على العمل بالشركة، وتغلبت المرأة على مخاوفها الشخصية وهي تخطو أولى خطواتها مع الشركة التي تقدم للناس خدمة نقل الركاب.
وعلى الرغم من أن هذا هو الأسبوع الثاني فقط لسهيلة في شركة "كريم"، فقد قوبلت بترحيب حار من زبائنها وأفراد أسرتها على السواء.
وعن ذلك، قالت سهيلة المؤمن لتلفزيون "رويترز": "يعني لو تشوف شلون (كيف) اللي كانوا يركبون معاي، الحريم (النساء) كانوا مسويين ضجة، بصراحة رفعوا معنوياتي بالتباريك والأدعية والشيء يعني (وهكذا). وإحنا مبسوطين، ما إحنا مصدقين أصلا لما طلبنا بالبرنامج (تطبيق كريم) وطلع (ظهر) لنا حرمة (سيدة) الكل يقول خذانا (أخذنا) الفضول نبي (نريد) نعرف شنو يعني (كيف) الحُرمة(السيدة) اللي يعني صراحة خدمة حيل (كثير) إحنا راح نحصل خصوصية فيها، أريح لنا، حرمة تركب ويا حرمة واجد (كثيرا) أريح نفسيا يعني".
لكن راكبا رجلا قبل على مضض الركوب مع سهيلةـ بعد أن طلب سيارة أجرة من شركة "كريم" واكتشف أن السائق امرأة.
وعنه قالت سهيلة "واحد من الطلبات جاني ما أني غير ما أركز بالاسم طلع لي رجال من الجنسية العربية طبعا، أول ما جاء بيركب تفاجأ قال أنتي "كريم"؟ قلت له إي "كريم". كان يخطي خطوة قدام ووراء ومتردد يبلع في رياقه (يبلع ريقه) أنا أشوفه. فركب، لما قبل لا نوصل صراحة قال لي إني أنا أبارك لك ها الشي وبالعكس أنا كنت متخوف في البداية بس لمن شفت سواقتك مرتبة وما تسرعين وتمشين على الإشارات ونظامية صراحة أنا نزلت وأنا كلي سعادة وفخر إنه أنتِ بنت عربية مثلي وتسوقين في بلد محافظ مثل هذا".
وتوضح سهيلة (في الأربعينات من عمرها)، وهي أم لستة أبناء وتدير مركزا صغيرا للتجميل، أنها تعمل كسائقة مع "كريم" في أوقات فراغها.
وأضافت "أنا أم وعندي بيتي وعندي التزاماتي وعندي ارتباطاتي بالعائلة، فأكيد يعني ما أقدر مثل الرجال أشتغل أي وقت. فأنا حاطيتها (مهنة قيادة السيارات) مثل ما تقول مهنة إضافية والحمد لله والشكر، يعني أضافت لي إضافة حلوة تجربة حلوة، شيء جميل يعني صراحة أنك تتعامل توصل وتنزل والكل يركب معاك ويدعي لك ومبسوط".
وقالت زبونة لشركة "كريم" تدعى أبرار الحمادي: "طبعا أنا من أول دايما أطلب يعني كريم وما فيه طبعا عنصر نسائي، لكن صراحة يوم طلبت كريم وشفت عنصر نسائي مرة انبسطت. يعني راحة نفسية أكيد، أحس فيه ارتياح حيل كثير. وحيل (كثيرا) استأنست (سعدت) انه صراحة المرأة السعودية يعني في شتى المجالات صراحة خصوصا في السياقة لأن إحنا عنصر نسائي نحتاج ولا الكل (ليس الكل) يقدر يسوق طبعا".
وقال ماجنوس أولسن، الرئيس التنفيذي لشؤون التجارب والمؤسس المشارك لشركة "كريم" لموقع (زاوية) أوائل العام، إن الشركة بدأت بالفعل في تدريب نساء طموحات للعمل كسائقات معها وتخطط لاجتذاب ما يصل إلى مئة ألف سائقة سعودية بحلول يونيو حزيران 2019.
وأضاف في المقابلة التي أجريت معه في فبراير/شباط، أن نحو ألف امرأة سجلن بالفعل ليصبحن سائقات في "كريم".
وفي السعودية، رفعت قيود عديدة كانت مفروضة على النساء وذلك في إطار إصلاحات شاملة أدخلها ولي العهد محمد بن سلمان.
وتحاول المملكة تنويع موارد اقتصادها وتقليل الاعتماد على النفط من خلال خطة الإصلاح الاقتصادي (رؤية 2030) التي تضع هدفا لرفع مشاركة المرأة في القوى العاملة إلى 30 في المئة من 22 في المئة بحلول عام 2030.
ويمكن للنساء حاليا العمل في وظائف معينة في مجالي التجزئة والضيافة، وفي العام الماضي، عينت البورصة السعودية أول رئيسة لها هي سارة السهيمي.