مسرحيون في اب

في مدينة إب اليمنية.. مسرحيون "يصنعون البهجة"!

إب – عصام صبري:

منذ اللحظة الأولى للحرب في اليمن، تشكل واقع قاتم، أدى إلى تراجع ملفت لمختلف المجالات الفنية في محافظات عدة، بما فيها (المسرح)، غير أنه ظل قائماً في محافظة إب (وسط اليمن)، التي جعلتها الظروف بعيدة عن الصراع المسلح، واستطاع معها الشباب، خلق واقع يجسد حراكاً مسرحياً بذائقة متميزة، بعد تكوينهم فرقة “طج” الفنية، منذ العام العام 2013.

المشاهد- حشد جماهيري في فعالية فنية مسرحية بمدينة إب

ويقول مؤسس الفرقة طاهر الزهيري، لـ”المشاهد”: “تقدم الفرقة منذ تشكلها، أعمالاً مسرحية وفنية مختلفة، في ربوع محافظة إب، ونظراً للبدايات البسيطة والشحيحة، وانعدام أي نوع من الإمكانيات المساعدة، لم يتم توثيق، إلا القليل من أعمالها، إذ يتم عرض الأعمال المسرحية بدون أي مقابل، كما لم تسهم أية جهة في رفد أو تمويل الفرقة، أو الأعمال الفنية التي تقدمها”.


وعرضت الفرقة في العام 2013، قرابة 60 عرضاً مسرحياً ما بين قصير وطويل، في مختلف المدارس والجامعات والفعاليات والاحتفالات والمهرجانات في محافظة إب، وفي العام التالي حظيت الفرقة بحب ومتابعة قطاعات واسعة من الجماهير، فقدمت 100 عرض مسرحي ما بين قصير وطويل، وشاركت الفرقة في خيمة الحوار الوطني الشامل بمحافظتي إب وصنعاء، بالإضافة إلى إحيائها مناسبات، مثل اليوم العالمي للمسرح، بجهود ذاتية، وكذلك تم عرض 3 مسرحيات تلفزيونية، كانت إحداها مسرحية “نارك يا وطن”، التي تنبأت بالأحداث التي شهدتها اليمن مؤخراً قبل اندلاع الحرب، بحسب الزهيري.


وكان للفرقة نشاط مكثف  في 2016، حيث عملت قرابة 60 عملاً مسرحياً قصيراً وطويلاً، في مختلف الأماكن بمحافظات إب وصنعاء والمهرة، إلى جانب تقديم 55 عرضاً مسرحياً قصيراً (اسكتشات)، وعروض طويلة في مختلف المهرجانات الفنية والاحتفالات والفعاليات المتنوعة والأيام العالمية والبازارات المفتوحة والبرامج التثقيفية والتدريبية والحملات التوعوية والمشاريع الخيرية، وغيرها من المناسبات المختلفة، والمؤسسات والحدائق ومخيمات النازحين والمساحات الصديقة للطفل، والعديد من الأماكن على مستوى 4 محافظات في الريف والحضر، أبرزها مدينة إب، حيث المقر الرئيسي للفرقة، وفق تأكيد الزهيري، مشيراً إلى أن الفرقة تمكنت من عرض 57 عملاً فنياً، 42 في إب، 12 في المهرة، و3 في صنعاء، العام 2017، وفي 2018م بثت قناة “السعيدة” مسلسل “خواتيم” الذي أنتجته الفرقة عام 2017، بمشارك نجم الدراما اليمنية يحيى إبراهيم، وقد حظي بمشاركة جماهيرية فاقت التوقعات.


ويقول عضو فرقة “طج” المسرحية الفنان مأمون النظاري، لـ”المشاهد”: “لم تقتصر عروضنا على المنصات، بل قدمنا مسرحاً في الشارع وفي الأماكن العامة والخاصة، وعملنا منصة وخشبة وستاراً لتقديم العروض، ومسرحاً متنقلاً ومسرح دمى، وتنوعنا في هذا الفن الحي بكل الإمكانيات البسيطة”، مضيفاً أن فرقتهم تجاوزت الظروف القاهرة التي أنتجتها الحرب.


لكن فناني محافظة إب يعانون من عدم وجود بنية تحتية لإقامة الأنشطة المسرحية والفنية، فالمركز الثقافي هو المبنى الحكومي الوحيد الذي تقام فيه بعض العروض المسرحية التي يغلب عليها الطابع الرسمي، فيما تحتضن بعض القاعات والصالات الخاصة عروضاً مسرحية لفنانين آخرين.


ويرى الفنان طاهر الزهيري أن النشاط المسرحي في محافظة إب يعاني من صعوبات ومعوقات كثيرة، خاصة في ظل الأوضاع الاستثنائية التي تمر بها بلادنا، ومن الصعوبات كما يقول: عدم وجود ميزانية للأعمال المسرحية والفنية، لا من جهات رسمية ولا خاصة”، مضيفاً لـ”المشاهد”: “نحن لا نبيع تذاكر في العروض المسرحية، وإنما في المهرجانات العيدية فقط، وبقية العروض للجميع، دون تذاكر، وتتبنى ذلك جهة معينة، أو بعض العروض في احتفالات فعاليات أو مسرح متنقل أو غيره، أو عروض مستهدفة لجمهور معين، لذا نتمنى من الجهات المهتمة بالمسرح والفن، أن تدعم استمرار العروض المسرحية في المحافظة، وكل المناطق اليمنية”.

 

المشاهد نت