من يقرأ تاريخ تشرشل أشهر رئيس وزراء في تاريخ بريطانيا، فسيجد أن مشكلته لم تكن نقص الشجاعة على الإطلاق، بل الإفراط فيها أحياناً.
في أبريل/نيسان عام 1955، وفي عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة قبل أن يغادر منصبه لآخر مرة، أزال ونستون تشرشل، رئيس الوزراء البريطاني آنذاك، نسخةً قماشية كبيرة من لوحة «الأسد والفأر» للرسام الفلامنكي بيتر بول روبنز من القاعة الكبرى بقصر تشيكرز، مقر الإقامة الريفية لرئيس الوزراء في بريطانيا.
كان دائماً ما يجد أنَّ رسم الفأر غير واضح للغاية، لذلك استعاد فرشات الطلاء الخاصة به وأجرى تحسيناً على عمل روبنز، من خلال توضيح رسم الفأر الباهت.
وعن ذلك، قال اللورد لويس مونتباتن، القائد العام الأسبق للبحرية الملكية البريطانية: «إذا لم تكن هذه هي الشجاعة؛ فأنا لا أعرف ما هي».
تاريخ تشرشل يُظهر أنه لم يخفْ من القنابل أو حتى الغواصات
«لم تكن قلة الشجاعة مشكلة تشرشل قط»، حسب وصف صحيفة The New York Times الأميركية، في تقرير لها يستعرض كتاب المؤرخ البريطاني أندرو روبرتس «تشرشل: السير مع القدر» – («Churchill: Walking With Destiny») الذي صدر في نوفمبر/تشرين الثاني 2018.
ويظهر تاريخ تشرشل ذلك ، فقد تم التنويه به، هو شاب في الرسائل العسكرية، لقتاله الشجاع إلى جانب قوات حملة مالاكاند الميدانية في مقاطعة الحدود الشمالية الغربية بين الهند وباكستان، ومن ثم شارك في آخر مهمة كبيرة لسلاح الفرسان بالتاريخ البريطاني في معركة أم درمان وسط السودان.
وفي منتصف عمره، خدم تشرشل في خنادق الحرب العالمية الأولى، وهو الوقت الذي سقطت خلاله قذيفة ألمانية شديدة الانفجار على سقف مخبئه؛ لتعيد تنظيم أفكار رأسه المليء بالفوضى.
وفي وقتٍ لاحق، بصفته رئيساً للوزراء خلال الحرب العالمية الثانية، وحتى بلغ منتصف الستينيات من عمره، لم يكترث تشرشل بخطورة زيارة مواقع القنابل في أثناء الحرب الخاطفة، أو عبور مياه المحيط الأطلسي الغادرة، لرؤية الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت، على الرغم من الفرصة السانحة بشدة لنسفه على يد الغواصات الألمانية.
حتى إن شجاعته في السياسة جعلت البعض يراه خائناً
كان تشرشل يتمتع بشجاعةٍ سياسية أيضاً؛ لكونه بالأخص واحداً من القلائل الذين رفضوا استرضاء الزعيم النازي أدولف هتلر.
ظن كثيرون أنَّه مؤيد للحرب، ووصل الهجوم عليه بسبب رفضه التفاهم مع ألمانيا النازية، إلى حد أن البعض اعتبره خائناً.
وقال اللورد آرثر بونسومبي، في وقت عقد اتفاقية ميونيخ عام 1938 (التي وافقت فيها بريطانيا وفرنسا على ضم ألمانيا جزءاً من تشيكوسلوفاكيا): «لطالما شعرتُ بأنَّه في حالة حدوث أزمة بسبب الاتفاقية، كان تشرشل واحداً من أوائل الأشخاص الذين يجب اعتقالهم».
نعم، باللحظات الحاسمة لجأ إليه البريطانيون، ولكنّ نقص الحكمة جعل العثمانيين يهزمونه
غير أنه عندما جاءت لحظة الأزمة الكبرى عام 1940، لجأ الشعب البريطاني إليه باعتباره قائداً، وهنا تجلت قمة شجاعته حينما أكد أنَّ بريطانيا «لن تستسلم أبداً».
لم تكن الشجاعة هي مشكلة تشرشل، لكنَّها كانت غياب الحكمة.
إذ ارتبط اسمه بكوارث عسكرية شهيرة، من ضمنها حصار أنتويرب في بلجيكا عام 1914، وفشل حملة الدردنيل (غاليبولي) على الدولة العثمانية عام 1915 خلال الحرب العالمية الأولى
وكذلك خسارة معركة نارفيك بالنرويج في عام 1940، خلال الحرب العالمية الثانية.
حتى إنه قاد معارك شوارع بنفسه ضد الأناركيين
كما اشتهر تشرشل بخلافاته السياسية.
تظهر طبيعة الميالة للمواجهة في ظهوره شخصياً لتوجيه الشرطة خلال معركة شوارع عنيفة مع الأناركيين (لا سلطويين أو الفوضويين).
كما بدت واضحة في تحدّيه عالِم الاقتصاد البريطاني الشهير جون ماينارد كينز، وإعادة بريطانيا إلى استخدام معيار الذهب لتحديد قيمة العملة، أو تسرُّعه في دعم الملك إدوارد الثامن خلال أزمة التنازل عن العرش.
كانت آراؤه حول العِرق والإمبراطورية قد عفى عليها الزمن، حتى بالنسبة لتلك الأوقات.
وتاريخه ممتلأ باللحظات المثيرة للجدل منها الوثيقة الخبيثة
وتشمل قائمة تشرشل المثيرة للجدل القصف البساطي (القصف المكثف) للمدن الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية.
كما تشمل القائمة اتفاقية النسب المئوية لتقسيم شرقي أوروبا -أو «الوثيقة الخبيثة»، على حد وصف تشرشل نفسه.
وسلّمت هذه الإتفاقية لاً من رومانيا وبلغاريا إلى الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين، وتشبيهه حزب العمل البريطاني بالغيستابو (البوليس السري النازي).
طرحت هذه التصرفات تساؤلاتٍ بشأن طباعه وشخصيته، وكذلك أثارت عاداته في شرب الكحول، الكثير من التعليقات.
ومن هنا فإن كتابة سيرته أمر صعب
هذا هو التحدي الذي يواجه أي كاتب سيرة ذاتية عن تشرشل: كيفية تحقيق التوازن في حياةٍ مليئة بالانتصارات والكوارث، والتملق والازدراء.
تأتي نظرة المؤرخ البريطاني أندرو روبرتس عن علاقة تشرشل بالقدر في كتابه «Churchill: Walking With Destiny» أو «تشرشل: السير مع القدر» مباشرةً من صاحب القصة نفسه، إذ كتب تشرشل في مايو/أيار 1940، عن تلك اللحظة التي وصل فيها إلى أعلى مناصبه: «شعرتُ كأنَّني أسير مع القدر».
لكنَّ القصة التي يرويها روبرتس أكثر تعقيداً وأكثر إرضاءً في النهاية.
كتب روبرتس قائلاً: «رغم أنَّه كان يسير مع القدر بالفعل في مايو/أيار 1940، فإنَّه كان قدراً قد قضى حياته في صياغته».
لكنَّ ميزته أنه كان يتعلم من أخطائه
إذ إن «تشرشل تعلَّم من أخطائه»، حسبما يقول مؤلف الكتاب أندرو روبرتس.
ويضيف المؤرخ البريطاني قائلاً: «لقد احتفظ بهذه الدروس، لاستخدامها خلال أشد ساعات الاختبار في الحضارة الإنسانية».
ويبدو أنَّ اكتساب الخبرات والتفكير في الإخفاقات المؤلمة كانا من العناصر الأساسية في نجاح تشرشل بالنهاية، رغم كون ذلك أقل سحراً من اعتبار نجاحه قدَراً مكتوباً.
وبداية حياته كانت مع أب غريب الأطوار
لم تشهد المراحل الأولى من حياة تشرشل بدايةً سعيدة، إذ رأى والده النرجسي غريب الأطوار، اللورد راندولف تشرشل، أنَّ ابنه لن يكون ذا شأنٍ كبير، متوقعاً أن تكون حياته «بائسةً وغير سعيدة وعديمة الجدوى».
ولم تكن أمه الأميركية، جيني، أكثر لطفاً، إذ كانت ترسل إليه رسائل قاسية في أثناء التحاقه بمدرسة هارو.
وأصبحت أحكام أبويه دافعاً واضحاً لنيل الشهرة والاهتمام.
وكتب روبرتس قائلاً: «قليلون هم من تحدوا ظروفاً أكثر قسوة ليصبحوا أبطالاً أولاً، ثم رجالاً عظماء مثل تشرشل».
وهروبه الجريء من الأسر أكسبه شهرة مبكرة، لكن سرعان ما اكتسب سمعة سيئة
وبعد خدمته في كلٍّ من كوبا والهند والسودان، حقق تشرشل شهرةً سريعة خلال حرب البوير الثانية بعد هروبه الجريء من أحد معسكرات أسرى الحرب في جنوب إفريقيا عام 1899.
دفعته هذه الشهرة إلى البرلمان، حيثُ ازدادت سمعته سوءاً من خلال انتقاله إلى الجانب الآخر من مجلس العموم، بعد تخليه عن حزب المحافظين للانضمام إلى الحزب الليبرالي.
بعد ذلك، كتبت صديقته فيوليت، ابنة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق هربرت هنري أسكويث، قائلةً إنه «كان يُنظر إليه كخائن وحقير ووصولي».
ليردَّ عليها تشرشل، قائلاً: «كلنا حشرات، لكنَّني أؤمن بأنَّني حشرة متوهجة».
واستمر توهُّج تشرشل، ليصبح أصغر عضو في مجلس الوزراء البريطاني خلال 40 عاماً، وهو في سن الـ33 من عمره عام 1908.
ثم أصبح أصغر وزير للداخلية منذ السير روبرت بيل عام 1822. ونُسب إليه الفضل بصفته أمير البحرية البريطانية (الأميرالية) في تجهيز القوات البحرية للحرب، وهو أكبر إنجاز له في الحكومة قبل عام 1940.
ثم عاد لحزبه القديم بواسطة ألاعيبه التقليدية
وحتى عندما تحل به الكوارث، كان تشرشل ينجح دائماً في العودة بقوة.
إذ أعاده رئيس الوزراء الجديد آنذاك، ديفيد لويد جورج، إلى وزارة شؤون الحرب رغم كارثة حملة الدردنيل خلال الحرب العالمية الأولى.
وعندما تفكك الحزب الليبرالي بعد صعود حزب العمال، مارس تشرشل ألاعيبه مرةً أخرى، ليعود إلى حزب المحافظين حين عيَّنه ستانلي بالدوين، رئيس الوزراء آنذاك، على مضض في منصب وزير الشؤون المالية للبلاد.
وبدا أن مسيرته ستنتهي بسبب رفضه التسوية مع هتلر
وبحلول أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي، وبعد ابتعاده عن المناصب الرسمية وانتقاده لمعارضته التسوية مع هتلر، بدا أنَّ مسيرة تشرشل قد انتهت مرةً واحدة وإلى الأبد.
لكنَّه كان مستعداً، إذ كتب روبرتس قائلاً: «لقد علّمته كارثة الدردنيل ألا يتجاهل رؤساء الأركان، وعلّمه الإضراب العام وأعمال الشغب في مدينة تونيباندي أن يترك العلاقات الصناعية خلال الحرب العالمية الثانية لزعيم حزب العمال إرنست بيفن.
كما علّمته كارثة الغطاء الذهبي أن يزيد كمية النقود المتاحة للاستخدام في اقتصاد البلاد، وأن يحافظ على السيولة بالقدر الذي تسمح به مقتضيات الحرب».
لكن، ما لا يعرفه الكثيرون هو أن تشرشل تعلّم أيضاً من نجاحاته
إذ دفعته الاكتشافات الهائلة في مجال فك التشفير بالبحرية خلال الحرب العالمية الأولى، إلى دعم عالِم الحاسوب البريطاني آلان تورنغ وعمليات فك شيفرة الاتصالات الألمانية -التي أُطلق عليها اسم ألترا (Ultra)- خلال الحرب العالمية الثانية.
وأرشدته الحملة المضادة للغواصات الألمانية عام 1917 إلى نظام القوافل، وشجعه تأييده السابق الحرب على تطوير أسلحة جديدة.
وتعلَّم تشرشل من كتاب Research for a life of Marlborough -(وهو كتاب وصفه الفيلسوف الأميركي ليو شتراوس بأنَّه أعظم عمل تاريخي في القرن العشرين)- قيمة التحالفات الدولية في وقت الحرب.
إلى أن جاءت اللحظة المناسبة لشخصيته
كانت حياة تشرشل بأكملها بمثابة إعدادٍ لعام 1940، عندما كان على بريطانيا مواجهة اكتساح هتلر أوروبا .
حينها «أصبح الرجل المناسب في الوقت المناسب».
كان تشرشل في الخامسة والستين من عمره عندما أصبح رئيساً للوزراء مرة أخرى، وكان قد عاد إلى الصفوف السياسية الأولى لتوه بعد 10 سنواتٍ من ابتعاده عن المناصب.
كان الأمر يشبه عودة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير إلى منصبه اليوم، مستعداً للاستفادة من الدروس التي تعلمها خلال حرب العراق.
وأشار روبرتس إلى أنه إذا كان ظهور هتلر قد تأخر بضع سنوات، كان تشرشل سيبتعد بالتأكيد عن الصفوف السياسية الأولى فترة طويلة.
لكن الظروف أثبتت أنَّه «الشخصية الوحيدة التي لا غنى عنها في السياسة».
وآخرون غيره كانت لهم خبرة وأمجاد أكبر، لكن لم يتعلموا منها مثله
لا تجعل الخبرة النجاح حتمياً بالتأكيد.
ففي فرنسا، اتخذ المارشال فيليب بيتان -الذي لُقب بـ»منتصر فردان» بفضل انتصاراته المجيدة في الحرب العالمية الأولى- كل القرارات الخاطئة في أثناء توليه منصب رئيس وزراء فرنسا من عام 1940 فصاعداً.
إذ أصبح بعد هزيمة فرنسا في الحرب العالمية الثانية، يرى السلام مكافئاً للاحتلال والتعاون مع العدو (خضعت حكومة بيتان للاحتلال الألماني لفرنسا، بشكل كبير).
ولكن تاريخ تشرشل يبدو مختلفاً.
لكن، ماذا الذي جعل تشرشل مختلفاً؟ استمع لخطاباته خلال الحرب العالمية تعرف السبب
كان تشرشل على النقيض من بيتان.
لكن، ما الذي جعله «لا غنى عنه»؟
إنه الأمل، بالتأكيد، بالإضافة إلى قدرته على إظهار التصميم بوضوح وقوة.
إذ لا يزال بإمكان تسجيلات خطاباته خلال الحرب العالمية الثانية أن تثير القشعريرة في جسدك.
وفي النهاية، يُلخص روبرتس الإنجاز الكبير الذي حققه تشرشل في جملة واحدة: «لم يكن هذا الإنجاز هو أنَّه أوقف الغزو الألماني… بل إنه منع الحكومة البريطانية من عقد السلام».
فقد كان الضعف البريطاني يمكن أن يدفعها لإبرام سلام مهين مع هتلر، ولكن صمود تشرشل أتاح الوقت لبريطانيا، إلى أن تغيرت الأحوال.
اتضح أنَّ هذه هي حقيقة الأمر؛ فبعد الفوز في معركة بريطانيا، ودخول الروس أولاً ثم الأميركيين في الحرب، علم تشرشل أنَّ «الوقت والصبر سيمنحانه انتصاراً مؤكداً».
لكنَّ ذلك كان يعني أيضاً هبوط بريطانيا تدريجياً إلى المرتبة الثانية، إن لم تكن الثالثة من حيث القوة، بعد أن دخلت بريطانيا الحرب كأعرق القوى العظمى في العالم.
باختصار، وبعد خسارة نحو ربع ثروتها القومية بسبب الحروب، أصبحت بريطانيا هي القوى العظمى الثالثة خلف الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة، وكانت تُفلس فعلياً.
وهكذا ينتقل مجد العالم من قوى عظمى إلى أخرى!
والكاتب يبدو معجباً بتشرشل إلا في هذا الموقف الذي يرتبط بستالين
يروي روبرتس هذه القصة بأسلوب قوي وواثق. إنَّه يكتب بأناقة، مع ومضات ممتعة من النقد اللاذع، وبتمكن كامل من مصادره وعلم التاريخ الواسع. ورغم كونه كتاباً مكوناً من 1000 صفحة، لا توجد فقرات مملة به.
يبدي روبرتس إعجابه بتشرشل في كتابه، لكن دون تملق.
وفي كثيرٍ من الأحيان، يترك روبرتس الجدالات المختلفة أمام القارئ، حتى نتمكن من استخلاص استنتاجاتٍ مختلفة عن استنتاجاته.
وبصفته واقعياً محافظاً في الأساس؛ فإنَّ الكاتب يرى الخلافات السياسية والعسكرية من عدسة فن الممكن.
لكنَّه اتخذ موقفاً معادياً في مناسبةٍ واحدة فقط، عندما قال تشرشل عن ستالين عام 1945: «أحبُّ ذلك الرجل».
إذ قال روبرتس بنبرةٍ حزينة: «أين كان تشرشل الذي رأيناه عام 1931، عندما استنكر أوامر الإعدام التي يصدرها ستالين؟».
ورغم أن الكتاب يبدو قديم الطراز، فإن طريقه عرضه للحرب والسياسة نقطة قوته
قد يجد البعض أنَّ نبرة روبرتس في الحديث عن السياسة والحرب قديمة الطراز وغامضة بالنسبة إلى النهج الذي اتبعه المؤرخ البريطاني هنري بيلينغ منذ نحو نصف قرن.
إنَ الكتاب غير متسق مع الكثير من أفضل كتب التاريخ البريطاني التي تُطرح اليوم، حيث نجح أمثال المؤرخين البريطانيين دومينيك ساندبروك وأور روزنبيوم وجون بيوم في مزج التاريخ الثقافي والفكري مع دراسة السياسات العليا.
لكن، من الحماقة أن نقول إنَّ روبرتس اتخذ قراراً خاطئاً بطريقة كتابته.
فهو مثل المؤرخ الإغريقي الشهير ثوسيديديس في عرض القرارات المتعلقة بالحرب والسياسة باعتبارها جوهر الموضوع.
وبأخذ كل هذا في الاعتبار، يمكن القول إن هذه هي أفضل سيرة ذاتية من جزء واحد كُتِبَت عن تاريخ تشرشل حتى الآن.