أكد أصدقاء وزملاء وأفراد أسرة الأكاديمي البريطاني، ماثيو هيدجز، الذي سجن في الإمارات لإدانته بالجاسوسية قبل العفو عنه، أنه ليس عميلا للمخابرات.
لا يعد هيدجز غريبا عن منطقة الشرق الأوسط، حيث قضى فترة هناك في السابق، وعمل في المنطقة لعدة سنوات. لكن أثناء رحلة بحثية بغية الحصول على درجة الدكتوراة اعتقلته السلطات الإماراتية.
وفي الحادي والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني، حكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة "التجسس لصالح أو بالنيابة عن" الحكومة البريطانية، لكنه حصل على عفو رئاسي بعد خمسة أيام من صدور الحكم.
وفي ما يلي ما نعرفه عن الرجل الذي تؤكد أسرته وأصدقاؤه أنه "ضحية بريئة". من هو ماثيو هيدجز؟ يبلغ هيدجز من العمر 31 عاما، وهو طالب دكتوراة في جامعة درام.
ويصف نفسه بأنه "محلل معلومات في شركة تحليل معلومات إلكترونية في بريطانيا"، وكان يعمل مستشارا لدى مؤسسة "غالف ستيت أناليتكس" الاستشارية منذ يناير/ كانون الثاني 2016. وتتناول أبحاثه موضوعات مثل الدفاع والأمن والشؤون الدولية والسياسة العسكرية في الشرق الأوسط.
ومنذ بداية نشاطه للحصول على درجة الدكتوراة في جامعة درام، عمل كباحث مساعد في معهد الدراسات الشرق أوسطية والإسلامية التابع للجامعة.
وهو متزوج من خبيرة شؤون القانون الدولي، دانيلا تيجادا، التي قيل إنه قابلها أثناء دراسته في جامعة إكستر. ما هي خلفيته؟
ولد هيدجز في منطقة "سري" البريطانية والتحق بمدرسة "كرانليغ" الداخلية المستقلة بالقرب من غيلفورد.
وأثناء فترة دراسته في المدرسة والجامعة، دأب على قضاء عطلاته في الإمارات مع أسرته التي كانت تعمل هناك.
وعلى الرغم من أن أقاربه يقولون إنه لا يستطيع قراءة أو كتابة اللغة العربية، فإن المشرف على الدكتوراة في جامعة درام قال إنه "يعرف البلد جيدا".
وقال كليف جونز إنه (هيدجز) "وجه معروف جدا"، وتعرفه "النخبة السياسية الإماراتية".
وأضاف أن الكثير من الأشخاص الذين ذهب إليهم هيدجز في الإمارات وتحدث معهم بشأن الإشراف على دراسات الدكتوراة كان يعرفهم شخصيا أو عمل معهم.
ويبدو أن هذه المنطقة من العالم أثارت اهتمامه بشكل واضح. وكانت درجته الأكاديمية من جامعة برادفورد ودرجة الماجستير من جامعة إكستر متخصصتين في الشرق الأوسط والعلاقات الدولية.
وكان عنوان رسالة الماجستير "ما الذي حفز الإنفاق العسكري في الإمارات منذ عام 2001؟". ماذا كان يعمل قبل اعتقاله؟
التحق هيدجز بقسم الدراسات العليا لنيل درجة الدكتوراة في جامعة درام في عام 2015، حيث كان يبحث تأثير انتفاضات "الربيع العربي" على دول الخليج. وكان اهتمامه الخاص هو "تطور استراتيجية الأمن الوطني" في المنطقة.
كما شملت الاهتمامات البحثية الأخرى المدرجة في سيرته الذاتية في جامعة درام العلاقات المدنية العسكرية، والسياسات الشرق أوسطية، والدراسات الأمنية، والاقتصاد السياسي.
وقالت جامعته، في بيان مشترك مع جامعة إكستر، إنه "لا يوجد دليل يشير إلى أن ماثيو يسلك أي سلوك غير البحث الأكاديمي المشروع".
وأضافت أن أطروحته اكتملت تقريبا ونفذت "بما يتفق تماما" مع بحثه والإجراءات الأخلاقية. ما العمل الذي أنجزه؟
عمل هيدجز في شتى أرجاء الشرق الأوسط لتقديم تحليلات بشأن موضوعات تتعلق بالدفاع والأمن وسياسات الخليج والشؤون الدولية والقدرات العسكرية.
وتناولت أبحاثه تكنولوجيا ساحة المعارك والإنفاق الدفاعي في دولة الإمارات، والاستراتيجيات السياسية والعسكرية في الشرق الأوسط.
وكتب في مارس/ آذار العام الماضي مقالا لمجلس سياسة الشرق الأوسط، ومقره الولايات المتحدة، تناول مستقبل جماعة الإخوان المسلمين ومجلس التعاون الخليجي، الذي تتمتع الإمارات بعضويته.
كما عمل هيدجز لحساب معهد التحليل العسكري للشرق الأدنى والخليج، وهو مركز أبحاث في دبي، و شركة "بابليون كوميونيكيشنز" للخدمات الإعلامية.