أرشيفية

هل تنجح الضغوطات الدولية في إيقاف معركة الحديدة؟

مازن فارس

شهدت مدينة الحديدة الساحلية (غربي اليمن)، خلال الساعات الماضية هدوء حذراً تزامنا مع زيارة وفد من الأمم المتحدة وضغوطات ومساع دولية تنفذها دول كبرى للضغط على التحالف والحكومة اليمنية للوصول إلى اتفاق مع الحوثيين لتسليم ميناء الحديدة.

 

وقالت مصادر في مدينة الحديدة، لـ "الحرف 28" إن وفدا أمميا رفيعا وصل إلى مدينة الحديدة اليوم الثلاثاء، في زيارة خاطفة استمرت لساعتين فقط، زار خلالها مقر منظمة الأغذية العالمي في المدينة واطلع على ميناء الحديدة، كما التقى قيادات في مليشيات الحوثي.

 

وضم الوفد الأممي "ديفيد بيزلي رئيس برنامج الغذاء العالمي، ليز غراندي منسقة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، وستيفن أندروسون المدير الإقليمي لبرنامج الغذاء في اليمن".

 

وأفاد سكان محليون توقف القصف المدفعي، بشكل مفاجئ خلال الساعات الماضية، فضلاً عن الاشتباكات في خطوط التماس بين قوات الجيش الوطني ومليشيات الحوثي عند شارع صنعاء وشارع الخمسين والتسعين في الشمال الشرقي من المدينة، وخط الساحل المتاخم للبوابة الغربية للجامعة ومدرسة النجاح في حي الربصا جنوبا.

 

وفي هذا الجانب يرى الصحفي اليمني، بسيم جناني، أن زيارة الوفد الأممي للحديدة في هذا التوقيت وبهذا الثقل، لها بعد سياسي أكثر مما هو إغاثي وهو الدور الرئيسي التي تلعبه منظمات الأمم المتحدة خاصة في ملف اليمن.

 

وأشار "جناني" في منشور له على فيسبوك إلى أن الزيارة تتزامن كذلك مع التحركات البريطانية والأوروبية التي تدعوا لوقف الحرب وعمليات معركة الحديدة على وجه الخصوص، ويتم فيها الحديث عن الوصول لإتفاق مع الحوثيين لتسليم ميناء الحديدة مع رفضهم تسليم المدينة وهو ماتصر عليه حكومة الرئيس هادي أن يكون التسليم للمحافظة بأكملها، وجاءت الزيارة لتقييم الوضع ميدانياً.

 

وأكد، جناني، أنه ورغم هذا الحراك الدولي، لازالت القوات المشتركة المدعومة من التحالف تعزز من تواجدها في المدينة، ومن الصعب الآن الحديث عن توقف المعركة بشكل نهائي، وأضاف لاصحة لأي إنسحاب عسكري للقوات المشتركة فجميع القوات في مواقعها الأمامية والتعزيزات تصل بشكل يومي.

 

يأتي ذلك تزامنا مع مساع دولية وأممية للضغط على التحالف العربي والحكومة اليمنية لإيقاف الحرب مع تعزيزات عسكرية للجيش الوطني الموالي للحكومة اليمنية لإستعادة ميناء الحديدة من قبضة الحوثيين الموالين لإيران.

 

ودعا المبعوث الأممي الى اليمن، مارتن غريفيث، جميع أطراف الصراع إلى التحلي بضبط النفس وخفض التصعيد العسكري، مشيراً على أن الأمم المتحدة مستعدة للتباحث مجددا مع الأطراف بشأن التوصل لاتفاق تفاوضي حول الحديدة.

 

وقال غريفيث في بيان نشره مكتب البعثة في اليمن، مساء اليوم الثلاثاء، إن خفض التصعيد خطوة مهمة لمنع المزيد من المعاناة الإنسانية وبناء بيئة أكثر تمكينًا للعملية السياسية.

 

وبين المبعوث الأممي أن الأمم المتحدة مستعدة للتباحث مجددا مع الأطراف بشأن التوصل لاتفاق تفاوضي حول الحديدة، من أجل حماية الميناء والحفاظ على تدفق المساعدات الإنسانية، مشيراً إلى أن الاستعدادات اللوجستية للتحضير لجولة المشاورات المقبلة "جارية".

 

وفي قت سابق اليوم الثلاثاء، قال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت ، إن فرص إجراء محادثات لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاثة أعوام ونصف العام في اليمن، صارت "أكثر واقعية" بعدما أكدت السعودية له استعدادها لإجلاء 50 مقاتلا حوثيا مصابا في إجراء لبناء الثقة.

 

وأوضحت الخارجية البريطانية في بيان صحفي أن "زيارة وزير الخارجية إلى الشرق الأوسط، والتي اجتمع خلالها بكبار القيادات في السعودية والإمارات والحكومة اليمنية، وتحدث إلى وزير الخارجية العماني، ساهمت في تحسين التفاهم بشأن الخطوات التي ستؤدي إلى وقف العمليات القتالية".

 

وقال البيان إن وزير الخارجية عقد "محادثات بناءة حول سبل خفض التصعيد وتقليل التوترات، وشدد بوضوح على ضرورة أن يكون لكلا الطرفين دور في تدابير بناء الثقة"، مشيراً إلى أن المملكة المتحدة ستواصل المباحثات مع الشركاء بشأن سبل دعم مجلس الأمن لجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث في العملية السياسية، وتحسين الوضع الإنساني.

 

واشتدّت المواجهات في الحديدة في الأوّل من تشرين الثاني/نوفمبر، إثر عملية عسكرية أطلقتها قوات الجيش الوطني مدعومة بقوات التحالف العربي، للسيطرة على ميناء ومدينة الحديدة الاستراتيجية الساحلية الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.

 

وقالت القوات الحكومية وقوات المقاومة المشتركة إنها تمكنت خلال العملية العسكرية من تحرير العديد من المناطق وأصبحت على بعد نحو 5 كم من ميناء الحديدة الدولي بعد تقدمها في شارع 90 واقترابها من (خط الشام) الرابط بين مديرية حرض بمحافظة حجة ومدينة الحديدة.

 

لكن تحركات أمريكية وغربية متزامنة تقودها الدبلوماسية البريطانية كثفت نشاطها خلال اليومين الماضيين لإيقاف الهجوم مستخدمة الذرائع الإنسانية.

 

ويرى مراقبون أن هذه التحركات تستغل تضارب أجندة التحالف العربي وضعف الحكومة الشرعية وافتقاد الجميع لاستقلالية القرار بخصوص المعركة برمتها مع الحوثيين ومن خلفهم إيران.

 

ويتساءل اليمنيون: هل ينجح الضغط الاممي والدولي في وقف حسم معركة تحرير الحديدة ومضاعفة معاناة السكان في ظل حالة اللاحرب واللاسلم التي دمغت الحرب اليمنية واستئناف مشاورات سلام باتت مسلسلا للفشل؟

 

الحرف28