أرشيفية

اليمن: هدوء حذر في الحديدة قبيل اجتماع هام لمجلس الأمن

قالت مصادر عسكرية وميدانية، ان هدوءا حذرا خيم خلال الساعات الاخيرة على مناطق القتال في ضواحي مدينة الحديدة، بعد عشرة ايام من المعارك الدامية في احدث هجوم عسكري لحلفاء الحكومة المدعومين من السعودية والامارات لانتزاع المدينة الاستراتجية وموانئها الحيوية من قبضة المقاتلين الحوثيين.

إعلان

وكانت وحدات عسكرية حكومية والوية سلفية جنوبية واخرى موالية لعائلة الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، تمكنت خلال الايام الماضية احراز تقدم هام لكنه مكلف، قادها الى احكام السيطرة على المدخل الشرقي لمدينة الحديدة والتقدم شمالا في مسعى لتطويق المدينة وقطع خطوط امداد الحوثيين من العاصمة صنعاء، ومحافظات شمالي البلاد.

وتاتي التهدئة المفاجئة، غدة تزايد الضغوط الدولية من اجل تجنب انتقال الاعمال القتالية الى موانيء الحديدة، وهي الشريان الرئيس لدخول المساعدات الانسانية.

كما ياتي قبيل ثلاثة ايام من اجتماع مرتقب لمجلس الامن الدولي حيث تتنافس الاطراف المتحاربة لإثبات حسن النوايا ازاء الجهود الاممية للتهدئة واحياء مسار السلام المتعثر منذ عامين.

وامس الاثنين حذرت الامم المتحدة من احتمالات تدمير البنى التحتية للمرافئ الحيوية وتداعيات ذلك على الاوضاع الانسانية المتدهورة.

وأكد أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تصريحات اعلامية امس الاثنين، التداعيات الوخيمة لهذا الهجوم"إذا حصل تدمير لميناء الحديدة، ماقد يؤدي إلى وضع كارثي بالتأكيد"حد تعبيره.

وفي محاولة على ما يبدو لاحتواء التصعيد العسكري الكبير في مدينة الحديدة، وتداعياته الانسانية المحتملة، اجتمع مبعوث الامم المتحدة الى اليمن مارتن جريفيثس امس في العاصمة السعودية الرياض بوزير الخارجية اليمني خالد اليماني للمرة الثانية خلال اسبوع.

وقالت وكالة الانباء اليمنية الحكومية، ان اللقاء ناقش"سبل الدفع بعملية السلام في اليمن وإجراءات بناء الثقة والتحضيرات الجارية لعقد جولة مشاورات سياسية جديدة".

وعرض المبعوث الاممي اطارا عاما للمفاوضات السياسية ومقترحات لتسوية ملف الأسرى والمعتقلين، وإصلاح الاقتصاد ضمن اجراءات متبادلة لبناء الثقة مع جماعة الحوثيين.

وتعارض الامم المتحدة ومجتمع العمل الانساني نقل الاعمال القتالية الى مدينة الحديدة التي مازال يقطنها نحو 200 الف شخص.

وتخشى المنظمة الدولية من ان يؤدي الهجوم على مدينة الحديدة وموانئها الحيوية الى تعريض 8 ملايين يمني لخطر المجاعة ممن يحصلون على مساعدات منتظمة، فضلا عن مضاعفة التعقيدات امام جهود الوسيط الدولي لاستئناف مشاورات السلام اليمنية المتعثرة منذ عامين.

 وبعد نحو عشرة ايام على انطلاق الهجوم العسكري الجديد الذي تدعمه السعودية والامارات لانتزاع موانئ الحديدة من قبضه المقاتلين الحوثيين، يبدو أن المعركة ستكون مكلفة ودموية، وطويلة الأمد.

ففي الاسبوع الاول من الهجوم، كان نحو 700 من المتحاربين قد لقوا حتفهم، في وقت زادت فيه خسائر القوات الحكومية وحلفائها مع اقترابها من احياء المدينة الساحلية، بعد ما لجأ الحوثيون الى تفخيخ المبان والمواقع الهامة وتفجيرها عن بعد في القوات المتقدمة.

احدث العمليات من هذا النوع، قتلت اكثر من 80 جنديا من الالوية الجنوبية، وتلك الموالية لعائلة الرئيس اليمني السابق على عبدالله صالح.

ويقول مراقبون، انه في حال تمكن الوسطاء الاقليميون والدوليون من اقناع جماعة الحوثيين بالتخلي عن الموانئ الحيوية للامم المتحدة دون شروط، فهناك احتمالات للتهدئة المؤقتة.

لكن طموحات القادة المحليين خاصة من عائلة الرئيس اليمني السابق في الحصول على موطئ قدم ضمن خطة اقتسام النفوذ قد تحول دون استدامة هذه التهدئة المبنية في الاساس على مخاوف دولية من تدمير البنى التحتيه لموانئ الحديدة الحيوية للمساعدات الانسانية.

وفي الايام الاولى للهجوم تمكنت القوات الحكومية وحلفاؤها من التقدم عند الضواحي الشمالية الشرقية لمدينة الحديدة الى مسافة 5 كم من البوابة الشرقية لميناء الحديدة، فيما تقف قوات اخرى عند المدخل الجنوبي الغربي على بعد 6 كم من البوابة الغربية للميناء الاقتصادي الهام.

وفي ظل ظروف التهدئة في واصلت الاطراف المتحاربة خلال الساعات الاخيرة تحشيدها العسكري الى محيط مدينة الحديدة، استعدادا على مايبدو لجولة ادمى من المعارك.

وضاعف التصعيد العسكري في محيط مدينة الحديدة من وطأة الصراع الدامي على المدنيين، مجبرا آلاف السكان على النزوح بعيدا عن مناطق المواجهات.

وحسب تقديرات الامم المتحدة، اجبرت المعارك الدائرة في محافظة الحديدة اكثر من 750 ألف شخص على النزوح منذ حزيران يونيو الماضي.

وعاد التصعيد العسكري بين حلفاء الحكومة والحوثيين الى ذروته خلال الايام الاخيرة، على وقع ضغوط دولية واممية غير مسبوقة من اجل انهاء الحرب في اليمن، في اعقاب اعلان واشنطن مقترح جديد لحل سياسي، يعطى الاولوية لأمن المملكة العربية السعودية من هجمات الحوثيين البرية والصاروخية، مقابل منح الجماعة المتحالفة مع ايران حكم ذاتي في مناطق نفوذها التقليدية شمالي البلاد.

امين عام الامم المتحدة تحدث عن توافق امريكي روسي اوروبي " لانهاء النزاع".

وقال أن "هناك إطاراً للحلّ قدم إلى الأطراف المختلفة".

واكد ان ردّ الفعل الأول كان إيجابيا نسبيا، لكنه اشار الى ان الأمور لاتزال مجمدة بسبب الوضع في الحديدة.