يواجه ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان غضبا متزايدا من بعض أفراد العائلة الحاكمة بسبب سياساته والتقارير التي تشير إلى احتمال تورطه في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقي، وفقا لثلاثة مصادر مقربة من القصر الملكي.
وتقول المصادر لـ "رويترز" إن عشرات من الأمراء وأبناء عمومة الأمير محمد من أسرة آل سعود إن يريدون تغيير ولي العهد وطريقة الخلافة، لكنهم لا يستطيعون التحرك مادام الملك سلمان بن عبد العزيز حيا.
ويقولون إنه من غير المرجح أن ينقلب الأب، 82 عاما، على ابنه، 33 عاما.
ويميل المعارضون في الأسرة الحاكمة لخلافة الأمير محمد إلى تمكين الأمير أحمد بن عبدالعزيز، عم ولي العهد، وشقيق الملك سلمان، من خلافة العاهل السعودي بعد وفاته، وفقا للمصادر.
وعاد الأمير أحمد، البالغ من العمر 76 عاما، إلى المملكة في سبتمبر/أيلول بعد أكثر من شهرين في بريطانيا، وأثار جدلا بعد انتقاده علنا القيادة السعودية أثناء رده على متظاهرين هتفوا ضده أثناء دخوله مقر إقامته في لندن.
قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، عندما سئل عن تقارير إعلامية أفادت بأن المخابرات الأمريكية تعتقد أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أمر بقتل الصحفي جمال خاشقجي، إن مثل هذه المزاعم "لا أساس لها من الصحة تماما ونرفضها بشكل قطعي".
ونشرت وسائل إعلام بينها رويترز تقارير عن نتائج وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه).
ونسبت صحيفة الشرق الأوسط، المملوكة للسعودية، إلى الجبير قوله في أول تعقيب سعودي رسمي على تقرير المخابرات الأمريكية :"نحن في المملكة نعلم أن مثل هذه المزاعم بشأن ولي العهد لا أساس لها من الصحة تماما ونرفضها بشكل قطعي سواء كانت من خلال تسريبات أو غيره".
وأضاف "هي تسريبات لم يعلن عنها بشكل رسمي وقد لاحظت أنها مبنية على تقييم وليس أدلة قطعية"
قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية لشبكة "إيه بي سي" الأمريكية إنه اطلع على نسخة من تقرير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) بشأن مقتل جمال خاشقجي.
وأضاف المسؤول إنه "أمر بديهي" أن ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان أمر بقتل الصحفي السعودي، على حد تصريحه لمراسلة الشبكة الأمريكية في البيت الأبيض، تارا بالميري.
وأثار قتل خاشقجي، في قنصلية بلاده بإسطنبول يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، غضبا عالميا وتغطية صحفية كبيرة في وسائل إعلام غربية.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي إن من الواضح أن القتل كان مدبرا وأن الأمر صدر من أعلى مستوى للسلطات السعودية لكنه لا يعتقد أن للأمر علاقة بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.
ونفى وزير الخارجية السعودية عادل الجبير أمس مجددا أن يكون الأمير محمد متورطا في قضية مقتل خاشقجي، وقال إن تقرير "سي آي أيه" ليس له أسام من الصح وإنهم يرفضون تلك المزاعم بشكل قطعي.